قال الجيش الشعبي منتصف الأسبوع المنصرم انه قضى على تمرد العقيد السابق بمصلحة السجون بجنوب السودان قالواك قاي، والذي اتخذ ولاية الوحدة مسرحاً لهجمات قام بها على مواقع تتبع للجيش الشعبي، والملاحظ إن هذه الهجمات كانت قد تزامنت مع حملة من الانتقادات قادتها انجلينا تينج (وزير الدولة بوزارة الطاقة سابقاً والمرشحة المستقلة التي خسرت الانتخابات بالولاية) على أداء مفوضية الانتخابات بالجنوب واتهامات لمنافسها الحاكم الحالي للولاية تعبان دينق بالتزوير، والأخير اتهمها هي ومن خلفها جهات بدعم قاي مؤكداً وجود دلائل دامغة على تورطها في ذلك، وهو ما تنفيه هي في ذات الوقت الذي ترى فيه إن قاي يعبر عن إرادة شعب ولاية الوحدة، والذي تعتبره قد صوت لها في الانتخابات التي فاز بها تعبان.. والمؤكد كما يبدو الآن هو إن قالواك قاي خارج ولاية الوحدة الغنية بالنفط، والتي تكتسب أهمية إستراتيجية أخرى حيث أنها متاخمة للولايات الشمالية، إلى جانب أنها تعتبر من الولاياتالجنوبية التي تضم عناصر قبلية مختلفة، وهذه الأشياء مجتمعة دفعت بمصادر مقربة لقيادة الحركة الشعبية من تأكيد معلومة إن الصراع بالولاية هو امتداد لصراع بقيادة الحركة حيث تسعى عدة تيارات داخل الحركة لقيادة الولاية على حساب تيارات أخرى دون تدخل لوسطاء خارج هذه التيارات.. قيادات الحركة الشعبية بالجنوب اتهمت المؤتمر الوطني مجدداً كما هو الحال في حالات تشبه هذه بالجنوب بدعم المنشقين عنها، وعلى هذه النسق اتهم حاكم ولاية الوحدة تعبان دينق رئيس حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي لام اكول و انجلينا تينج ومن ورائهم المؤتمر الوطني بدعم العقيد المنشق قالواك قاي الذي أشار إلى انه الآن مطارد من قبل الجيش الشعبي وهو خارج حدود ولايته، وكشف تعبان في اتصال هاتفي عن إن نتائج التحقيقات التي أجريت مع الأفراد الذين تم القبض عليهم من قبل الجيش الشعبي أثبتت تورط لام اكول وانجلينا تينج في دعم قالواك، وأضاف تعبان أنهم كشفوا عن مناطق تدريبهم وتزويدهم بالسلاح، مشيراً إلى أنهم حضروا من الخرطوم عبر الطريق المؤدي إلى ولاية الوحدة الذي يمر بولاية جنوب كردفان، مؤكداً على انه تقدم بشكوى بخصوص هذا الأمر لوالي ولاية جنوب كردفان ولكنه لم يتحرك حتى الآن، وزاد تعبان إن انجلينا ذهبت إلى الخرطوم وتلقت الدعم من المؤتمر الوطني عقب خسارتها للانتخابات، مؤكداً سقوط عضويتها من كشوفات الحركة الشعبية، وحذر تعبان من خطورة زعزعة امن ولايته المنتجة للنفط، مشيراً إلى إن هذا سيؤثر سلباً على العمليات البترولية، وأكد تعبان في ذات السياق هدوء الأوضاع بولايته في الوقت الراهن، نافياً تماماً ما تردد عن نزوح أعداد كبيرة من المواطنين، مشيراً إلى إن بعض الصحف تعمل على نشر معلومات غير صحيحة وبصورة غير منصفة. وفي ذات السياق زاد مدير مكتب الإعلام بوزارة الإعلام والبث بحكومة الجنوب مصطفى بيونق إن المكتب السياسي هو الذي رشح تعبان للولاية وانجلينا لم تلتزم بقرارات المكتب، مشيراً إلى تلقيها للدعم من قبل جهات (رفض تسميتها)، مؤكداً في ذات السياق على مقدرة الجيش الشعبي على حسم هذه التفلتات الأمنية بالولاية. ومن جانبها اتهمت انجلينا تيارات داخل الحركة الشعبية بالاستمرار في السعي للنيل منها واغتيال شخصيتها، مؤكدة في المؤتمر الصحفي الذي عقدته بمباني المركز السوداني للخدمات الصحفية بالخميس أن هنالك قيادات بالحركة الشعبية وجهت لها اتهامات خطيرة حول مسؤولياتها عن العمليات العسكرية الدائرة بولاية الوحدة، نافية أن تكون لديها أدنى علاقة بالقتال الدائر بالولاية، مشيرة إلى أن هذا افتراء عليها ويمثل امتداد لعمليات الاستهداف المنظم التي تشنها عليها تيارات محددة بالحركة الشعبية وقيادتها، منبهة من خطورة الموقف الآن بالولاية على المستوى الإنساني، مشيرة إلى نزوح أعداد ضخمة من المواطنين من قراهم، وكشفت انجلينا لي عن إن العاملين والموظفين بحكومة الولاية لم تصرف مرتباتهم منذ 14 شهر، فيما ارتفع سعر جوال الذرة إلى 240 جنيه (على حد قولها)، ونفت انجلينا اتجاها إلى قيادة انشقاق أشبه بانشقاق لام اكول معتبرة أنها لا تمتلك خبرة لام اكول السياسية ودرايته، قائلة "لام اكول قيادي كبير بالحركة وله خبرة سياسية واسعة"، وأشارت إلى إن الوقت الآن لا يسمح بهذا، واعتبرت إن الأمن بالولاية مسؤولية الجميع مضيفة إن حكومة الجنوب تحتاج إلى سند من الحكومة القومية للاضطلاع بهذه المهمة. مصادر مقربة جداً من قيادة الحركة الشعبية أكدت على إن هذا الصراع غير قاصر على ولاية الوحدة فقط، كما وانه يمتد حتى قيادة الحركة، وأشارت ذات المصادر (التي فضلت حجبها) إلى إن ترشيح تعبان دينق داخل المكتب السياسي وجد رفض من قيادات ذات ثقل بالحركة كما وجد ترشيح انجلينا ذات الرفض من قيادات أيضا لها وزن داخل الحركة، وان الأمر الأكثر وضوحاً إن ما تناله ولاية الوحدة من كم هائل من التنازع لا تجده بقية الولاياتالجنوبية، مشيراً إلى أهميتها الاقتصادية والجغرافية، فالولاية التي تبلغ مساحتها 35956 كم2 متاخمة تماماً للولايات الشمالية، وتقبع على بحيرة من البترول تكسبها أهمية اقتصادية كبيرة.