يتشدق المصاروة في استهزاءٍ بوعي الشعوب واستخفاف ممجوج بمستحقات أُمم الجوارحول تقويم وتصويب سُبل المُشاَركة في حَصَادِ النيل المُشتَرَك بإدعاءات مكتسبات وحقوق التاريخ، ويتهافتهم في غلوهم الشموليون العسكر والإسلامويون الأثقل إفقاراً لأهل السودان في إزدراء بآلاء هبة الطبيعة على الأمة، وبإدمانٍ لشُبهات مؤآزرة المصاروة على مائدة صفقات الميسر، والوطنيون سٌّلالَة النيل على امتداد الوادي في مِحنَة الإبتلاءات بين المطرقة والسندان. سابقاً كان خُسرَان أراضي أسافل وادي حلفا عند بناء وتعليات سد أسوان، ولاحقاً فَجيعة الأمة بالموءُدة حلفا الأم كبشاً لصفقة السد العالي، وحاضرأً جنائيات استقطاع حلايب تلحقها إغراق الحماداب وكجبار ودال. إلى متى هذا الهوان يا أمة الأمجاد؟ ألا يستوجب الحال تنادي القائمون على ذاكرات الأرشيف في دار الوثائق القومية والمؤرخون في الجامعات لكشف المستورمن صحائف مكاتبات المعاهدات السرية الجانبية والإرتقاء بالوعي العام لإنتزاع حقوق الأمة. إن في تجاهل هكذا المسألة الشائكة صدق الرؤيا في أن البعض أولئك وهؤلاء مُتطفلٌ على الأمانات المهنية، هم كالحُمرمعلوقة بأطيب الترضيات تحملُ أوزارها، يستصرخ فيهم الشعب لليقظة وهم في نفاقهم يعمهون . عموماً، إن في إدعاءات الحقوق المكتسبة بالتاريخ عموماً سلاح بحدين ومنطق معوج، وإلا ماذا يحول دون إقرار الأمة العربية بشعارات بني إسرائيل واليهود في أرض الميعاد وبأنهم شعب الله المختار وقد كانوا هم الأوليين ديناً وحضارةً وسيادةً في الإبداع لصالح الإنسان؟؟ بل ولماذا إستنكارالأمة لوعد بلفورواحتلال القدس وأنتصارات الحروب؟؟ ولماذا إجماع الوطنيون على إستهجان الشعارات ومغالباتهم الإستعمار؟؟؟.....إلخ. أما فيما يتعلق بخصوصية موضوعنا، اتفاقيتي مياه النيل 1929/ 1959 واغتصاب المصاروة لطول الأرض المغمورة من قريتنا فرص شمالاً إلى جنات منتجعات إشكيت وأرقين وجبل الصحابة جنوباً، معادل الفارق بين خطي عرض 22.5o إلى 22.00o ش على إمتداد أقصى شمال السودان، تجدر الإشارة الى مقتطفات من صحيفة إنتكاسات تاريخ السودان . إبان سريان إتفاقية الحكم الثنائي ألهت إدارة الحاكم العام البريطاني الإداريين عن دولة مصرالباشوية بإطلاق قيود رذالة أطماعهم في مياه النيل مقابل كامل السيادة والحاكمية على شئون السودان، وكان ذلك بإجازة إتفاقية مياه النيل 1929 وتمليك مصر48 مليارم3 من حصاد المياه مقابل 4 مليارم3 فقط للسودان مع إشتراط مشروعات الإستثمارالزراعي المستقبلية بموافقة مصر، والحرمان الكامل لدول المنبع، وترتب على ذلك إستقطاع وتمليك أراضي منطقة جبل أولياء جنوبالخرطوم لبناء الخزان المصري في1937 وتوطين إدارة الري المصري والتدخلات السافرة والتوجهات السالبة في شأن البلاد، فضلاًعن مترتبات خسارة إغراق الأراضي العزيزة في تعليتي خزان أسوان، مما يعني تجاهل هؤلاء وأولئك لحقوق كافة دول المنبع والممرالمائي لصالح دولة المصب الواحدة، وتكريس عطاء ظالم لطرف طامع من آخرمُستَعمِر يفتقد الأصالةً لايملك. وعند كل حاجة للسودان في تعديل وتقوييم ظلم التقاسم المائي تبرزمظاهرالإبتزاز والتعالي الكاذب واستغلال ظرف الزمان الأضعف. هنا لا تنسى سابقة المساومة بطلب ثلثي طاقة إستيعاب مشروع خزان الروصيرص في 1952 عندماكان في مرحلة التخطيط، إضافةً إلى خديعة موافقة السودان على تأسيس مشروع السد العالي خصماً بفُقدان بقعة مقدسة بعبق التاريخ والمجد النوبي التليد، ناهيك عن حرمان الأهل في ضفتي النيل من تركيب رافعات المياه والتوسعات الزراعية لمقابلة آثار الجفاف والتصحر والوعد الكاذب بكهرباء السد جنوباً. وهكذا كانت إتفاقية 1959 والتي يتجانب أولي الأمر وينفلتون من تعرية مكنوناتها وتفاصيلها ومترتباتها الضائعة لأمرفي نفس يعقوب. بموجب إتفاقية 1959 تم تقدير حصاد المياه في خزان السد العالي بحوالي 84 مليارم3 تخصم منها 48 مليارم3 لصالح مصر علي أساس إتفاقية 1929 . وبعد خصم متوسط فاقد التخزين الدائم في بحيرة السد، يحسب توزيع الفائدة بين القطرين مصر والسودان فقط دون غيرهما بمعدل 07.5 مليارم3 إلى 14.5 مليارم3 على التوالي ، ويكون حساب نصيب مصر في نهاية الأمر55.5 مليارم3 والسودان 4 مليارم3 بموجب إتفاقية 1929 زائداً عليها 14.5 مليارم3 بموجب إتفاقية 1959 ليصبح المجموع 18.5 مليارم3.. للسودان عائد ديون مائية مقابل قدر معتبر ضائع من حصته أعلاه نسبةً لعدم تمكنه من الإستغلال الكامل نتيجة تقييد متعمد لمشاريع الإستثمار الزراعي القائم على الري الصناعي بمكبلات موافقة مصرالمبدئية الواردة نصاً في الإتفاقية الأساس 1929 وتلك المسماة بإطارالتكامل وتآمرحكومة الهوان مع إقطاعية مصرعلى إغراق شعب الوادي وتجفيف منابع الأصالة والمجد التليد، ولدول الجوار في منابع نيلنا الأعظم الأشمل استمساك بالسراب وتهديد ووعيد على التجاسر بعبور الخط الأحمر وتتمحورعصابة يونيو بتنازلاتها الشائنة للبقاء المذموم في حِمى مصرالفك المفترس. إلى متى الأستهتاربقدرات شعبنا ياحكومة الهوان والشوم وإستصغارالذات، ويا حكومة أسد علينا في تزييف الإرادة والحرية وفي المواقف نعامةٌ وأرنب وفأر، ولله في خلقه شئون يا زمان الغفلة والرقص والعرضة بالأرداف، إن غداً لناظره قريب. محجوب بابا، خبير أرشيف وثائقي سوداني في المهجر هاتف محمول 0097339347132، بريد إلكتروني: [email protected]