نحن في السودان نتحدث عن السمسم السوداني والصمغ العربي واللحوم ويصيبنا الدهشة والذهول عندما نسمع ان مصر هي الدولة الاولى التي تقوم باعادة تصديرها الي أسواق أوربا باضعاف الأسعار بالرغم من ان الانتاج في السودان وندعي نحن اهل السودانان مصر دولة انتهازية ونفعية ولا نعترف ان القصور فينا بسبب عدم وجود بعد الأفق الاقتصادي والتجاري وعدم اهتمام حكام السودان بتحسين وتطوير تقنيات تصدير منتجاتها وعدم توفر سياسات تشجيعية لدعم قطاعات المنتجين فماذا نتوقع من المزارعين والرعاة الغلابه غير ان يبيعوا ويتخلصوا من منتجاتهم الزراعية والحيوانية في ألسوق المتاح بأرخص الاثمان حتى يحصلوا على حد الكفاف بدلا من الاتلاف وحفاظا على ديمومة نشاطهم بحالتها الغير مرضيه .فرضت مصر سيطرتها على منطقة حلايب وشلاتين الغنية بمواردها الطبيعية بالكامل كردة فعل لمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في مطار أديس ابيا ولان العالم بأسره استدرك انذاك تورط السودان فلم تجد الحكومة من تساندها في المحافل الدولية وأثرت السكوت لان دخولها في حرب انذاك ستفقدها السلطة فكان نظرتهم ذاتية وليست نظرة قومية فلتذهب حلايب وشلاتين وتدوم السلطة نتحدث عن تزوير العملة السودانية في مصر وتدهور الجنيه مقابل ارتفاع أسعار الدولار ونتحدث عن تصدير مصر للأغذية الفاسده والمنتهية الصالحية وآخرها 300 كرتون عسل تم ضبطها في محلية وادي حلفا بالامس فهل كان لمصر ان تدخل العملة المزورة والبضاعة الفاسدة في العمق السوداني لولا وجود ايادي خفية مسترزقة من السودانين واين كان حرس الحدود وجهاز المخابرات والأمن الاقتصادي وهيئة الجودة والمواصفات واين الأمانة والنزاهة نتحدث عّن ان السودان تبنت الحرب بالوكالة نيابة عن مصر في الحدود السودانية الإثيوبية فلماذا انتظرنا حتى نحارب بالوكالة اين كان الجيش السوداني عندما اغتصبت الفشقتين واقامت عندها السد بتحدى وعندما سقط النظام كنّا ننظر لأبي احمد وكأنه رسول السلام الأفريقي بالرغم من ان قواته تدنس وتفترس اخصب اراضي السودان وتهين كرامة اَهلها -حتى لو ان مصر تستغل ضعف الحالة السودانية وتحويل ًواستغلال خيراتنا لمصلحتها لا ينبغي لنا اذا اردنا المعالجة و الخروج من هذه الحالة ان ننظر الي الامر بنظرة سخرية وضيقة و من جانب واحد فقط فلتكن النظرة عميقة وفاحصة وناقدة ونعترف ان ضعف قدراتنا ومحدودية فرص المناورة نابعة من سوء ادارة الحكام الذين تعاقبوا حكم السودان ومصر على مر التاريخ وهذا لا يعني ان نقطع علاقتنا مع مصر اختي بلادي البلد الجارة الشقيقة على امتداد النيل والسوق الواعد لمستقبل السودان وهي لا تستطيع ان تحصل على كيلو سمسم او قنطار من الصمغ ولا ناقة تدخل حدودها عنوة من السودان اذا لم تجد من يقدم التسهيلات لذلك يجب ان لا نرتهن بكل سهولة وبساطة وسذاجة ونعلق فشل قادتنا وحكومتنا على شماعةأنتهازية واستغلال مصر لثروات السودان نتحدث عن غرق مدينة وادي حلفا بوابة السودان التاريخية الجميلة في الشمال جراء قيام السد العالي والي يومنا هذا نتباكي على الأطلال واللبن المسكوب وهي تستحق البكاء والرثاء وننسى خذلان مواقف القادة وموافقة السودان والتأمر الدولي لما كان السد العالي دمارا على وادي حلفا ودون مقابل تستحق اختفائها بالامس القريب زارت السيدة وزيرة الخارجية مريم الصادق جمهورية مصر كأولى محطة لها بعد استلام الحقيبة الوزارية ومن وجهة نظري الشخصية كانت موفقه في اختيارها القاهرة ومن حق كل سوداني يعبر عن رايه في كفاءة وحديث السيدة الوزيرة عندما قالت نرحب بالخبرة المصرية استعمار اراضي السودان فهي تقصد إعمار السودان فلماذا لا يكون وفق الية استثمارية مقننة تضمن مصالح البلدين ولكن تراكم اخطاء قيادات البلدين على مر العهود خلق كم هايل من الشحنات السلبية لدى الراي العام في البلدين للأسف السودان ومصر دولتان جارتان وما تجمع بين الدولتين اكثر مما تفرق بينهما وخاصة على الصعيد الشعبي هنالك حب عفوي قوي واحترام متبادل بين ابناء النيل وهذا يعتبر اهم عنصر لاستمرار وديمومة علاقات الشعبين ومن زار منا مصر يلتمس مدى حب الشارع المصري للإنسان السوداني اما ما ينشر من تراشقات صوتية لبعض نشطاء السوشل ميديا من البلدين فلا نستغرب ذلك بسب حجم ما يشاع في الاعلام العام والخاص من اخبار صادمة مثل استغلال مصر خيرات السودان برخص أسعار الصادر والوارد الفاسذ والمنتهي الصلاحية والتزوير وان مصر فرضت اقامات على المقيمين وليس السودانيون فقط وهذا حق حفاظا على الأمن القومي وَيَا حبَّذا تنطبق نظام الاقامة في السودان أسوة بكل الدول ومهما يكن من معوقات وأسباب اخرى داخلية ودولية واقليمية يمارسون الدور السلبي حتى لا تتفق وتتقدم الدولتان نتيجة تعاظم ثمار الاتفاق والعلاقات الطيبة والتأثير في توازنات سياسة الشرق الاوسط اضف الي ذلك اغلب الحكومات التي مرت على سدة حكم البلدين لم تكن حكومات منتخبة ومؤسساتية تعطي الاولوية للوطن واهمية بقاء العلاقةوتاصيلها بين الدولتين فرغم كل الصعوبات والعقبات والمتاريس التي تعوق قيام علاقة متينة تخدم شعبي وادي النيل بدلا عن الأنظمة الا ان مستوى الوعي والإدراك الصاعد والمتعاظم لدى شباب البلدين وصوت الشارع المطالَب باقامة الحكم الرشيد وتداول السلطة والفرص الثمينة لدى الدولتين ستبقى التفاؤل والامل بان مستقبل العلاقة بين البلدين واعد ومشرق رغم كل التحديات ولمصلحة الشعبين والأجيال . دكتور طاهر سيد ابراهيم عضو الأكاديمية العربية الكندية عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.