ameltabidi7@ hot mail.com مدخل أأرثيك ما يجدي الغداة رثائيا وابكي اسى ماذا يفيد بكائيا وما خطبك الدامي بخطب وانما دعائم صرح قد هوى متداعيا اقول له لما مضى غير عابئ بزفرة مفجوع تذيب المآقيا حنانك يا شاعر غادرت اكبدا مقرحة ما هكذا كنت قاسيا فانك ما عودتنا غير رقة نعمنا بها شطرا من الدهر غاليا تترك دنيا كنت انت قوامها وتسلو فؤادا لم يكن عنك ساليا ( الهادى آدم ) ...*** الغربة تمزقنى وفراق الوطن يجعلنى افتقد التوزان .... تجتاحنى اعاصير من الاشواق وحنين لوطن شاسع لا اجد فيه ركن يحتوينى اغادره مرغمة ومجبرة وتبقي الذكريات هى الملاذ نجترها من حين لاخر وتفجعنا الاخبار المحزنة التى تربطنا باعلام ترفرف فى سماء دنيانا تبعث فينا الامل تحتوينا بالنصح والارشاد لا تمل من تساؤلاتنا واستفهاماتنا التى لا حصر لها بابتسامة وهدوء نجد الاجابات وكنا نتذود منهم بالمعرفة ... كم هى رائعة تلك الايام التى كنا نتحدث فيها عن ايام الرئيسان الراحلان عبود و نميرى والاذاعة والتلفزيون و يروى فيها الاستاذ الراحل المقيم ذوالنون بشري تفاصيل بعض الاحداث ويشاركه الاستاذ عبدون نصر عبدون ونحن نستمع اليهما بشغف واهتمام احيانا لا نشعر بالزمن الذي يتسرب منا من حلاوة السرد واريحية الطرح وتابى الايام ان تجمعنا فى وطن المليون ميل الذي ضاق بنا وتفجعنا الاخبار برحيل عزيز علينا ونبكى مرتين مرة لفراقه ومرة على الحرمان وافتقاد الجليس القدوة بسبب الغربة . ***الاحزان تنسج خيوطها فوق هاماتنا وتفجعنا الايام بفقدان عزيز تسود الدنيا لفراقه كم كثرت الاحزان وتلاشت الافراح فصارت سراب نحسبه ماء ... دنيا لا تريدنا ان نقلع ثوب الحداد ...نتلفح فيها بحسرة الفراق ... نذرف الدموع سرا وجهر نتكئ على عصاة اشبه بمنساة سليمان ... انها حياتنا التى تغمرها الفواجع ... وتطوف بنا فى عوالم كثيرة واعظمها فراق قريب او حبيب او علم زهد فى الدنيا وادرك حقيقتها فجعلها معبرا ... تخلده افعاله وذكراه العطرة التى تعطر الحديث لمجرد ذكر اسمه ... الاستاذ بل استاذى ذو النون بشرى من الذين ذانو الحياة بالكلمة الطيبه كان معنا فى الوان ونلوذ اليه دوما عندما نحتاج لمن يزودنا بالمعلومات والوقائع السياسية كان لا يبخل علينا بخبراته ونصائحه التى اصبحت نبراسا ينير لنا الطريق قلبه حوى الجميع فكان ابا حنونا ونموذج يجب ان يحتذى به فى التعامل ... لا يمل من اسئلتنا ونحن لا نمل من حديثه الشجى عن شخصيات ووقائع اختزلها تاريخنا الحديث ويجهلها الكثيرون كان موسوعة معرفة تضج بنفائس المعلومات والدرر التى لا يبخل بها على احد .... الان رحل عنا من كان سندنا فى العمل الاعلامى ومرجعية لكثير من حواراتى وحتى اعمدتى وكثيرا ما كان يناقشنى فى حواراتى مع الساسة ويستوقفنى عند نقاط تتطلب مزيد من التعمق لذلك كنت قبل ان اذهب لحوار الجأ اليه كيف لا وهو شيخى الذى باركنى حوارا له كان يسرد لي باريحية تامه اهم النقاط التى يجب ان اتناولها مع محاوري .... وكيف اصنع عمقا للحدث اتداعى فيه لحين فك شفرة الاسرار فقد كان استاذى وشيخى غارقا فى بحور الجمال فى اعلى مقاماته ينداح مترنما كاشفا عن منهجه الجمالى فى الحياة لذا لم يكن ليجزع عندما تتقاذفه الخطوب فقد اقام صرحا جمالى جعله مترف الفكر وناسك ادراك مبكرا الحكمة ووهبها للجميع نعم تموت الذرى فى بلادى بعد ان تحاصرهم الهموم كل مبدعينا احترقوا سرا وجهرا وانفقوا العمر استغراقا فيها وحتما غادروا وظلم ذى القربى نال منهم فلم تشتكى اجسادهم المنهكة والمثقلة بالهموم فماذا بعد يا ذا النون سيتداعى القوم غدا فى مهرجانات الخطابة الرنانة والوعود الكاذبة فخلف كل وعد قول يجافيه العمل فلقد ادركنا مبكرا ان تكريم المبدعين فى حياتهم ممنوع من الصرف وفى مغادرتهم سرداق نفاق يتفنن فيه المسئولين بالوعود الكاذبة والعطاء الزائف فخلف كل مبدع مضى الف قصة وقصة عن النفاق والزيف والخداع فمتى ننزع هذا القناع وتستقيم الامور فى بلادى وكما كان مدخلى الشاعر الراحل المقيم الهادى آدم فى مرثيته العمصماء اختم بقوله الموجع تموت الذرى فيها وتحيا بلاقع تموج باشباح عمرن الفيافيا