غضبة الحليم .. حراك العلماء....العائدون من غياهب الاهمال والتجاهل... الباحثين عن الكرامة وعلى جبينهم شارات الصبر وفى قلوبهم قيم اليقين والايمان...منارات السمو وبحر العطاء الزاخر..ثروة بلادى وتاجها ..يا اكرم الناس ويا اشرف الناس..كل تلك المعانى الرائعات تتزاحم فى عقلى وقد لا أجد لها رابطا الا الحب والتقديرلكم والثقة فيكم.. سادتى استميحكم عذرا فى رحلة عبر التاريخ ..لأداء الصلاة فى المسجد الجامع بالكوفة والحجاج ملثم بعمامته على المنبر ويلقى خطبته الشهيرة ويجلد الناس بكلماته قبل ان يجلدهم بسياط جلاديه !! ويمارس الارهاب مهددا بقطع الرؤوس التى اينعت وحان قطافها ..!!(والله لو امرت احدكم ان يخرج بهذا الباب من المسجد وخرج من الاخر ..لضربت عنقه ..!!! تذكرت خطبة الحجاج وتلك الفترة الحالكة فى التاريخ وانا اعيش واشاهد مدى العنف والارهاب والاعتقال الذى يمارس ضد قبيلة الاطباء...فليس من حق الاطباء ان يدخلوا المستشفيات وليس من حقهم التجمع للتشاور والتفاكر فى حل اشكاليات تواجههم !! بل الامر وصل الى درجة الفجور فى الخصومة واصبح الاطباء ملاحقين من الاجهزة الامنية ونزلاء بأقسام الشرطة !!! وبجهاز الامن .. واهدار كرامة الاطباء بضربهم واراقة دمائهم وكسر عظامهم امام المرضى ومرافقيهم بشارع الحوادث حيث وقعت الحوادث الجسام والاهانة وتمريغ كرامة العلماء فى هذا الزمن الاغبر..بعد كل هذه الممارسات غير الكريمة يتهمون الاطباء بتعاطى السياسة !! نعم هذا هو المنطق عندهم يمنعون الناس من الاجتماع فى اماكن سكنهم وعملهم وعندما يلجأ الناس الى اماكن ومنابر اخرى اضطرارا يتهمونهم!! نعم يضيقون على الناس ويسلبونهم حتى حق التعبير فى زمن التحول الديمقراطى المزعوم ..القاه فى اليم مكتوفا ...وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء !! لماذا يكابر هؤلاء ؟؟ ولماذا لايحتكمون الى الحق ويردون المظالم ؟؟ ولماذا تأخذهم العزة بالاثم ؟؟ واين القيم والمعانى السمحة التى يتحدثون عنها صباح مساء ولا نجد لها وجودا فى واقع الناس ولا فى سلوك المسئولين ؟!..الحق يعلو ولا يعلى عليه ..انصر اخاك ظالما او مظلوما !..اتقوا دعوة المظلوم فأنها ليست بينها وبين الله حجاب ...اعطوا الاجير حقه قبل ان يجف عرقه...لماذا لانرى تلك المعانى فى التعاطى مع اشكاليات الاطباء ؟؟بل اين الحكمة والنضج وبعد النظر والعرف السودانى الاصيل وقيم الشخصية السودانية ؟؟ !! الاسئلة كثيرة والحيرة اكثر..وما زال التسويف قائم والمغامرة بصحة المواطن ... و حفظ ماء وجوه الساسة والمسئولين مقدم على الحفاظ على ارواح الناس.. لذا يسيرون بالقضية فى الاتجاه الخطأ !! للأسف ان التوجية الصادر من وزارة الصحة ولاية الخرطوم بفصل الاطباء يدخل القضية فى مربع التصعيد غير المبرر.. لممارسة المزيد من الظلم على الاطباء والتمادى فى سياسات الفصل وحجز مرتبات الاطباء ووصولا لفتح بلاغات ضد الاطباء واعتقالهم واهانتهم وتعذيبهم بالمعتقلات..وكل ذلك حينا بأسم اللوائح والقوانين وحينا بهوى النفوس الراغبة فى المزيد من الظلم والرافضة للإعتراف بحقوق الناس ومظالمهم. بعد كل هذه السياسات الظالمة يحركون الجهات المختلفة للتفاوض مع الاطباء ويدعون انهم ينشدون الحل ! عجبا لكم فمن ناحية تصعدون الامور بكل تلك السياسات الظالمة وغيرالنزيهة واللااخلاقية.. ومن ناحية اخرى تفاوضوننا بوجوهكم ومسمياتكم المتعدده ! ليس رغبة فى الحل العادل ولكن فقط للخروج من الازمة الناتجة من الاضراب !!