العميد يُتوج بلقبه العاشر على حساب القادسية.. اتحاد جدة يقدم هدية ثمينة للنصر    وزارة الخارحية السودانية: المليشيا قصفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي في مدينة الفاشر وأحرقتها    مجلس إدارة اتحاد الكرة السوداني يجتمع ويتخذ عددا من القرارات المهمة    تقارير: رونالدو يُجدد عقده مع النصر حتى 2027    (ارحل يانمير فليس في الأمكان افضل مما كان)    السجن خمسة عشر عاما لمتعاون مع القوات المتمردة بسنجة    الفرقة الثالثة مشاة بشندي تسلّم (66) طفلًا كانوا يقاتلون ضمن صفوف الدعم السريع إلى المجلس القومي للطفولة    البَطَل الشّرفِي في زمن الكوليرا!!    مدير عام شركة كهرباء السودان يبحث مع والي وسط دارفور تحديات وخطط إعادة اعمار كهرباء الولاية    ماذا قالت بريجيت لزوجها الرئيس الفرنسي بعد أن صفعته .. خبير قراءة شفاه يكشف عن الشتيمة !    مردود باهت واحتفائية التتويج غطت علي المستوي    ما هي دلالات ومقاصد السجود علي السجاد الأحمر هذه المرة ؟!    البرهان يصدر قرارًا بشأن الاتّهام الخطير    عثمان ميرغني يكتب: الخرطوم تعود رغم التحديات!    عبر معبر شهير..تزايد الفارين إلى جنوب السودان    بيان عسكري للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بمناسبة انتصارهم في محور الخوي    سجد في المطار.. كامل إدريس يصل بورتسودان استعدادًا لأداء القسم وتولي مهامه رسميًا    الذكاء الاصطناعي يتوقع الفائز بدوري أبطال أوروبا 2024-2025    شاهد بالفيديو.. بعد ظهوره وهو يقاتل مع جنود الدعم السريع.. أيقونة الثورة دسيس مان يصرح: (أعاني من ضغوطات نفسية ومعنوية) وساخرون: (طيب والقضية تستمر كيف مع ضغوطاتك دي)    شاهد بالصورة.. نجمة السوشيال ميديا الأولى في السودان "لوشي" تعود لإكتساح "الترند" بإطلالة ملفتة واللوايشة: (نورتي الدنيا يا ست الناس)    شاهد بالفيديو.. شريف الفحيل يواصل هجومه على زملائه هجومه على زملائه الفنانين لعدم وقفتهم معه: (أنا واضح في حربي تجاهكم ولو اتشقلبنا ما بنحصل الراحل الجزار ولن نكون أعظم منه)    نسرين طافش تستعرض أناقتها بفستان لافت| صور    إيلون ماسك يغادر منصبه بالحكومة الأميركية.. ويشكر ترامب    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن حادثة سرقة ثمانية كيلو ذهب وتوقف المتهمين    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    زيدان: أحلم بتدريب منتخب فرنسا... لا أطيق الانتظار!    نتنياهو قد يأمر بشن هجوم على إيران حتى بعد اتفاق مع واشنطن    مشاهد صادمة في مركز عزل الكوليرا بمستشفى النو    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    مباحث ولاية القضارف تنجح في فك طلاسم جريمة في فترة وجيزة – صور    حنان فرفور: لنحتفل بالشعر والحلم والحياة برغم أنف الموت والخراب    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (صفا .. وأسترح)    بشاشة زرقاء.. "تيك توك" يساعد الشباب على أخذ استراحة من الهواتف    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    حبوب منع الحمل قد "تقتل" النساء    رحيل "عطر الصندل".. وفاة الفنان والمخرج أحمد شاويش    العقوبات الأمريكية تربك سوق العملات وارتفاع قياسي للدولار    إحباط محاولة تهريب 60 ألف دولاراً أميركياً    السلطات في بورتسودان تضبط تفشل المحاولة الخطيرة    تحذير من بنك الخرطوم: ملايين العملاء في خطر    بالصور.. شرطة ولاية البحر الأحمر وباسناد من القوات الأمنية المشتركة تنفذ حملة بمحلية بورتسودان وتضبط عدد 375من معتادي الإجرام    الكشف عن نهب آلاف الأطنان من الصمغ العربي من مناطق النهود والخوي وود بخيت    ضمانا للخصوصية.. "واتساب" يطلق حملة التشفير الشامل    "رئيس إلى الأبد".. ترامب يثير الجدل بفيديو ساخر    الجنيه السوداني يواصل رحلة التدهور مع استمرار الحرب    المؤتمر الاقتصادي بنيالا يوصي بتفعيل الاتفاقيات التجارية مع دول الجوار    ولاية القضارف: وجهة جديدة للمستثمرين في ظل التحديات    "الدعم السريع" تكشف حقيقة مقاطع الفيديو المتداولة لجثامين متحللة بالخرطوم    سفارات كييف في أفريقيا.. خطط ومهام تتجاوز الدبلوماسية    ترامب: أريد أن "تمتلك" الولايات المتحدة غزة    ((مبروك النجاح يانور))    ما هي محظورات الحج للنساء؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم كان الشعور الوطني معني ومبني: ملحمة تهجير اهالي حلفا ( 1-2) .. بقلم عبد الله حميدة الامين
نشر في سودانيل يوم 21 - 04 - 2021

رسم المرحوم حسن دفع الله في كتابه الذي صدر بالانجليزية بعنوان
The Nubian Exodus صورة قلمية باهرة لرحلة قطار تهجير اهالي حلفا الي خشم القربة (حلفا الجديدة) وذلك في الفصل العشرين من الكتاب
ظل الكتاب منذ طبعته الاولي والاخيرة في عام 1975 بعيدا عن متناول قراء العربية حتي وفقني الله الي ترجمته منذ عشرين عاما مع بداية الالفية الراهنة.
