أكدت الأممالمتحدة مقتل 40 شخصا وإصابة 60 آخرين خلال 3 أيام من الاشتباكات المسلحة بين مليشيات قبلية في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور بالسودان. واندلعت المواجهات مساء السبت، وتوسعت يوم الأحد، ثم تواصلت اليوم الاثنين، وتركزت بالخصوص في الأحياء الجنوبية للمدينة التي تضم أحد مخيمات النازحين. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الأممالمتحدة أن المواجهات في الجنينة استمرت حتى مساء اليوم، وقبل ذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان أنها تواصلت حتى صباح اليوم. وفي وقت سابق اليوم، أفاد بيان صادر عن لجنة أطباء ولاية غرب دارفور بأن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 18 شخصا وإصابة 54 آخرين. ونددت اللجنة في بيانها بإطلاق ما سمتها "العصابات" النار على سيارة إسعاف كانت تقل عددا من الكوادر الطبية العاملة في مستشفى الجنينة، مما أدى لإصابة السائق. ودعت اللجنةُ الحكومةَ السودانية إلى التدخل وفرض هيبة الدولة، وإنهاء حالة الانفلات الأمني في غرب دارفور. ونقل مراسل الجزيرة الطاهر المرضي عن والي غرب دارفور أن المليشيات قدمت من دولة تشاد، وكذلك من اتجاه منطقة سرف عمرة (في ولاية شمال دارفور)، واستخدمت الأسلحة الثقيلة والخفيفة بشكل عشوائي، مما أسفر عن وقوع هذا العدد من الضحايا. وأشار المراسل إلى أن هذه الأحداث جرت على الرغم من إعلان الحكومة السودانية في وقت سابق أنها قامت بتأمين وحماية المدنيين، وإرسال قوات إلى دارفور. ويعقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اليوم اجتماعا يخصص جزء منه للتطورات الأمنية بولاية غرب دارفور.
شرارة المواجهات وقد نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مدير سابق في المستشفى الرئيسي بالجنينة أن المواجهات تدور بين مسلحين من قبيلة الرزيقات (العربية)، وقبيلة المساليت. وأضاف المصدر أن المواجهات اندلعت عقب مقتل شخصين من قبيلة الرزيقات. كما نقلت الوكالة عن متحدث باسم منظمة لإغاثة النازحين أن قذيفة أطلقت خلال الاشتباكات سقطت داخل مخيم مما أسفر عن احتراق عدد من المنازل، واصفا الوضع بالصعب والخطير. وفي وقت سابق من العام الجاري، أوقعت مواجهات قبلية دامية في ولايتي غرب وجنوب دارفور 470 قتيلا، وتسببت أيضا في نزوح نحو 12 ألف شخص، عبر 4300 منهم الحدود إلى تشاد المجاورة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. ومع كل صدام بين المليشيات القبلية في دارفور، كانت الحكومة السودانية ترسل تعزيزات عسكرية وأمنية لاحتواء الوضع. ولم تقتصر الاضطرابات على دارفور، حيث وقعت العام الماضي مواجهات قبلية كان أعنفها في بورتسودان، حيث قتل فيها أكثر من 30 شخصا.