الاخ السفير علي حمد ابراهيم كتب موضوعا جميلا تحت عنوان دفن النهار ابكراعا بره. والمثل هو طبعا دفن الليل ابكراعا بره او مارقة . والمعني هو العمل الغير متقن او كلفته. ولكن ما حدث اخيرا في انتخابات حزب الامة كان في وضح النهار. وبتنظيم. وكانت عملية تزوير انتخابات. خطط لها رجال الانقاذ ونفذها الصادق المهدي. والسفير والكاتب علي حمد ابراهيم منعه الأدب والحياء والانتماء الانصاري لان يوجه اي اتهام مباشر للصادق. وهذه هي المشكلة. فمهما اخطأ الصادق عن قصد او بدون قصد فلا يجرؤ اي انسان علي انتقاده. الاخ علي حمد شخص معروف بالشجاعة وهو كاتب لا يشق له غبار ولكن لمن لا يعرفونه نقول. علي حمد سوداني اصيل نظيف ولا يقبل الحقارة. لقد ضمتني مع علي حمد واخوة رائعين مدرسة ملكال الاميرية وداخلية مدرسة ملكال. وكنا نعيش ونتنفس ونأكل ونلهو ونلعب ونشارك في الجمعية الادبية والمناشط الرياضية وكل شيء سويا. علي كان نحيلا وشكلو واضح. وحتي عندما شاهدت صورته لاول مرة في جريدة الخرطوم 1995 لم اتعرف علي الصورة لانه كان قد امتلأ قليلا. وبالرغم من نحافته كان يفرض احترامه علي كل زملائه ويحظي بإعجاب مدرسيه فلقد كان تلميذا نجيبا. وكان يكره الحقارة ويقول رأيه بشجاعة. وكان يواجه طلاب السنة الرابعة وانا منهم وبعضهم من العمالقة. فبسبب قفل المدرسة في ايام انتفاضة 1955 . صار عمر بعض التلاميذ يقترب من الثامنة عشر. وكان اولاد سنة رابعة يفرضون سيطرتهم علي ميادين الكرة والباسكت بول والفولي بول. كان لعلي جريدة حائطية اسمها العليان يصدر اغلبها هو ويشاركه علي عبدالله وهو من ابناء السنة الرابعة ومن اولاد واو. واثارت مقالات علي حمد وقتها حفيظة ابناء سنة رابعة. واحدهم الرجل الجنتلمان والمقيم الان في اليابان, جعفر عبدالرحمن وهو من اولاد بور. جعفر كان رئيس المنزل وكابتن المدرسة ورئيس الداخلية. الدكتور علي حمد كان ضد سيطرة وديكتاتورية اولاد سنة رابعة الذين كانوا يحرمون الاخرين من ممارسة حقوقهم تحت زعم الاستاذ قال. وكما وقف التلميذ علي حمد ابراهيم وقتها ضد الظلم والحقارة.من العادة لا يهتم الانسان بمن هم خلفه في المدرسة ولكني كنت احب واحترم واعجب بعلي حمد. واذكر انني ارسلت له خطاب قبل نصف قرن من الزمان وانا في مدرسة الاحفاد الثانوية وبدأت الخطاب بعبارة انا لا اكتب اليك لسواد عينيك . وكان يجلس بجانبي الطبيب الان حسن بشير عبد الرحيم واستغرب للبداية. وكنت ابدي اعجابي بشجاعة علي حمد الذي تركته في مدرسة ملكال. كما كانت هنالك مراسلات بين الدكتور كمال ابراهيم بدري وعلي حمد الذي كان طالبا. كمال كان مديرا لمشروع بركة العجب الزراعي في القيقر علي حمد شخص جدير بالحب والاحترام ولو كان هو من الذين يسيرون المور في حزب الامة لهرع الناس للحزب. يقف الان الدكتور السفير علي حمد ضد سيطرة الإمام وتسليمه زمام امور حزب الامة للانقاذ. لقد قلت وكتبت قديما ان الصادق لا يحب النساء والرجال الاقوياء. وكما قال الدكتور الانصاري الصميم بابكر احمد العبيد .(الصادق لو في الف زول معاهو وفي زول واحد ضدو يخلي الالف زول المعاهو ويركزعلي الزول الضدو عشان يكسرو). الصادق لن يقبل بالسيدة لنا مهدي او الاستاذ عويس او الدكتور علي حمد ابراهيم او اي من الشجعان والذين لا يقبلون الحقارة. ولا يريدون ان يكونوا تحت سيطرة الانقاذ. النميري كذلك كان يكره ويبعد عن الرجال الاقوياء. ويبحث عن من فيه عيب او من يمكن السيطرة عليه. كما ورد في كتاب أسرار جهاز الأسرار. فإن النميري قد طلب تقريرا عن الوزير الجنوبي البينو, فأعطوهو اسوأ تقرير عن الرجل. فقام النميري بتعيينه وزيرا مباشرة. والنتيجة كانت فضيحة تضمنت تهريب مخدرات. لقد زور الصادق انتخابات حزب