مش خلاص الانتخابات خلصت نشوف غيرها! بعد كتابات عن مشروع الجزيرة لعدّة سنوات، وكمزارع أباً عن جد؛ أجد نفسي في كثير من المناسبات الاجتماعية؛ توجّه إليّ الأسئلة عن ماذا يدور في مشروع الجزيرة؟ وصراحةً أحتار؛ يمكنني أن أجتهد وأتحدث عن الإنجازات التي تمّت من قراءة في الصحف، أو سماعية من بعض الأصدقاء الفوق؛ لكن لا أستطيع أن أجيب عن خطط المستقبل. لا ينكر كبير، أو صغير- عظمة مشروع الجزيرة-؛ سابقاً ولاحقاً، وقد كان مادةً دسمةً عوّل عليها كثير من المرشّحين في كل المستويات( إمكن حتى مرشحي الّلجان الشعبية قالوا إنهم سيعملون على إعادة مشروع الجزيرة سيرته الأولى، أو إلغاء قانون 2005 م). صراحةً أسأل الله ألا يعود إلى سيرته الأولى؛ ولهذا قصة أخرى؛ إذ إن سيرته الأولى كان أقل المستفيدين منها المزارع، وكل الباكين على ماضي المشروع؛ باكون على مجد فقدوه- وهم حزمة من أهل المصالح-؛ لا همّهم المُزارع، ولا الإنتاج يهمهم. قانون 2005 م؛ ليس عليه غبار؛ ولكن ماذا طُبِّق منه؟ وماذا بقي فيه؟ هنا السؤال؟ كثرة العاملين عبء ضخم؛ أقعد المشروع زمناً طويلاً- هذه معضلة تمّ حلها في كل سلاسة تقريباً-، وخرج العاملون- كما نسمع-؛ راضين بالتعويضات. ضُمّ الري للمشروع هذا إنجاز كبير؛ إن أمكن تفعيله لصالح الزراعة؛ أيضاً خطوة في الطريق الصحيح؛ إذ لا يعقل أن تزرع، والماء ليس بيدك. كما أن تحويل الحرقة، ونور الدين، وودالفضل، وحدّاف الى زراعة السكر- أسوةً بالجنيد-؛ خطوة رائعة، وكبيرة؛ ستحوّل واقع تلك المناطق، وتخرجهم من الكفاف إلى مصاف زارعي السكر في الجنيد؛ زادنا، وزادهم الله من نعمه. كل هذا جهد مقدر على الرغم من البطء الذي لازمه. ولكن ثم ماذا بعد؟ أمامنا أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات، والمزارعون ضحية شائعات كثيرة؛ ما إن يمسّد أحد شنبه؛ إلا واختلق قصةً عمّا لحق بالمشروع الكبير. ومعهم حق إذ لا إعلام للمشروع، ولا تعرف هذه القاعدة العريضة من المزارعين- 138 ألف مزارع-؛ لا يعرفون إلى أين يساقون؟ ( نقّص منهم أقسام السكر أعلاه). حتى مشروع سندس(الذي شبهناه بالعتود) صار له إعلام، وحضور في الإعلام أكثر من مشروع الجزيرة ذي المليوني فدان وأكثر؛ بالمناسبة ما فوق المليونين خاص بالاتحاد؛ وهو 200 ألف فدان لا يعلم كثير من الناس عنها كثير شيء. نحن في نهايات إبريل، والمزارعون في الجزيرة لا يعرفون عن الموسم القادم كثير شيء؛ هل سيزرعون قطناً، شعيراً، ذرةً، صويا، ذرةً شاميةً، أرزاً؟، كما لا يعرفون هم، أم الشراكات الذكية التي ستزرع؟ وعلى أي أسس؟ صراحةً لا أدري لماذا الفريق الفوق مجلس إدارة، اتحاد، إدارة هل هم متعالون عن قاعدتهم، أم غافلون عنها؟ هل يحسبون القاعدة قاصرةً؟، ويتصرفون نيابةً عنها بالوكالة؟ مما يجعل المناخ خصباً للشائعات؟ بإذن الله نواصل. أحمد المصطفى إبراهيم ما جستير تكنولوجيا التعليم http://istifhamat.blogspot.com