تكشف اغلب الدراسات على أن فشل الدولة وانهيارها تظهره مؤشرات عديدة منها عجزها عن القيام بوظائفها الأساسية تجاه مواطنيها، تآكل قدرتها وقدرة نظامها القائم على الحكم على القيام بفاعلية وكفاءة وتصبح فاقدة للسيطرة على حسم العنف والانهيار الأمني، عاجزة عن تحقيق السلام والاستقرار لشعبها ولا تستطيع ضمان النمو الاقتصادي والوفاء بالاحتياجات الضرورية لشعبها. ومن أوضح مؤشرات الدولة الفاشلة التي بانت للعامة وأصبحت ليست بحاجة لخبراء اقتصاد لتشخيصها في السودان: - عدم القدرة على توفير الخدمات العامة وضعف نصيب الفرد من الاحتياجات الأساسية – الغذاء، الماء الكهرباء، الدواء.. الوقود الخ. - ازدواجية السلطة الأمنية، حيث تصبح جهات تتمتع بسلطة تضاهي سلطة الدولة. - اضمحلال السلطة والعجز عن اتخاذ قرارات موحدة. - ازدياد معدل الهجرة واللجوء الى البحر للهروب للمجهول. - يحكمها أمراء الحروب. - السيادة الناقصة واستجداء المنظمات الدولية للتدخل. - الضعف وعدم المقدرة على حسم التوترات الأثنية والعرقية والدينية وأعمال العنف التي تصاحبها. - نظام اجتماعي هش. - ارتفاع نسبة الفقر والارتفاع المفاجئ للاسعا وانهيار العملة الداخلية وانتشار تجارة السوق السوداء. كل المؤشرات السابقة وغيرها تنطبق على الحالة السودانية ولا نرى حلاً في الأفق والوضع خطير، فلابد من تكاتف الشعب والحكومة وبث روح التربية الدينية والوطنية لأننا في مرحلة الصراع على البقاء أحياء والانتصار على الفقر والعجز والكسل وان نكون أو لا نكون. فعلى الشعب أن يبادر ويصلح ما بنفسه من علل نفسية كالشره والكسب غير المشروع والسوق السوداء غير المنتجة والمدمرة للإنتاج. يقول جون اف كندي: Ask not what your country can do for you, ask what you can do for your country. لا تسأل ماذا قدم لك وطنك، بل أسأل ماذا قدمت أنت لوطنك. فالوطنية ليست أقاويل وكلام يلقى على عواهنه في السوق أو في منابر الأقوال ولكنها قوة ونشاط في ميادين الأفعال. فلنترك الشحناء والبغضاء والفرقة والشتات ولنأتي بأفكار بناءة في التنمية والصناعة والزراعة. لا نكون حرب على بعضنا بالسلاح أو بالقول المذموم ولا بد من أن تختفي مصطلحات مثل جلابة.. زرقة.. عرب أفارقة وما شابهها من أقوال التي لا تخرج الا من أفواه منتنة وعقول خاوية وأقلام صدئة. تقول الحكمة الامريكية: Great minds discuss ideas Average minds discuss events Small minds discuss people. العقول العظيمة تنشغل بالأفكار العقول المتواضعة تنشغل بالأحداث العقول الضعيفة تنشغل بالناس. كما أنه على الحكومة أن تستشعر معاناة شعبها وتعمل لصالحه أو تغادر غير مأسوف عليها. حسين إبراهيم علي جادين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.