كان قارون من قوم موسى عليه السلام كما ذكر في القرآن الكريم، وكان (وزيراً لشؤون بني إسرائيل) في بلاد مصر حينما كانوا يستعبدون فيها. لذلك بقي قارون صلة الوصل بين بني إسرائيل والحاكم فرعون. فبغى على قومه وجمع الأموال الكثيرة(باللف والدوران) والتي كانت تنوء مفاتيحيها على العصبة من أولى القوة من الرجال. وكان قارون يتحاور مع قومه في شأن هذه الأموال أخبرهم أنه إنما أوتي هذه الأموال الطائلة بفضل علمه وثقافته وحنكته الطويلة وذكائه الخارق (وقارون لم يكن وارث ) لانة اصلا كان فقيرا قبل الوزارة ، ولم ينسب فضل جمع هذه الأموال الكثيرة إلى الله تعالى كانت نهاية قارون نهاية مؤلمه ومستحقة كانت النهاية الخسف هو واموالة التي جمعها (بخبرتة الطويلة)وامانتة ونزاهتة وها نحن نشاهد ونسمع عدد كبير من (القارونين ) الذين يدعون بأن الوظائف التي هم فيها على (علم) و(خبرة) و(كفاءة) وأن هذه الأموال الكثيرة التي جمعوها والمزارع والأراضي والعمارات والقصور (والقولف )والمصانع والشركات والعربات الفارهة إنما على (علم) وكم مسؤول في السودان يفعل الفعل القاروني منذ استقلال الوطن وحتى اللحظة نجد أعداد كبيرة من (القارونين) الذين يدعون كما ادعي قارون من قبل ولكنهم دون مرحلة الخسف. ولوكان العقاب الرباني ينزل مباشرة علينا مثل ما كان ينزل لأهل القروون الأولى لما بقي فينا أحد الا القليل من عباد الله الصالحين ولاحول ولاقوة الا بالله