استكمالاً لمقال الأمس الذي حمل عنوان " زوران وسواقة الخلا" أود التأكيد للقائمين على أمر الصحيفة التي خرجت بعد مباراة الهلال - سيمبا بمانشيت الفضيحة (المزعومة) بضرورة اعداد مانشيت الفضيحة 2. . بالرغم من أن مفردة "فضيحة" في وصف هزيمة في مباراة تجريبية يعكس مدى تخلف إعلامنا الرياضي وضحالة تفكير بعض رموزه واستهبالهم لجماهير الناديين الكبيرين حتى تظل هذه الجماهير بقرتهم الحلوب، بالرغم من ذلك إلا أن التوقع والطلب على مانشيت الفضيحة 2 يظل قائماً. . أقول ذلك لأنهم إن أرادوا أن يفوا ولو ب5‰ من متطلبات المهنية، وطالما أنهم اعتبروا هزيمة الهلال الأولى فضيحة، فيفترض أن يخرجوا للقراء بفضيحة مازيمبي الكبير وهو يتعرض للهزيمة من الصف الثاني للهلال. . طبعاً لن يفعلوا، كما أنني لا أعني حرفياً ما كتبته أعلاه، لكنني أردت فقط التأكيد على الاستهبال الذي يمارسه بعض زملاء المهنة. . والمؤسف أن مثل هذا الاستهبال يجد سوقاً رائجة وسط بعض المتعصبين. . والأشد أسفاً أن أعداداً مهولة من رجال ناضجين ومستنيرين ومتعلمين يطربوا لمثل هذه الكتابات التي تشجع على التعصب. . فإن انهزم الهلال في مباراة ودية ترك بعض إعلاميي المريخ شأن ناديهم وراحوا يتندرون في الهلال، والعكس صحيح إن حدث نفس الشيء للمريخ. . يصدق هؤلاء المستنيرون المتعلمون ويطربوا لمثل هذا الغثاء، مع أن الكتاب غالباً ما يكونوا أصدقاء يخرجون معاً ليتسامروا بمجرد أن ينهي كل واحد منهم مقاله التحريضي لجماهير ناديه. . وهنا لابد أن نسأل أنفسنا: كيف نريد لكرتنا أن تتطور وأن يكون لاعبنا في أفضل حال ونحن لا نرغب في مواجهة أنفسنا وتغيير بعض سلوكياتنا المدمرة ومجاهدة أنفسنا!! . الكرة لن تتطور بعصبيتنا الزائدة وسعي كل طرف لهد الآخر. . كما أنها لن تتطور بكثرة التنظير وجعل كل صحفي ومشجع خبيراً كروياً. . لكن المشجعين يمكن أن يساهموا بدور ايجابي إن اكتسبوا عضوية أنديتهم والتزموا وأدركوا حدودهم كمناصرين وأوصلوا رسائلهم الواضحة للإعلام بأن يحترم عقولهم. . لن نستطيع اقناع بعض زملاء المهنة بأن يلتزموا بأخلاقيات ومعايير المهنة لأن الأمر بالنسبة لهم مجرد وسيلة للكسب السريع. . لكننا لن نمل من تذكير الجماهير بأدوارها وما يجب أن تقوم به. . زوران وفتيته لم يقطعوا ألسنة بعض المريخاب المتعصبين فقط بالأمس بل أسكتوا قبل ذلك عدداً من إعلاميي الهلال الذين سعوا لتضليل الجماهير ودفعها لمعاداة المدرب الصربي، لكي يؤثر ذلك سلباً على الإدارة ويشتت أذهان أعضاء اللجنة. . وقد توقعت ظهور الهلال بشكل مختلف أمام مازيمبي ولهذا أصررت على ارسال مقال الأمس قبل المباراة. . نحمد الله على فوز الأمس الذي بدا أنه جاء بعد أداء طيب. . لم تسعفني ظروف العمل من متابعة اللقاء، لكنني لحقت بآخر عشر دقائق. . وفي تلك الدقائق القليلة بدا لي شكل الفريق جيداً. . شاهدت لمحتين جميلتين لكل من مجاهد وسليم. . هذا بالإضافة للقطة هدف الضي الجميل. . كما تابعت تصدي الحارس أبوجا الرائع لإحدى الرأسيات الخطيرة. . وعلى ذكر هذا التصدي الرائع لابد من تذكير بعض الكارهين للمدرب زوران بأن جمال سالم كان أحد أهم أسباب الهزيمة الأولى. . أذكر هؤلاء بذلك لأنني عندما ضمه الهلال كتبت أنه تسجيل إداري قُصد منه النكاية بالمريخ، وأضفت أن جمالاً ليس بالحارس الذي يستحق أن نمنع له بعض حراسنا الوطنيين من المشاركة والتطور. . وقد هاج حينها بعض العاطفيين الذين تحركهم مانشيتات الصحف وقالوا لنا أنه يشارك بمنتخب يوغندا. . وقد رديت على ذلك حينها بأنه منتخب يوغندا لا غانا أَو ساحل العاج، وحتى في هذا لم يكن أساسياً بل احتياطياً. . خلاصة الأمر أن بعض من تسببوا في اضعاف الهلال طوال السنوات الماضية يحاربون المدرب هذه الأيام وهذا ما يجب أن ينتبه له جمهور الهلال جيداً. . انتصار الأمس لا يعني أيضاً أن زوران عشرة على عشرة، وأن الهلال تعافى كلياً وحدث بين لاعبيه الانسجام المطلوب. . لكنه، أي الفوز مجرد خطوة ودفعة معنوية كبيرة يمكن أن تفيد الهلال كثيراً إن تركنا المدرب يعمل دون ضغوط منا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.