سرد المؤلف مسار الرحلة من وادي حلفا الي خشم القربة ( حلفا الجديدة) ووصف الاستقبالات الاسطورية لقطار الترحيل في محطات السكة جديد من ابو حمد الي ان وصل القطارالي الوطن الجديد ، وصور بعاطفة مشبوبة تفاعل ابناء السودان من مختلف القبائل والاعراق مع اهلهم ابناء حلفا وتخفيف اوجاع فراقهم لوطنهم الام الذي ابتلعته مياه السد العالي.
بعد ان عبر القطارصحراء النوبة ووصل الي ابوحمد كتب المؤلف يقول :
( خرجت قبيلة الرباطاب عن بكرة ابيها لاستقبال القطار بمحطة ابو حمد حيث كان الترحيب حارا ومضيافا. وجاء عباس التجاني الضابط الاداري لمدينة بربر الي المحطة ليرحب بالقادمين الذين قدمت لهم جميعا اقداح الشاي من اوان معدنية ضخمة.)
وحين وصل القطار الي مدينة عطبرة كتب يقول :
( كان هناك حشد من الناس – جاء بعضهم من الدامر- ليكونوا في استقبال القطار. وتداعي نوبيو عطبرة تلقائيا الي المحطة للترحيب بابناء عمومتهم المتوجهين الي وطنهم الجديد . واقيم احتفال كبير بالمحطة حضره الاميرالاي محمد المهدي حامد( قائد سلاح المدفعية) والسيد حسن قرين والسيد محمد الفضل المدير العام لسكك حديد السودان. وانبري الخطباء يعبرون عن اهتمام كافة المواطنين بمصير اهالي حلفا ويتمنون لهم السعادة في مقرهم الجديد . وقبل ان يتحرك القطار انهمرت الهدايا – من جولات السكر ودقيق القمح والارز وصفائح الجبن والزبدة والزيت والحلوي للاطفال – التي جاد بها الافراد وممثلو الساطات المحلية .)
ثم وصف المؤلف الاستقبالات الحميمة لقطار التهجير في محطات ( مسمار ) و(هيا) و (اروما) فقال :
( وفي محطة مسمارجاء الهدندوة يتلقون القطاربأواني الشاي المترعة يطوفون بها علي ابناء وطنهم المهجرين بالبشر والمودة والترحاب.وبالرغم من ان القطار قد وصل الي محطة هيا في ساعة متأخرة من الليل وفي برد قارس إلا ان ذلك لم يحل دون اعداد مهولة من الناس ان يكونوا في انتظاره وكان علي رأس المستقبلين الشيخ ( بيرق) احد زعماء الهدندوة الذي جاء من مقره البعيد في صحبة رؤوس من قومه وهم يحملون جوالات الدقيق والسكر وصفائح الزبد والعسل . وألقي الشيخ بيرق كلمة مطولة بلغة البجا- رغم معرفته الجيدة للعربية- اكد فيها للنوبيين ان للهدندوة لهجتهم المستقلة مثلهم وأمن علي ادراك البجا العميق لحجم التضحية التي بذلوها لصالح الوطن وطمأنهم علي احترام قومه لهم وحرصهم علي العيش معهم جنبا الي جنب بمودة وسلام. ثم قدم هديته التي قال انها زهيدة إلا انه يرجو قبولها باعتبارها عربونا للصداقة .وقد هز الجميع الشعور النبيل الذي ابداه زعيم الهدندوة فقابله النوبيون بالاحترام والتقدير.وفي محطة اروما توافد الهدندوة من تمنتاي وهداليا ومتاتيب وجرجر وتوقان وهمشكوريب لاستقبال جيرانهم الجدد . وكان مثيرا ان تراهم بشعورهم الملبدة التي تنضح بالدهن وسيوفهم وخناجرهم وعصيهم المتهدلة من اكتافهم. وجاء الناظر محمد الامين ترك علي رأس زعماء قبيلته لاستقبال القطاروتجمع كافة اهالي اروما من التجار والعمال والمزارعين والموظفين وتلاميذ وتلميذات المدارس في الفناء المقابل لرصيف المحطة انتظارا لوصول القطار . وعندما دخل القطار المحطة، اطلقت صافرة مصنع الكرتون صفيرا عاليا تحية للركاب ثم ماجت المحطة كلها بصخب عنيف.. النساء يوقعن علي ( الدلوكة) ، والهدندوة يضربون نحاس ناظرهم ويهتفون مرحبين بالبجاوية ( دبايوا.. دبايوا )
وقبل ان يغادر القطار المحطة كانت عرباته قد امتلأت بهدايا المستقبلين.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.