ليس من عادتي الأخذ والرد والدخول في حوار طرشان ، ولكن أجد نفسي مضطراً للرد على الأخت سارة عيسى التي خلطت الحابل بالنابل؛ وبالرغم من أنها لم تفلح في تبديد حيرتي في موضوع الكليب الملفق ؛ إلا أنني أقول أن منهجية الحوار تلزم صاحبها الإلتزام بالموضوع بموضوعية دون الخروج منه او الزج بأطراف أخري لم يتطرق لها أصل الموضوع؛ وعليه كان لا بد لي من أن أفند عدم المنهجية في الطرح أو الخروج عن موضوع العمود إلى غيره، والذي يجب أن لا يكون مسرحاً لتصفية حسابات مع جهات زجت بها الأخت سارة والتي ربما كانت تبحث عن أي مدخل ( لتفش خلقها) - كما يقول أخوتنا اللبنانيون. – مع قناة الجزيرة ومع مصر الحبيبة وهما ما لم اتطرق لهما البتة.!! تتحدث الأخت سارة عن الفضيحة التي طالت السودانيين في الخارج نتيجة هذا الكليب ؛والذي في قناعتي الشخصية انه مفبرك ومزور ، ولكني اعود وأسالها لماذا استثنت السودانيين في الداخل وركزت على السودانيين في الخارج فقط؟! هل يرجع هذا لأنها أصلاًغير مهتمة بهم ؛ أم أن السودانيين هم فقط أهل دارفور؛ أم لأن سودانيو الداخل انتخبوا عمر البشير؟!.. أختي أيضاً سودانيي الخارج اقترعوا وأولوا البشير ثقتهم فما يغضبك في هذا؟! نحن نحترم حقك في إبداء رأيك ولكن دون غضب وتعصب او لي عنق الحقيقة!! أما عن قناة الجزيرة – فمن وجهة نظري - كانت تغطيتها مهنية ؛ والتقت بكل الرموز لتؤكد على حياديتها ، ولكن يبدو أن الاخت تعودت على التأييد الاعلامي لدول بعينها والمعروفة بعدائها للسودان وأهله؛ والتي يعلم كل من هب ودب أن لها أجندة عدائية ضد السودان واهله ونظامه, وحتى تصفي الأخت حساباتها مع قناة الجزيرة جعلت رأيي في الكليب مدخلاً تدخل به مصر أيضاً في الخط مثلما اقحمت الجزيرة وكأنها تريد الوقيعة بين مصر وقناة الجزيرة وهذا دأب ممارسات المستعمر الغربي فاعتمد سياسة ( فرق تسد)؛ ومع ذلك فان الأمر في تقديري هو شأن مصري داخلي لا علاقة للسودان وانتخاباته شأن به؛ وهذا نوع من الخلط لم تراعِ فيه أختنا منهجية الحوار!! أما زعم الأخت بتراجع مشاهدي قناة الجزيرة وتحول مشاهذها ل(بي بي سي)؛ فهذا أمر لا يستطيع أحد منا الجزم به أو نفيه ؛ كما أنه لا يمكن للاخت سارة أن تسويق لنا زعمها لأننا لا بد من أن نلتزم بالمنهجية العلمية في استطلاعات الرأي؛ كما أن الأخت لم تقدم لنا و لا أظن أنها تملك احصاءآت استطلاع رأي مشاهدي القناتين، وهذا عمل تقوم به مؤسسات متخصصة تتعاقد معها خصيصا هذه القنوات . كنت اتمنى على الأخت لو قدمت لنا احصائيات من جهات التثبت من الانتشار لنؤمِّن على زعمها؛ فهل الجزيرة هي القناة الوحيدة التي أرسلت مراسليها لتغطية فعاليات الانتخابات السودانية؟! ؛ ولماذا أفردت الأخت سارة كل هذه المساحة لانتقاد اداء الجزيرة دون غيرها ؟!؛ بل تعدت أختنا حدود الانتقاد للمقارنة بين ( الجزيرة والبي بي سي ) لترجح كفة ( البي بي سي)!! ؛ وكأنها تريد أن (تروج)طوعاً وتطوعاً (للبي بي سي) بيننا .. ونقول لها سعيكم مشكور!! ؛ وللمعلومية وباعتراف البي بي سي أن اجهزة المخابرات الغربية المتعاونة فيما بينها تسرب لها بعض المعلومات في شكل اخبار لتلقمها لها لتذيعها ويكون وراء هذه المعلومات رسائل تعودت الدوائر الغربية نشرها كبالونات اختبار لمعرفة ردات الفعل لما ستقدم عليه ضد بلد ما ؟! خرجت أختنا سارة بنا من (حارة ) (لعطفة) عندما رمتنا بالأسئلة السفسطائية إذ طلبت منا أن نقدم لها القانون الذي سنته المفوضية بالتزام منسوبيها بزيٍ معين ، وتساؤلها مردود عليه بتساؤل آخر وهو : أثبتي لنا أن هناك واحد فقط من منسوبي المفوصية كان يرتدي عمامة برتقالية