يوم الخميس 5 رجب 1431ه الموافق 17/6/2010م كنت في رحاب مكة الطاهرة أكرمنا الله بزيارة بيته المحرم .. وهناك التقيت بصديقي الأستاذ كمال الدين مصطفى الصحفي المخضرم ومدير التحرير في رابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة، جلسنا نتجاذب أطراف الحديث ، وفجأة خطر في بالي أستاذنا الكبير سيداحمد خليفة – عليه رحمة الله – وأسررت لصديقي بأني اطلعت على صحيفة الوطن مؤخراً ورأيت صورة سيداحمد خليفة وهو يتكىء على كتف ابنه عادل في المحكمة كما ذكرت ذلك في مقال سابق وإنني اشعر بأن هناك ما يقلقني تجاه صحة أستاذنا الكبير ..فقد كان صديقاً عزيزاً لنا ، بل هو صديق للجميع بدون فرز. أخي كمال زاد من قلقي عندما قال لي إنه شاهد سيداحمد خليفة في آخر ندوة صحفية في قناة النيل الأزرق مع مجموعة من الإعلاميين وكان صوته متعباً ويتكلم بصعوبة. عدت إلى جدة .. ويوم السبت 19/6/2010م بدأت في كتابة موضوع ( سيداحمد خليفة .. صحفي مثير للجدل ) استعيد فيه البعض القليل من ذكرياتي معه وهي عشرة أكثر من 30 عاماً ، وظهر الأحد 20/6/2010 أرسلت الموضوع لرئيس التحرير الأخ طارق الجزولي. لم انتظر كثيراً ، فقد فاجأني صديقي كمال الدين مصطفى بعد ساعات من إرسال الموضوع وظهوره في موقع ( سودانايل ) باتصال هاتفي ، وقال لي سأطلعك على خبر مؤسف .. وقفزت إلى ذهني صورة سيداحمد خليفة فقد كان آخر حديث بيننا قد تناول صحة الفقيد.. اتصل بي صديقي ليبلغني أن هواجسنا كانت في محلها وأن القدر المحتوم قد أزف، وصدمت .. وحزنت أني لم أكتب هذه الكلمات منذ زمن طويل فهو أحرى بالتكريم قبل عقود من الزمن. وقع على خبر وفاة الأستاذ سيداحمد خليفة وقع الصاعقة وكنت أمني نفسي أن أهاتف استاذنا سيداحمد خليفة واطمئن على صحته فلم يمهلنا القدر و أن يكون آخر لقاء لي معه ، ذلك اللقاء الذي حدث قبل سنوات قليلة. كتبت موضوعي السابق وكنت أتمنى أن أحضر حفل تكريمه الذي اقترحته وان اسرد في الحفل ذكريات جميلة عشتها معه خاصة في منطقة القرن الأفريقي. أسأل الله أن يكون الراحل العزيز قد سجل ذكرياته فهي كنز كبير من المعلومات الميدانية واللقاءات مع الشخصيات المؤثرة في المنطقة قل أن تكون أتيحت لصحفي من قبل. ألأخوة عادل و يوسف وأمير .. أحسن الله عزاءكم .. فهو فقيدنا قبل أن يكون فقيدكم وهو فقيد قبيلة الصحافة كلها. أسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وان يجعل مثواه الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا، وان يلهم أهله وصحبه الصبر وحسن العزاء. ولا نقول إلا ما يرضي الرب .. إنا لله وإنا إليه راجعون. علي عثمان المبارك صحفي – جدة [email protected] كلمة أخيرة: الأخوة عبدالله علقم ، وسيف النصر محمد الحسن : الموت حق .. وكلماتكما أبلغ تعبير عن المواساة