حذرت قوات حفظ السلام في دارفور من حشد الجيش السوداني وقوات المتمردين قرب بلدة استراتيجية في دارفور التي تدهور فيها الوضع الامني بعد تعثر محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين. ومن ناحية أخرى أدت خصومات قبلية مستمرة منذ فترة طويلة في الاقليم الى اشتباكات مما أسفر عن سقوط 107 قتلى منذ مارس اذار. وقالت القوة المشتركة لحفظ السلام بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) في بيان صدر يوم الثلاثاء "الوضع الامني في شمال دارفور متوتر بعد تقارير عن زيادة في وجود القوات الحكومية وقوات حركة العدل والمساواة في منطقة شنجيل توباي." وكانت حركة العدل والمساواة احدى جماعتين متمردتين حملتا السلاح ضد الحكومة السودانية في 2003 متهمتين اياها بحرمان دارفور من التمويل وتهميش السكان. ويواجه الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي لجأ الى ميليشيا موالية للحكومة للقضاء على التمرد اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بالتدبير لجرائم حرب في المنطقة. وقضية المحكمة الجنائية الدولية واحدة من أكبر العقبات في طريق جهود السودان لانهاء أعوام من العزلة عن الغرب. وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية قاسية على البلاد لاسباب منها سجل دارفور. وقال مصدران دوليان طلبا عدم نشر اسميهما ان هناك مؤشرات على أن حركة العدل والمساواة تتحرك صوب الجنوب الشرقي عبر دارفور في اتجاه ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط حيث زعمت حركة العدل والمساواة في السابق أنها تحظى بالتأييد. وتقع شنجيل توباي وهي مستوطنة على بعد 70 كيلومترا الى الجنوب من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وهي معقل للحكومة ومركز لعمال الاغاثة وقوات حفظ السلام. وتقع المنطقة بين المعقل الحالي لحركة العدل والمساواة في غرب دارفور وجنوب كردفان. وأكد الطاهر الفقي مسؤول حركة العدل والمساواة أن قوات الحركة موجودة حول شنجيل توباي وجنوب كردفان ولكن قال انها هناك في مهمة "ادارية" وتجري محادثات مع القيادات المحلية. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الجيش السوداني الذي اتهم حركة العدل والمساواة هذا الاسبوع بمهاجمة قرى في ولايتي غرب دارفور وشمال دارفور في الاسابيع الاخيرة لبسط سيطرتها على مساحة أكبر. ووقع الجانبان اتفاقا لوقف اطلاق النار واتفاق سلام مبدئيا في فبراير شباط لكن سرعان ما تعثرت المحادثات. وقالت يوناميد إن قتالا اندلع بين قبيلتي المسيرية والنوايبة في غرب دارفور في مارس اذار. وذكرت الاممالمتحدة ان حادث عنف فيما يبدو هو الذي أشعل موجة من الهجمات الانتقامية. وقال صمويل هندريكس المتحدث باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "انه انتقام متصاعد بسبب حادث قتل... الانتقام يخرج عن نطاق السيطرة." وقال ان الخصومة زادت تفاقما بسبب التنافس على الرعي والماء وموارد أخرى. وذكرت يوناميد أن تسوية مبدئية انهارت في الاسبوع الماضي عندما اندلع قتال جديد في منطقة مكجر بولاية غرب دارفور. وأضافت "يقدر أنه منذ مارس أسفرت الاشتباكات عن سقوط 107 قتلى من الجانبين وسببت نزوح كثيرين من ديارهم."