بسم الله الرحمن الرحيم موضوعات متنوعة لا يحتملها مقال !!!!! عادل عبد الرحمن عمر كاتب وصحفي سوداني -1- في برنامج حتى تكتمل الصورة للاعلامي المثابر الطاهر حسن التوم الذي استضاف فيه لفيفا من الصحفيين النابهين كانوا جلهم ينتقد بقسوة وبملاحظات دقيقية الاخطاء والشكاوي من المواطنين تجاه العملية الانتخابية .... وأتاح البرنامج للمفوضية القومية للانتخابات الإجابة بشفافية عالية مما اكسب البرنامج صدقية كبيرة وتابعه المشاهدون بشغف بالغ !! حاول العديدون ان يحصوا فوائد انتخابات 2010م في الكثير من الفضائيات المحلية والاقليمية والدولية ... وهي واضحة للناخب السوداني الذي عاش فترة ليست بالقصيرة في تمرين انتخابي عالي المستوى... حيث العملية الانتخابية الاكثر تعقيدا من سابقاتها والاشرس اهتماما محليا واقليما ودوليا ... مما شكل حيوية واهتماما وضبطا غير مسبوق !!! أما على مستوى الاحزاب السودانية خاصة حزب الامة والقطاع الشمالي من الحركة الشعبية لتحرير السودان ... لم يستطيعا أن يجتازا امتحان الكفاءة المهنية... حيث موعد السباق الانتخابي كان معروفا لا يحتاج الى اجتهاد ... ولكن من الواضح ان حزب الامة جناح الصادق المهدي كان يعتمد على خيالات بعيدة عنها الواقع حيث اثر حلما وصدقه ان الانتخابات لن تعقد في ظل مشكلات عظمّها في مخيلته وبنى عليها موقفه السياسي الغامض الذي لم تكشف عنه الحجب الا قبل 48 ساعة من عملية الاقتراع .. وهذا في حد ذاته يمثل بؤساً حقيقياً لحزب وطني كبير ... فبين مكايداته مع المؤتمر الوطني وصنع الشائعات عن تزوير الانتخابات التي لم تعقد حينها وتعويله على الحركة الشعبية في ممارسة لعبة " القط والفأر " مع المؤتمر الوطني وادراك مصالحها جيدا لم يستطيع الحزب الكبير ان يشارك في انتخابات اتيحت لها فرصا جيدة لتحقيق النزاهة والاستقلالية بعد طول غياب !!! أما بشأن برنامج " حتى تكتمل الصورة " واحدة من اشراقات العملية الانتخابية ... حيث مثلت الصحافة رقابة مسلطة على الرقاب ووجدت ملاحظاتها اهتماما كبيرا ... حيث اجابات المسؤولين على رقابة الصديق فيصل محمد صالح والصديق ضياء الدين بلال وسخرية د. عبد الله على إبراهيم وحماس الصديق سيف الدين هذه الحيوية الدافقة تعبر عن المرحلة القادمة التي جعلت من الكل على قدر مسؤوليته !!! - 2 – المشروعية الان لصناديق الانتخابات التي ستعلن نتيجتها مع معانقة القراء هذا المقال ... وحقيقة انجز السودانيون انجازاً تاريخياً بعقد هذه الانتخابات المعقدة بهذه السلاسة والهدوء والابتعاد عن العنف على غير ما جرى في انتخابات مماثلة حتى مناطق مثل دارفور وغيرها ... للأسف لم ترق الأحزاب الى مستوى المحاولة لانجاح التجربة ... بل غطت رأسها في الرمال وطفقت تعيد مثل الببغاء مسائل التزوير ... برغم ان المفوضية القومية بذلت جهداً خرافياّ لتخرج العملية الانتخابية برمتها من الاتهامات ولكنها وجدت الاحزاب تطلق الاتهامات المعلبة الجاهزة في صدور اعضاء المفوضية اولاً وناس المؤتمر الوطني ثانياً وما دونهم من الأحزاب التي ارتضت