يبدو إن قضية دارفور كتب لها أن تكون ألعوبة أفرو أسيوية , تارة يتعامل معها الأفارقة وفق منظور الخرطوم وتارة أخرى تلقى في أيدي الأعراب لتتم مداولتها بذات الجرعة الخاصة بإفراج الجندي الأسرائيلى جلعات شاليت ,واضح مما يجرى اليوم وغدا وبعد الغد و لأيام قلائل في الدوحة العاصمة القطرية هو سيناريو معد مسبقا لمسرحية اسلاموية محضة لإنقاذ عبد العزيز عشر المعتقل فى الخرطوم والمحكوم عليه بالإعدام بعد مشاركته في أحداث غزو الخرطوم فى مايو 2008 وقد قبض أثناء فرارة بعد فشل العملية الانتحارية لحركة العدل والمساواة فى شرق السودان هو حرسه الشخصي حيث كانا متجهين إلى ارتريا عبر البوابة الشرقية مما أثار جنون خليل إبراهيم رئيس الحركة والأخ من الأم لعبد العزيز عشر , لقد حاول الدكتور خليل إنقاذ أخيه لكنه فشل و سبب ذلك له العديد من المشاكل الأسرية وطالبته الأسرة بإنقاذه بأي ثمن حتى لا ينفذ فيه حكم الإعدام ,علما بأن الأسرة فقدت الكثير من أبنائها في الحروب البينية التي تنشأ من حين لأخر بين عناصر الحركة المنشقة والموالية للدكتور وأخرها معركة أم جرس التي زهقت فيه الكثير من الأرواح وكان ضحيتها أولاد الميدوب الذين رفضوا تنصيب الدكتور لنفسه فريقا أولا وتنصيب 4 رتب ألوية لنفر من أقربائه وهم حديثي عهد بالحركة وتقلد المقاتلون المؤسسون للرتب الأقل شأنا وكل ذلك إعدادا لمرحلة التفاوض الحالية , ما يجرى فى الدوحة هو تفاوض من اجل منصب رجل واحد أمضى ست سنوات من عمره متطلعا إلى قيادة حركة سياسية عسكرية مؤيدة من الجماهير , وفشل فى الوصول إلى مبتغاة حتى بعد أن أوصل رسالة أنجمينا إلى أم درمان لم يجد التأييد والسند من شعب دارفور ولا من جموع المقاتلين التحريريين الذين حاول شرائهم بالمال ليسندوه هو الذى أسس حركة موازية لحركة جيش تحرير السودان (حركة الجماهير السودانية ) مكتبها السياسي مكون من إخوانه وأبناء عمومته وجيشها المقاتل مكون من مرتزقة مأجورين أو أطفال مخطوفين من مناطق غرب دارفور ( جبل مون ,صليعة , معسكرات اللاجئين ) حركة ممولة ماديا من الشيخ القديم الذي علم كل الإنقاذيين السحر وانقلب عليه تلامذته أيضا ممولة من بيوت المال الإسلامية التي ترى إن كان هناك بديلا للنظام الحالي في السودان فلابد أن يكون نظاما إسلاميا خالصا وفى ذلك يعدون الدكتور خليل كرجل مرحلة لابد من أن يؤدى دوره الطليعي فى قيادة الحركات المسلحة فى دارفور , لكن جرت المياه عكس التيار فجيش الدكتور المأجور لم يوفق فى معركة واحدة طيلة السنوات الست لوحده ويسجل اى نصر باسمه كما يحدث دائما مع جيش حركة تحرير السودان لكن فى كل مرة تحدث معركة فى الميدان تجد بيانات حركة العدل والمساواة تملأ مساحات الأعلام فى الشبكة العنكبوتية و أصوات متحدثيها عبر الإذاعات و الأجهزة المرئية تملأ الدنيا صياحا فى حين أن المعركة قد تكون فى اقاصى جنوب دارفور منطقة لم تطأها أقدام قواتهم قط وهم فى الحقيقة مقيمون فى دولة جارة للسودان وتلك الأمور تحدث نتيجة لأخطاء القيادات السياسية فى حركة جيش تحرير السودان والتي تقاتل و تقدم الانتصارات والشهداء و تمارس الصمت فى الأعلام ولا تنفى البيانات الكاذبة من الآخرين . مجموعة الدول العربية الساعية لانغاذ البشير من قرار محكمة الجنايات الدولية وجدت ضالتها عند رجل لا حول له ولا قوة إلا المساومة من أجل إنقاذ أخيه لذا أرسل وفوده إلى الدوحة فى الشهور الأخيرة من عام 2008 تمهيدا لهذه المرحلة لكن الحكومة اشطرتط عليه ان يصفى دارفور من جيوب المقاومة الأخرى , فتحرك من دولة الجوار مدججا بالعطايا وذهب الى شرق دارفور وقام بضرب التحرير (منى اركو) الذي وقع على اتفاق سلام ابوجا وهى اضعف حلقات التحرير وفشل فى الانتصار عليه و أدرك بحكم التجربة السابقة والخبرة ان سار فى هذا الاتجاه سيكلفه الكثير من الرجال والعتاد وقد سبق له فى عام 2004 ان خاض تجربة مشابهة مع التحرير وخلص بسيارة واحدة ذهبت للحدود الشمالية الغربية لدارفور و السودان حتى جاءت جبهة الخلاص و خلقت له وضعية عسكرية وأعادت له ماء وجهة , واضح مما تقدم بأن ما يجرى في الدوحة لا علاقة له بدارفور إطلاقا لان ثوار دارفور هم التحرير و يعرف ذلك القاصي والداني و أول رصاصة أطلقت ضد القوات الحكومية في قلول هي قوات جيش حركة تحرير السودان ومن أراد أن يسكت صوت البندقية في دارفور غرب السودان عليه ان يبحث عن هذا الاسم أينما كان ويسوى معه أمر السودان وليس أمر البشير وعبد العزيز عشر. نزار فرنساوى حركة تحرير السودان هولندا تلفون0031617472631