لقد بدأ قطار أوكامبو يتحرك في أيام السودان منذ 13 يوليو 2008م ولكنه في الرابع من مارس الجاري وصل محطة رئيسية أو نقطة تقاطع وهذه المحطة بدأت بصدور قرار المحكمة التي استجابت فيه لاثنين من مطالب أوكامبو ورفضت الطلب الثالث وتزامن مع ذلك رفض السودان القاطع لقرار المحكمة فهذه محطة (الكمدة بالرمدة) وليس فيها جديد اما المحطة الثانية فكانت قرار الحكومة طرد ثلاثة عشر منظمة غير حكومية كانت تعمل في دارفور قابل ذلك حمل الامر الى مجلس الامن الذي فشل في اصدار طلب رسمي لحكومة السودان بإعادة النظر في قرار الطرد وذلك لأن الصين طالبت بأن يشير البيان لقرار المحكمة وهنا (كانت كمدة بدون رمدة) حتى الآن، اما المحطة الثالثة فقد كانت اطلاق سراح الترابي ومارافق ذلك من تصريحات نارية لسيادته عليه يمكننا القول إن يوم الاثنين ونهار هذه الثلاثاء(ساعة كتابة هذا المقال) كانت ابرز محطة في قطار أوكامبو كانت محطة ود الترابي وبالمناسبة محطة ود الترابي كانت من محطات السكة حديد المهمة ايام كانت لها(شنة ورنة) وليت مولانا الترابي عندما كان متنفذا اعاد لتلك المحطة التي كان يسافر منها الى حنتوب مجدها المرتبط بمجد السكة الحديد. استمعت لتصريحات شيخ حسن لاذاعة «البي. بي. سي» والتي أكد فيها موقفه السابق من المحكمة وأن المحكمة تعمل وفقاً للشرعية الدولية وعندما سأله الاستاذ محمد خالد عن رأيه في مظاهرات التأييد للبشير التي اجتاحت الشارع السوداني بدا سيادته بالقول إنه لم يكن يومها في الشارع (يعني انا كنت مسجون) ثم وصفها بما يمكن اجماله بانها(حراق روح) الكلام بين هلالين ليس للترابي ولكنه تلخيص من عندنا ثم طالب بعدم التعويل عليها ضارباً المثل بمايو انها في أواخر ايامها شهدت مظاهرات تأييد ضخمة وعندما سقطت خرج نفس الناس ضدها (الشعب عاطفي) وهذه ايضا ليست من عباراته ولكن في (الحتة دي) ليسمح لنا سيادته بتذكيره انه في تلك الايام قد كان ايضا في السجن والعبد لله كاتب هذه السطور كان شاهد عيان لموكب الردع وهي آخر مظاهرة لمايو وشاهد ايضا موكب التجمع وشاهد مواكب 6 ابريل فلا توجد مقارنة بين مواكب أوكامبو وموكب مايو الاخير(وهذه خدمة مني لسيادته ليبني سياساته على معلومات واقعية مع وافر احترامي لتقارير حزبه). المفارقة ان الخبر التالي في ذات نشرة «البي بي سي» الصباحية التي تصدرها الترابي كان هو اجتماع مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين واصداره بيان تأييد لموقف السودان وبصورة سافرة تكاد تختلف عن السمت الهادئ للدبلوماسية السعودية وفي تقديرى ان هذه أهم محطة في قطار أوكامبو، ولكن ميل الاعلام للاثارة قدم تصريحات الترابي. طاف بذهني موقف الدكتور الترابي وموقف السعودية من احتلال صدام للكويت وكيف ان الاية انعكست الآن وتذكرت قرارات مجلس الأمن التي اصدرها ضد السودان على ايام الترابي وكيف انه كان يسخر من الشرعية الدولية والعدالة العالمية العرجاء وكيف انه في لحظة اتهم خصومه الحاليين بالرضوخ للغرب والتضحية به ولا اظن الشيخ حسن بدل اراءه القديمة ولكن للنشاط السياسي احكامه التي تطغى على الفكرة. في تقديري ان كل ما تقدم مفهوم ولا يحتاج لدرس عصر ولكن اذا امعنا النظر في الشغلانة او نظرنا لها نظرة «جوانية» يمكننا ان نلاحظ ان الدكتور الترابي بمجرد خروجه من المعتقل استلم (جو) المعارضة لا بل صادرها ووضعها في جيب عباءته فالباحثون عن المعارضين للبشير في السودان تركوا خليل وعبد الواحد واتجهوا للترابي واذا ظهرت بوادر معارضة لموقف الحكومة او قل المؤتمر الوطني من الحركة الشعبية او حزب شمالي آخر سيكون هذا تالياً او حتى تابعاً لموقف الترابي لأنه أصبح صاحب المبادرة واذا ارادت أية جهة دولية تسعى لتقويض نظام الخرطوم ليس امامها الا الترابي (اكان ترضى اكان تابى) باختصار الترابي من بورتسودان الى القمة الموازية ، وياربي انا عايز اقول شنو؟ ,,,,ساعدونا ياجماعة.