حجبته الرقابة الأمنية من النسخة الورقية * من السذاجة ان تلجأ الحكومة الى الرقابة لتعتيم الاخبار وحجب المعلومات فى وقت صار فيه العالم اصغر من صندوق صغير يستطيع ان يلتقط اى خبر او معلومة وينشرهما على اوسع نطاق فى لمح البصر ..!! * كتبت امس مقالا عن قضية الاطباء العادلة منتقدا الوسيلة الحكومية البائسة لاجهاضها بالتهديد والاعتقالات والتعذيب، وفرض الرقابة على الصحف، فقامت الحكومة ممثلة فى الرقيب الأمنى بحذفه من النسخة الورقية للصحيفة حسب التوجيهات الصادرة إليه بحذف اية مواد تتعلق باضراب الأطباء من بعض الصحف ( وليس كل الصحف، وهو موضوع اخر سأعود اليه فى نهاية المقال). * غير ان السنسرة الحكومية لم تجد بشئ ولم تمنع انتشار المقال على اوسع نطاق فى المواقع السودانية الالكترونية المختلفة التى يؤمها كل لحظة وليس كل يوم عشرات الالاف ويجدون فيها كل الاخبار والمعلومات ويتفاعلون معها بحرية كاملة..!! * كما أننى وبمجرد علمى بحجب المقال، ارسلته الى معظم الاشخاص المسجلين على بريدى الالكترونى، وقام كل منهم مشكورا بارساله الى اصدقائه ومعارفه مع مقدمة قصيرة جدا بان (هذا المقال قد منع من النشر بواسطة الرقابة الامنية) وكان ذلك كافيا جدا لجذب اكيبر عدد من القراء إليه حتى لو جاء فاقدا لأدنى مقومات الكتابة الصحفية .. !! * حدث ذلك فى بضع لحظات فقط، بينما استدعى حضور الرقيب الى الصحيفة وقراءة المقال واتخاذ قرارعدم النشر اضعاف ذلك الوقت، والحمدلله الذى يسر لنا هذه التكنولوجيا للتمتع بحق التعبير والنشر بدون تضييق او تعتيم او سنسرة من احد، كما نحمده ان يسر لنا العديد من المواقع السودانية الالكترونية الحرة مثل ( سودانيزاونلاين وسودانايل والراكوبة والنيلين ) وغيرها التى صارت معاقل للنضال ضد الظلم والطغيان وليست مجرد منابر للحديث والكلام، وحتما سيؤتى كل هذا أكله فى يوم قريب باذن الله الكريم !! * لقد ظللنا نأمل ونناشد أن تتغير سياسة الحكام فى التعامل مع حرية التعبير والنشر، وتتواءم فقط مع ما هو مكتوب فى دستورنا، برغم انه لا يرضى طموحاتنا، ولكن ظلت السياسة الحكومية الساذجة هى نفسها لم تتغير (ولن تتغير)، بل تراجعت الى الوراء، ولجأت الحكومة الى وسائل جديدة للحد منها مثل زيادة اسعار مدخلات العمل الصحفى وارغام الصحف على زيادة عدد الصفحات حتى يرتفع سعر الصحيفة ويتخلى عنها القارئ فينخفض توزيعها وينفض عنها المعلن فتضمحل وتموت .. وهاهى الرقابة القبلية الامنية تعود مرة أخرى، وهى رقابة انتقائية هذه المرة تستهدف صحفا معينة بقصد تدميرها وقتلها .. بينما تسرح وتمرح صحف النظام والموالية له تنتقد الخصوم بل تسئ إليهم وتكذب على الشعب بلا رقيب ولا حسيب !! * ولكن هل يجدى كل ذلك فى تطويل عمر النظام؟.. هيهات .. فما أطال النوم عمرا .. ولا قصر فى الأعمار طول السهر!! zoheir [[email protected]]