رحل النيلى فارع القوام الذى استمد من نهر النيل طوله وجبروته واستمد من طوله الفارع معنى الإضافات إلى الحياة والمساهمة الإنسانية وكرة السلة كنجم عالمى رفيع المقام، غيب الموت بالأمس الصديق والرفيق/ منوت بول بفرجينيا بالولايات المتحدةالامريكية بعد إنتصارات باهرة فى الحياة وصراع مع المرض، ومنوت بول القادم من ريف قوقريال من (تور ألى) المنطقة التى من سهولها اتت شخصيات عديدة فى مسرح القيادة (مارتن مانجيل ايويل)، (كاربينو كوانجين بول)، (د/ جاستين ياج أروب)، (دمنيك ديم) وأخرين. منوت بول ابن تلك القرية ذهب فى رحلة طويلة من مسرح القرية إلى المسرح العالمى الفسيح وعرف على جنبات الكرة الارضية كاحد نجوم كرة السلة، ولم يتوقف عندها بل شارك بهمة ونشاط فى قضايا السودان والتحرر وفتح منزله فى العاصمة الامريكية أمام قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان والتجمع الوطنى الديمقراطى ، ووقف مع حق شعب جنوب السودان فى التحرر والمساواة، وكان كريماً وفياً لمبدأ ان الانسان يعيش من أجل الاخرين ولا يبخل بماله ونفسه وظل انسان ذو كرامة واعتداد بنفسه فى كل الأوقات التى قابلته فيها مراراً وتكراراً. فى حملة الأمل والتغيير شاركت فى ندوة فى قرية (تور ألى) مع القائد/ سلفا كير ميارديت وذكرت ( ان لهم ان يزهو بكل الفحر ان قريتهم أنجبت العديد من النساء والرجال وفى مقدمتهم منوت بول) وبعدها إلتقينا فى جوبا وذكرت له ذلك . رحل منوت بول والسودان يتجه نحو أكبر قضاياها الإستفتاء على حق تقرير المصير ولو اسعفته المنية لادرك ذلك الحدث الذى طال ما تاق له.منوت بول الذى حمل اسم السودان وبحر الغزال وقوقريال ( وتوج) (تور الى) عالياً واستحق الإحتفاء، ونناشد الرياضيين السودانيين والمثقفيين السودانيين الإحتفاء بحياة منوت بول هذه الإيقونة السودانية القادمة من مسرح القرية إلى قمة المسرح العالمى، ونتوجه بالعزاء لاسرته وأصدقائه ومعارفه ومحبيه وإلى الاجيال السودانية القادمة رغم الصعاب وإلى سكان الريف على نحو أخص ان كل شى ممكن ويرتجى من مسرح القرية إلى قمة المسرح العالمى والحياة الفسيحة ووداعاً منوت بول. ياسر عرمان 20/ يونيو/2010م