في أي مركزٍ من مراكز الاقتراع غير صاحبكم حتى نسلم لك بأن هذا الكليب غير مفبرك؟!.. نحن نعيش عصر التقنيات المتقدمة وثورتي الإتصال و المعلومات في القرن الحادي والعشرين ؛ فمن السذاجة أن نقبل كل ما يعرض علينا دون تمحيص أوتدقيق ؛ فزمان التسليم بتسويق المفبرك والبضائع الفاسدة قد ولّى إلى غير رجعة فلا يمكننا القبول بما ينتقص من حقنا التمييز وبحرية فيما نعتقده؛ ونتقبل الرأي الآخر دون أن نصر بأن : " من ليس معي فهو ضدي " ؛ كما لا نعتمد مبدأ الكيل بمكيالين.. أو الجزرة والعصا ؛ فرفضها من المسلمات التي لا تقبل المساومة !! لا أدري من أين للأخت ما اوردته من أن حزب المؤتمر الوطني حجب موقع اليوتيوب؟! . إن كان هذا مسلك أو دأب حزب المؤتمر الوطني لما كان مقالك قد رأى النور في صحيفة الكترونية تصدر من جوف الخرطوم ؛ وهذا بحد ذاته يثبت للكل مدى مناخ الحريات الصحفية وحرية التعبير التي يمارسها المواطن؛ فالحزب واثق من قواعده التي لم تخذله عند الامتحان؛ فقد فاق وفاء هذه الجماهير توقعات من يكيدون للوطن فانتصر للوطن. أوردت الأخت العزيزة في مقالها ما هو أكبر من العجب العجاب مما يفضح توجهاتها ؛ وها أنا أورد لكم مقتطفاً من مقالها الذي لم يحالفها الحظ في إخفاء كل هذا الغل المشتعل بصدرها ؛ لذا أرجو من القاريء العزيز الوقوف عنده ملياً له الحكم: منقول من مقالها: [فالشرطة المصرية تقتل السودانيين الذين يهاجرون لإسرائيل كل يوم ] !!! عموماً الحكمة ضالة المؤمن ؛ فليس لدي من تعليق سوى الحكمة التي هي الأنسب في هكذا مقام ؛ الحكمة القائلة : (إن لم تستحٍ فافعل ما شئت )!!! والسؤال الموجه لأختنا هو : منذ متى كان السودانيون يهاجرون لإسرائيل؟!! ومن هم هؤلاء المهاجرون إن جاز لنا اطلاق صفة ومسمى( مهاجرون) عليهم؟!! .. ولماذا لم يبقوا في مصر كما كان تجمع المعارضة قد فعل؟!!؛ أليست هذه مصر التي اطنبتِ وانبريت في الدفاع عنها وتبرير مطالبة نائب مجلس الشعب بضرب المتظاهرين والذي هاجمته الفضائيات المصرية الخاصة والقومية وتنصل منه الحزب الوطني على لسان امينه العام ؟! فلماذا استدرت 180 درجة من الإطناب إلى الإنتقاد غير المؤسس واتهامها بقتل (المهاجرين السودانيين) حسب زعم اختنا؟! ..إن قدر مصر أن تتحمل من الصغار صغائرهم ولكن من السذاجة أن نعتقد أن هناك ما يجبرها لأن تساوم بانتهاك حرمة سيادة اراضيها ولا الاساءة لكرم ضيافتها!! . كانت الشجاعة الأدبية تقتضي أن نقول بوضوح أن هؤلاء بعضٌ أهلنا من (دارفور)؛ وهم من الذين غرر بهم امراء الحرب من ابنائها الذين سخرهم الأجنبي لضرب بلادهم وتفتيت وحدتها، نعم أن هناك من المنظمات المشبوهة التي تقوم بترحيلهم لاسرائيل عبر صحراء سيناء بعد الاتفاق مع عصابات التهريب شريطة أن يتدبروا أمرهم ووصولهم لمصر؛ هذه ال منظمات تحديداً( (Save Darfurو((Enough Project . وتهريبهم يعد انتهاك لسيادة مصر التي استقبلتهم بصدر مفتوح لحظة وصولهم حيث يبدأ مخطط التهريب من منطقة العباسية . فهل في قول الأخت حفظ أو اقرار أو حتى نية برد الجميل لمصر؟!!.. وأقول لمصر الشقيقة : السودانيون براء مما قالته أختنا سارة .. فمصر أدرى بأمثال هؤلاء الذين شوهوا صورة الانسان السوداني ؛ وهي على علم بمن يحركهم ؛ فالسوداني والمصري لهما الحقوق الأربعة التي اتفق عليها البشير ومبارك وهي حق العمل والتنقل والتملك والاقامة فما الذي يدفع السودانيين او المصريين بالهجرة الى أحضان العدو الصهيوني المغتصب ولديهما بدلاً من الوطن وطنان !! دعاء: اللهم لا تجعل بيننا من يُحار لتقوده الحيرة ( للهجرة) الى اسرائيل!! abubakr ibrahim [[email protected]]