اذدانت حاضرة جنوب السودان ( جوبا) جمالاً علي جمالها وهي تحتفي بتتوج رئيس الحركة الشعبية الفريق أول سلفاكير ميارديت كأول رئيس منتخب لجنوب السودان الذي شهد حرب شرسة شنتها حكومات المركز ضده منذ رحيل المستعمر الانجليزي في العام 1956م،ومنذ ذاك التاريخ تعمل نخب المركز علي تهميش شعب الجنوب ورفض هيمنتها عليه محاولة في اوقات عديدة إعادة أنتاجه ثقافياً وايدلوجيا علي أساس العروبة والاسلام، الا ان الجنوب لم يكن صيدا سهلا حتي تلتئمه نخب الشمال،اذ قاوم الجنوب كافة اشكالات الهيمنة وقاد حرب ضد المركز من خلال ثلاث حركات تحرر،هي(الانيانيا ون (1955-1972م)، الانيانيا2 (1982-1983)،الحركة الشعبية لتحرير السودان (1983-2005م)،وأستطاع الأخيرة أجبار حكومة الخرطوم علي التوقيع لاتفاقية نيفاشا للسلام في العام 2005م ، التي بموجبها نال الجنوب حكم ذاتي واحتفظ لاول مرة في تاريخه بحق التصرف فيما يقارب ال 50% من عائدات النفط المنتجة باراضيه،فيما سيقرر شعبه في التاسع من يناير القادم ان كان سيبقي في دولة واحدة مع الشمال آم سيختار الانفصال لتجنباً لإهانة انظمة الشمال له والحفاظ علي هويته الافريقية من الاندثار. وبالرغم من الجهود التي بذلتها الحركة الشعبية لتحرير السودان ( الحزب الحاكم في الجنوب) خلال الفترة الماضية لجعل الوحدة خياراً جاذباً الا أن الواقع في الجنوب يقول أن عملية الانفصال بادت مسألة وقت ليس الا،حيث ان الجنوبيين يلقون باللوم علي المؤتمر الوطني ،الذي تتهمه الحركة الشعبية بدعم وتسليح مليشيات تعمل علي زعزعة الاستقرار بالجنوب، لعدم لايفائه بمستحقات الوحدة الحاذبة وفي مقدمتها أنشاء مشروعات تنموية استراتيجية،واتاحة الحريات في الشمال والتساوي في فرص العمل والمواطنة،اذ يري عدد من الجنوبين أن المؤتمر الوطني يتعامل معه في الشمال وكأنهم مواطنيين من الدرجة الثانية،وقال دينق أكوي وهو صبي في العاشرة من عمره حدثت لي من امام ضريح الشهيد الراحل جون قرنق ان كيف كانت السلطات في الخرطوم تطارد والدته التي تعمل بائعة للشاي في احدي اسواق العاصمة ،اكوي لا يرغب حتي في ان يسمع عبارة الخرطوم دعك ان يأتي اليها مجدداً، ومثل هذا الصبي الملاليين في الجنوب. الحركة الشعبية لتحرير السودان التي احتفلت أمس بتتويج رئيسها الفريق أول سلفاكير ميارديت كأول رئيس منتخب للجنوب شددت علي ضرورة أجراء الاستفتاء في موعده،وتعهدت بمحاربة الفساد،وحسم التفلتات الامنية ،وانجاح المشورة الشعبية بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق،ووجهت بتحقيق شعار مؤسسها الشهيد الراحل جون قرنق (نقل المدينة الي الريف لا الريف للمدينة) ،وطالبت باتاحة الحريات في الشمال . فيما أدي سلفاكير اليمين الدستوري كأول رئيس منتخب للجنوب أمام رئيس الجهاز القضائي لجنوب السودان بحضور الرئيس اليوغندي يوري موسيفني والوسيط الكيني في مفاوضات نيفاشا الجنرال لازارس سامبيويا،والرئيس الكيني السابق دانيال اروب موي ونائب رئيس الجمهورية علي عثمان ورؤساء الاحزاب في الشمال والجنوب وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين لدي حكومة الجنوب وعشرات الصحفيين وكاميرات التلفزة وممثلي وكالات الانباء العالمية، شهدت مدينة جوبا حفلات ساهرة أمس تغني فيها عدد من مطربي الجنوب فرق غنائية قادمة من كينيا واثيوبيا ويوغندا. وقال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس حكومة الجنوب المنتخب الفريق أول سلفاكير ميارديت من أمام ضريح الشهيد الراحل جون قرنق ان الحركة الشعبية ستظل علي مبادئها التي حملت من أجلها السلاح وقاتلت أكثر من عشرون عاماً،ووجه كير بتخصيص نصيب الجنوب من عائدات النفط لتنمية الريف والارتقاء بأنسان الجنوب،وأكد حسم حكومته لكافة التفلتات الامنية،وقال ان الاستفتاء سيكون في موعده (التاسع من يناير القادم) دون تأخير يوم واحد،مطالبا بتنفيذ عاجل لما تبقي من بنود في اتفاقية السلام الشامل،وشدد علي انجاح المشورة الشعبية بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. ودعا كير لمحاربة الفساد والمفسدين وقال ان حكومته ستحاسب كل من اعتدي علي مال الشعب،وأكد ان مهمة حكومته هي تحقيق تطلعات شعب الجنوب ومساعدته في اختيار خياراته في الاستفتاء القادم،وقال كير ان الحركة الشعبية بذلت جهداً مقدراً في جعل الوحدة جاذبة خلال السنوات الماضية،ووصف حديث قيادات المؤتمر الوطني بالعمل من اجل الوحدة ب ( اللعب في الزمن الضائع)،وحصر كير ملامح خطة حكومته في المرحلة القادمة في ( التعليم،الصحة،رعاية الطفولة،التنمية التحتية،الامن والاستقرار،تعزيز العملية الديمقراطية،اتاحة الحريات، القضاء علي الامراض المستوطنة بالجنوب،وتحقيق الاستفتاء). وفي السياق وصف الامين العام للحركة الشعبية باقان أموم في تصريحات صحفية أمس بجوبا حق تقرير المصير بالحق الديمقراطي لشعب الجنوب،وأكد أكتمال كافة الترتيبات لاجراء الاستفتاء في موعده،وقال أموم للصحفيين" ان برلمان الجنوب المنتخب بأمكانه التصويت لاعلان الاستقلال حال حدوث مماطلة أو تلاعب بارادة شعب الجنوب،وأقر اموم بوجود عقبات في طريق الاستفتاء،ولكنه قال ان حكومة الجنوب ستتجاوز هذه العقبات. Gamer Dlman [[email protected]]