المشاركة في العملية الانتخابية .. فقدت الحركة موقعها المميز داخل الحكومة القومية بفقدان منصب النائب الاول ... واحترق قطاع الشمال ثانية بنار الغيرة التي يوقدها ياسر عرمان الذي لم يستفد من خبرته الطويلة في العمل السياسي ... حيث هنالك عوامل عديدة لا يمكن تجاوزها ... حيث خطوطا حمراء تعترض أفكار الشيوعية التي يعتنقها " ياسر عرمان " منذ الصبا ... حتى صدق الاستاذ محمد إبراهيم نقد بأنه لا يصلى لا يفيده أمام الجمهور السوداني ... الذي يدرك أيضاً بحاسته المرهفة الذين يتاجرون بالدين من غير بذل أو جهد أو اخلاص . المؤتمر الوطني تعامل مع الانتخابات بجدية عالية .... حيث انه يدرك مشروعية الحكم في ظل عالم جائر وغير محياد ... بينما أن بعض الاحزاب السياسية الأخرى عقدت عزمها مع توترات الخارج ... و أوهام سياسية داخلية عصفت بآمالهم التي تتفق مع مصالح الحزب التي ضاقت وانكفأت على حيز جغرافي محدود ورؤية اقصائية مركزة على ماضي ملئ بالحقد والقتل والنعرات الجهوية والاثنية . هذا السباق الانتخابي وان جاء ناقصاً بتهرب بعض الأحزاب من السباق الانتخابي الا ان فوائد جمه ارتبطت بهذا المسار الديمقراطي ... حيث تهيء للانقاذ مرحلة سياسية جديدة يمكن ان تستفيد منها فائدة كبرى من اخفاقاتها السياسية السابقة ... خاصة في دارفور ومعركة " الوحدة " التي تحتاج الى فعل سياسي حاذق واجتماعي ثوري وثقافي مبدع ... ولا تزال هذه الرؤية الخلاقة على أرض الواقع ... يحتاج العقل السياسي للحزب الحاكم الجديد الى معايير جديدة تستوعب الواقع الذي افرزته الانتخابات و التحديات الكبرى التي تواجه الوطن !!!! - 3 – هل تعول الحكومة او المفوضية القومية للانتخابات على شهادة المنظمات الدولية المراقبة للانتخابات؟!! ربما تكون هذه المنظمات والمراكز اكثر حيدة لتعلن موقفها من الانتخابات بدون تأثير من جهات أو الاحساس بنظرية " المؤامرة " ... أيضاً على المنظمات المحلية أن تعلي من صوتها خاصة فيما يتعلق بنزاهة الانتخابات من عدمها . الشعب السوداني أدار عملية انتخابية معقدة بكفاءة وبوعي واقدام فذ لتقديم نموذج متميز للعالم كله ... ولذا لا تنطلي عليه اتهامات المعارضة السودانية التي أصابت بدخانها الكثيف العملية الانتخابية بأحكام قاسية قبل بدايتها مما يعرض اتهامات المعارضة لمأزق كبير أمام الوعي والذاكرة الجمعية للشعب السوداني . المعارضة بطريقتها العشوائية أصابت العديد من الأفراد والجهات والمؤسسات بمطر سوء ... مما يفقدها اكثر واكثر !! تشير المؤشرات الى فوز حزب المؤتمر الوطني مما يزيد من الهم الوطني ويعظم من ابتلاءات المرحلة القادمة التي تحتاج الى تفعيل " سياسي " يحرّك العصب المركزي كله ... لان المشكلات الوطنية ثقيلة ينوء عن حملها حزب كبير مهما علا شأنه ... بدأت الحكومة باصلاح سياسي باجراء الانتخابات ... وهذا الفعل الكبير يتوجب من المعارضة أن تتعامل بمسؤولية عالية تتجاوز حالات الاحباط والغيرة؟؟ فهل تستوعب المعارضة التحريك السياسي ؟؟ سؤال كبير معلق قد تجيب علية الايام القادمة !!!!!