تلك هى المعضلة فالحل الامثل للمشكلة يكمن فى معالجة جذورها واسبابها وذلك يحتاج سياسات شجاعة وقرارات حكيمة وقبل كل ذلك شجاعة الاعتراف بالاخطاء والظلم الذى وقع على الناس..قولوها للناس فقد قالها من هوافضل منكم اصابت امرأة وأخطأ عمر !!!.. نعم عليهم الاعتراف بأخطائهم بدلا من التمادى فيها ومحاولات ايجاد المبررات والاكاذيب التى لاتسندها حقائق الواقع...نعم انهم يكابرون !! واخذتهم العزة بالاثم فى سبيل الحفاظ على مصالحهم الشخصية...ويضحون بالطبيب والمريض على حد سواء ..نعم انهم يقتلوننا بدم بارد بعدما اجلسونا فى حصونهم الظالمة سنين عددا ومارسوا علينا كل انواع الظلم الممتد والمتجدد !! لكل ماسبق نقول ان اليوم ليس كالامس !!! نعم فقط لو عددنا الظلم الذى وقع على الاطباء فى فترة الحراك الرافض للظلم لأسودت السماء وحجبت الشمس ولا مبالغة فى ذلك !! لذا على قبيلة الاطباء ان تكون حريصة كل الحرص على اخذ حقوقها المادية والادبية كاملة وصولا الى مقاضاة ومحاسبة كل من ظلموها فى الماضى والحاضر واطلاق سراح المعتقلين الابوابى والهادى بخيت وبقية المجموعة التى تدفع ثمن رفض الظلم وتتمسك بعدالة القضية رغم بشاعة مايلاقونه من اهانة وتعذيب.. و علينا العمل الجاد لإزاحة الافراد والاجسام التى مارست الظلم واتخذته اسلوبا وفلسفة للتعامل مع الاطباء وقضاياهم !! نعم لأن وجود هؤلاء الاشخاص وتلك الاجسام المحسوبة على الاطباء يعنى بقاء السياسات الظالمة والعاجزة لإحداث التغيير المنشود فى الحقل الطبى....اقول لكم بصراحة ان هؤلاء ارتكبوا جرائم ضد رسل الانسانية بممارساتهم.لذا لابد من محاكمتهم ومحاسبتهم!!! نعم غياب مبدأ المحاسبة هو ما اوصلنا الى ما نحن فيه اليوم من صنوف الظلم المادى والمعنوى واهدار الكرامة والهوان على الناس !! هذه الفئة الظالمة يجب ان تقال اليوم قبل الغد..لأنها لا تعرف ادب الاستقالة.. فقط يجيدون ظلم الناس والتشبس بمواقعهم وبناء امجادهم الخاصة على جماجم الناس !! فماذا ينتظرهؤلاء بعد الاعتداء السافر على الاطباء بالضرب والاهانة والاعتفال ؟؟ تلك الهمجية التى اقشعر منها صاحب كل ضمير حى وفضحت كل المتشدقين من ارباب السلطة ووزارة الصحة واخرست كل الابواق المأجورة التى اساءت لللأطباء كثيرا كنوع من الارتزاق الرخيص عبر الصحف المملوكة للنظام ! نعم مأساة شارع الحوادث جريمة ضد الانسان السودانى واهانة للعلماء والنخب لذا يجب اقالة ومحاسبة كل من له يد فيها..والحقيقة تلك المأساة غيض من فيض!! فما اكثر الظلم الذى وقع على الناس لسنوات مديده واساليب وصور عديده التحية لكل اطباء السودان وعلمائه وهم يرفضون الظلم والاهمال ويرفضون ان يدفنوا وهم احياء !! .فبربكم كيف يموت العلماء؟!! وهم يعشقون الحياة ويهدونها للناس (من احياها فكأنما احيا الناس جميعا ...) وكيف يستسلمون للموت ويرضون بأن يكونوا خارج المعادلة ؟ وكيف لهم ان يلغوا عقولهم ويمنحوا ضمائرهم اجازة مفتوحة !!؟؟ سادتى من يعرف الحياة وعلاماتها الدقيقة بعلوم الطب لا شك انه يعرف ابعادا اخرى للحياة !! ويعرف قيم الحياة الكريمة وقيم العزة... لأنهم يحملون جيناتها فى دمائهم وقيمها فى عقولهم وضمائرهم .. لذا اقول لكل المراهنين على اساليب الحجاج والمعجبين بشخصيته ان ذاك الزمن قد ولى من غير رجعة..واقول لأخى الابوابى ورفاقة الاكارم انكم احرار بتلك القيود وانكم تحاكمون جلاديكم لأنهم مأجورون من اسيادهم وانتم مأجورون من الله الحق وتحرسكم دعوات هذا الشعب الذى رفضتم الظلم من اجلة !! فلا نامت اعين الجبناء لكم التحية وصادق الود. د.محمد الشيخ _طبيب سودانى momhmd elsheikh salih [ [email protected]