فاز الرئيس البشير بنسبة 68% لرئاسة السودان وبانتخابات تكاد تكون " فريدة عصرها " ليس فقط لتعددها وتشابكها ولكن لسعة صدرها لسهام التجريح وانتقاص النزاهة وبرغم ذلك ففوز " البشير " سيشكل علامة فارغة وفريدة إن اجتاز بالسودان لبر الامان وعند مفصلة الاستفتاء على انفصال جنوب السودان بعد ثمانية أشهر من الان وإقفال ونهائي لملف قضية دارفور الشائكة ان صناديق الاقتراع في كثير من دولنا العربية والافريقية لا تحيد "بالريس" عن 99% إن لم تقفز به للاعلى بالكسور والجبر .. ان محرقة الانتخابات أظهرت معدن المواطن السوداني ولم تستطع كل السهام المسمومة ان تطعن في وطنيتة حيث تفاعل مع حقه الديمقراطي ومارس حريته كاملة في الاقتراع لمن يريد ان يمثله ونجح بامتياز وبنشاط فوق العادة لحديث السياسة والذي يعشقه " الزول " باقتدار وجيلا عن جيل يتدفق هذا العشق والوله في شرايين عروقه وهذه ايضا واحدة من النجاحات التي تحققت ممارسة " طق الحنك " بكامل الحرية وفي أمان الله وفي طق الحنك تمت المساواة بين رجل الشارع البسيط والسياسي " المحترف " ولم نسمع ان هناك من اقتيد لبيوت ألاشباح او لحراسات وسجون. والنجاح الاخر وبامتياز كان تفويت الفرصة عن " الشيطان الاكبر " لعكننة المزاج السوداني والتصادم في الشارع وألتهاب نار الفتن وتأجيج الاستقرار والتي راهن عليها البعض للدرجة التي انطلقت شائعة بغيضة إن الخرطوم العاصمة إفرغت او كادت من سكانها ان القوات النظامية سجلت نجاحا محسوسا برغم ان البعض صب جام غضبه لاستعراض قوتها الذي اجرته ليدلي الناخبين باصواتهم في اجواء امنة وبذلك سجلت الشرطة النقطة البيضاء بدلا عن اراقة الدماء ولم يكن ذلك بقوة السلاح بل بالتخطيط وتدريب منتسبيها " ليوم الفصل " وما نتمناه ان تكون قد عادت هذه القوات النظامية لسكناتها لحراسة الامن بفلسفة توفير الامان بعيدا عن الترهيب والتخويف وإستعمال القوة في غير اماكنها وبسط سلطة القانون كاملة . ان الفوز الحقيقي للرئيس عمر احمد البشير يتمثل في قدرة حكومته لتسيير دفة المسارات التنموية والتي انطلق بعضها قبل او مع مارثون الانتخابات وتوزيع كوتتها لاقاليم السودان دون اخلال او استثناء " قفة الملاح " يجب ان تكون بالعدل والميزان فالاهتمام باسباب المعيشة اليومية هي رحيق الحياة لهذا المواطن الذي فاز باقتدار في الانتخابات والتي جاءت بالمؤتمر الوطني لمقاليد الحكم لاربعة سنوات قادمات وخرجت البلاد بتجربة ديمقراطية قد لا تكون كاملة ولا نزيه لكنها أحرقت التكهنات بالتهاب مدن السودان بفتن السياسة والهرج والمرج والانفلاتات الامنية البغيضة ويحمد لهذا الشعب إنه مارس حقه الانتخابي برقي أدهش كثير من المراقبين وفوت الفرصة الكالحة لاصحاب الدسائس واللذين لا يريدون لهذا الوطن الاستقرار ويبدوا ان المواطن قد تخطى حاجز التفوق متقدما على احزابه التقليدية التي سجلت سقوطا في امتحان التحضير المبكر ووضع الاستراتيجيات وحشد التأييد لصالحها بالتواجد وسط قواعدها بدلا من " اللعلعة عبر فضاءات الدنيا " المواطن تخطاها وهو " لا يسمع ولا يرى " لان خطابها كان صفووي او بعيد عن همومه واهتماماته قد يكون من العلالي وفنادق الخمس نجوم وليس من " هجير حطب النار " الذي يكتوي به حسين واحمد حسين وادم وجون . وبالدوحة وتزامنا مع اعلان النتائج او قبلها قليلا كان د. التجاني السيسي رئيس حركة التحرير والعدالة يعلن عبر مؤتمر صحفي انضمام اربعة فصائل لحركته وهم حركة جيش تحرير السودان وحدة جوبا والوفاق الوطني والقيادة الميدانية جناح ام حراز واخرى بقيادة عبدالله يحي .وقال ان حركتة استطاعت توحيد 90% من الفصائل الدارفورية ومشروعهم بعيد عن القبلية والجهوية لاجل ترسيخ حقوق المواطنة المتساوية واطلق نداء لحركة العدل والمساواة بقيادة خليل ابراهيم ولحركة عبدالواحد نور للاندماج في حركتهم وأمن ان من ينشق عن هذا الكيان الكبير 90% ومن يريد الخروج سيخرج بشخصه لانه تم التأسيس لادبيات الوحدة .. أن اندماج الحركات والفصائل الدارفورية هي الخطوة الكبيرة والشجاعة وتمثل انجاز حقيقي يرمى حجرا اساسيا وسيسهل مسار المفاوضات المتوقع بداياتها قريبا لان قضية دارفور هي آحد أهم تحديات الحكومة المنتخبة وتتوازى والاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوب السودان ان سباق الانتخابات لم ننظر له بأنه الغاية في حد ذاته بل وسيلة لالتحام جسد السودان وانسانه في قلب رجل واحد ليبدأ انطلاقته السياسية والتنموية لامتهان الديمقراطية وطريقها الطويل والوعر وما قامت به مجموعة د. السيسي بتوحيد الفصائل تحت سقفها انتصار لقضية انسان دارفور وترجمة لما ظلت زعامات الحركات الدارفورية التأمين عليه امام عدسات الفضائيات واجهزة الاعلام . فهل تشهد الايام القادمة اندماج كامل للحركات الدارفورية ليبدأ مارثون التفاوض وتوقيع الاتفاقيات النهائية ولاعلان صفارة تحرك قطار التنمية الذي تعطل كثيرا منذ ان اطلقت الدوحة صندوق اعمار دارفور وقدمت دعمها السخي بملياري دولار .. هذا ما نطمح له وينتظره الكثيرون . عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة في قطر awatifderar [email protected] همسة : التهنئية للقيادي بحر أبو قردة الامين العام لحركة التحرير والعدالة بالبراءة التامة بعد ان رفضت المحكمة الجنائية الاستئناف المقدم من الاتهام ضده .. مبروك لابو قردة وللوطن الذي نريده متصالح مع ابناءه ولأجلهم جميعا ..