أسست محكمة الجنايات الدولية لتكون منبرا للعدالة في العالم و تقيم العدل في جنباته و لكنها للأسف أسست في ظل اختلال موازين القوى في العالم فتحولت هذه المحكمة من أداة للعدالة القانونية و احقاق الحق و رفع الظلم عن الضعفاء و الاقتصاص من الظالمين الى أداة قهر و ظلم يستخدمها الكبار الظالمين ضد الضعفاء المظلومين ، و لم نسمع عن هذه المحكمة طيلة تاريخها أن أنصفت الشعوب و الدول المظلومة ألم يكن هناك ظلم ؟ أولم تقع جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية في العالم المختل هذا؟! ان القانون فوق الجميع و يفترض به أن يحاكم الجميع دون تميز للون أو جنسية أو عرق و لكن محكمة الجنايات الدولية و قضاتها حكموا على أنفسهم بالفشل عندما عجزوا عن تحريك ساكن أمام جرائم الدول الكبرى ضد الشعوب المستضعفة و لم يكن لمدعيها العام لويس أوكامبو الذي ينشط منذ سنين ضد السودان و يطالب بمحاكمة بعض المسئولين فيه ليصل الى رأس الدولة في السودان بتهم جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية أي صوت ضد جرائم الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الشعب العراقي و غض الطرف عن استعمارها لدولة مستقلة و عضو في الأممالمتحدة وعن جرائم القتل و التعذيب و جميع الانتهاكات لأبسط حقوق الانسانية و التي توجتها باعدام رئيس الدولة الشهيد صدام حسين و في أعظم عيد للشعب المسلم عيد الفداء لتعلن ازدراءها و اساءتها لمليار و نصف المليار مسلم، كما لم نشاهد لويس أوكامبو يرفع صوته مطالبا بمحاكمة جورج بوش لاحتلاله دولة أفغانستان و قتله للشعب المسلم هناك بحجة محاربة الارهاب التي استخدمت وسيلة من الدولة العظمى لممارسة الارهاب لاذلال الشعوب لتسير في ركب سياستها الاستعمارية التي لا ترى غيرها و غير مصالحها. كما أننا لم نسمع مجرد همس عن جرائم الكيان الصهيوني ضد شعب فلسطين و لبنان ألم يستخدم الكيان الصهيوني بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية سلاح الحصار ضد شعب فلسطين ؟ ألم يكن تجويع الشعوب و حرمانها من الحياة جريمة ضد الانسانية ؟ ألم يشرد الكيان الصهيوني و الولاياتالمتحدة ملايين الشعوب خارج أوطانهم قهرا و ظلما ؟! وماذا عن حصار غزة الباسلة و ملايين الشهداء الذين سقطوا أمام شاشات و عدسات التلفاز بالسلاح الأمريكي و العدوان الصهيوني مستخدمين أسلحة محرمة دوليا كالفسفور الأبيض أولم تكن هذه جرائم ضد الانسانية ؟! أم الشعب العربي و المسلم ليس جزء من هذه الانسانية التي يدعيها مجرمو العالم المختل ؟!! نعم نحن نحب العدالة ونقاتل من أجل تحقيقها في الأرض و لكن لن نقبل تمرير الأهداف الخبيثة للاستعمار الجديد ، نعم هناك ضحايا في دارفور و هناك جرائم وهذه افرازات الحروب و قد يكون هناك مسئولين عن بعض الانتهاكات و لكن هل مذكرة اعتقال الرئيس عمر البشير التي أصدرها قضاة المحكمة هي الحل ؟! ان الشعب السوداني لن يرضى أن تهان كرامته فالبشير هو رمز السودان و رمز الشعب السوداني من خلال الموقع الذي يحتله الآن كرئيس لدولة السودان فالمساس به مساس بكرامة هذا الشعب و ان كان البشير مجرما فالشعب السوداني قادر على الاقتصاص منه وهو الشعب المعلم الذي قدم تجربتين عظيمتين في الاطاحة بنظام نوفمبر 1958 و نظام مايو 1969م . اننا نؤكد اليوم أن البشير اليوم هو محور التفاف الشعب السوداني بمختلف توجهاته معارضين ومويدين لأننا لن نقبل أن تأتي أمريكا لتقتص من البشير نيابة عن شعب السودان و سنقف صفا واحدا خلف البشير دفاعا عن السودان و استقلاله و لن يويد هذه المهزلة الا من فقد بوصلة الايمان الوطني فاليوم المعركة هي معركة السودان و ليست معركة البشير أو المؤتمر الوطني فالبشير اليوم لا يمثل النظام و انما يمثل كرامة الشعب السوداني و هذه من الخطوط الحمراء التي يمنع الاقتراب منها . ان كانت لمحكمة الجنايات الدولية خدمة قدمتها للسودان فانها قد قدمت خدمتها للرئيس البشير حيث عضدت شعبيته من حيث لا تدري فاليوم البشير رمز للسودان معارضيه و مؤيديه فالكل اليوم في خندق البشير خندق الوطن لأن اللعبة مكشوفة لشعب السودان وهي استهداف الوطن و ليس البشير و نحن ندرك القول المأثور ( من يهن يسهل الهوان عليه ) و لن نقبل الهوان فالموت واحد و رب الكون واحد ونقول المنية و لا الدنية .