الامة. لقد قام كل بساطة بإضافة 50% من الممثلين الذين كانوا في جيبه. وضمن تنفيذ اتفاقيته مع الانقاذ. فالانقاذ تعتبر هذه المرحلة مرحلة حرب ومواجهة. والانقاذ لا تريد امثال لنا مهدي او السفير علي حمد ابراهيم انها تريد فريق لكي تتكلم لغة العسكر. انا شخصيا اول مرة اسمع بهذا الفريق. لقد سمعت بفريق الكراكسة وفريق قلب الاسد والحريقة. ولكن هذا الفريق يطرشني. اين ذهب نساء ورجال حزب والامة واولاد الانصار القابضون علي الجمر . المؤلم والمبكي ان الصادق كان يجلس بجانب البشير المطلوب لمحكمة العدل الدولية ويقول الرئيس البشير. يعني جاب استيكة ومسح تاريخو الشخصي. وبصق في وجه الناخبين ورجال حزب الامة الذين ركضوا في الحر والبرد ودعموهو بمالهم وجهدهم لكي يصير رئيسا. ما هو الثمن الذي دفعه البشير لكي يتنازل الصادق عن ما كان ينادي به بعد مهزلة تهتدون وخروجه من السودان؟. الاخ محمد عثمان عبدالله يس رحمة الله عليه عضو مجلس السيادة كان يقول لنا في القاهرة(والله الشعب السوداني لو كتلني وحرقني ما يخلص حقو مني لانوانا الجبت السيد محمد عثمان الميرغني واتحدت معاهو بالوقت هو المسيطر علي الحزب الوطني الاتحادي ). استاذنا والمعلم الاكبر محمد توفيق رحمة الله عليه كان يقول المشكلة في محمد عثمان الميرغني. انو يتفق معاك ويقول المسؤول هو فلان او فلان. بعدين تحت تحت يقول انا زولي (فلان). مشكلة السودان ولعنته الدائمة هي الطائفية واخيرا صارت العسكرية. والصادق يحسب ان البشير مكسور ومنهزم. وان التعاون معه الان سيقوي الصادق قد يتيح له الفرصة لان ينط في المركب. ولكن الجرب المجرب حاقت بيهو الندامة. بعد موت لينين كان المرشح الاقوي هو تروتسكي. ولكن بمساعدة رجل المخابرات والكي جي بي البولندي جرزنسسكي. تمكن دوشكافيلي ( استالين) الذي لم يكن روسيا بل من جورجيا من ان يستلم السلطة عن طريق التزوير والارهاب والاغتيالات. فعندما بدأ ان منافسه كيروف سيفوز عليه ارسل ضابطا صغيرا واغتال كيروف. وعندما واجه الضابط حكم الاعدام لانه قد قتل الزعيم الشيوعي والبطل كيروف كان الشاب يصرخ ويقول لقد خدعوني لقد قالوا لي سأكون بطل الاتحاد السوفيتي. الاخ العزيز علي حمد ابراهيم هو من سكان القيقر. ولقد واجه والده بشجاعة المفتش الانجليزي. ورفض الانصياع بالرحول مع قبيلته من اعالي النيل وهو شيخ القبيلة. ولقد شاهدت اهله في القيقر. وربطتني به صداقات مشتركة مع عشرات الناس. ولم اسمع عنه وعن اسرته الا ما هو جميل. وكانت مقالاته تجمل الصحف في الخرطوم وهو في جامعة الخرطوم وهو في العشرين من عمره. ولم يكن التحاقه بوزارة الخارجية نتيجة وساطة او لمحسوبية كما كان يحدث كثيرا. فلقد كانوا يختارون اولاد الاسر والقبائل ولكن علي دخل وزارة الخارجية عن جدارة. وكان سجله مشرفا في وزارة الخارجية. وهو الذ ي وقف في الامارات ودافع عن حق الاطفال السودانيين الذين كانوا يستخدمون في سباق الهجن في الوقت الذي جبن فيه الاخرون. وكان كما يقال قديما عن الدبلوماسيين يكون هميم وسكينو حمره. حزب الامة ضم اعظم واقوي رجال السودان قديما . واختار السيد عبدالرحمن اكثر الرجال اعتدادا برأيهم واقواهم شكيمة ليكونوا مستشاريه, منهم عبد الرحمن علي طه والمهندس ابراهيم احمد حتي بابكر بدري الذي كان مشهورا بالصراحة الشديدة وقول الحقيقة. حزب الامة قد احتضر علي يد السيد الصادق المهدي. والوطني الاتحادي وجهود الازهري وصحبه قد اختزلها محمد عثمان الميرغني في سبحته وجعلها طوع بنانه. القصد هو تجنيب البشير امر المحكمة. سمعت من اخي ابوبكر نكتة تتداولها امدرمان اليوم (واحد مسطول عندما سمع قول البشير انحنا ما موقعين في المحكمة الدولية وكان رده محاكمكم دي انحنا وقعنا ليكم).