كتب الصحفي عادل الباز يناشد الرئيس عمر البشير لينضم الى كوكبة الكتاب في صحيفته " الاحداث " ، التي استطاعت - حسب قوله - ان تستكتب – بفضل من الله - المرشحين الرئاسيين من امثال عبدالله علي ابراهيم والصادق المهدي وياسر عرمان ثم يضيف ان المفكر والمرشح الرئاسي حاتم السر قد وعده ايضا بالانضمام الى تلك الكوكبة ، ثم مضى في خفة دم مدهشة يخاطب السكرتير الصحفي للرئيس بالعبارات التاية التي ننقلها - كما هي - لكي لا نفسد المعنى بقلة حيلتنا في التعبير عنها ، يقول الباز : (ويكون بذلك البشير أول رئيس في تاريخ السودان الحديث يطل على القرّاء من خلال صحيفة محترمة تحترمها النخبة وكل المثقفين، وهي مؤثرة في الرأي العام بأكثر من صحف أقرباء الرئيس (الرأي العام والأخبار). إضافة لذلك سيدي الرئيس نحن أفضل صحيفة تسدد مستحقات كتابها (يا جماعة خلُّوها مستورة) في وقتها ونترك تفاصيل العقد للسيد عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي لسيادتكم. ما رأيك يا عماد؟ على العموم أرجو أن يرى الرئيس هذا المقال باكراً قبل أن يدخل عليه الفريق بكري فيُعكّر مزاجه. يا عماد ستدخل التاريخ إذا أقنعت الرئيس بالفكرة. ليكن المقال الأول في الثلاثين من يونيو.. سيدي الرئيس دع الخيال يتحقق.) ويمضي عادل الباز ليشرح دواعي الفكرة ( الخيال ) ومبرراتها فيقول – اطال الله عمره : (رؤية السيد الرئيس للقضايا التي يعيشها السودان وكيفيَّة المخارجة منها والتعليق على التطورات الجارية على المستوى العالمي من الأهمية بمكان أن يفرد لها الرئيس جانباً من وقته ليُطْلِع الشعب والمراقبين مباشرة على رؤيته عبر الكتابة بالصحافة، وهي الأداة الأكثر تأثيراً الآن في الرأي العام.) ثم يقول (تميَّزت صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية بأنها من أهم الصحف التي يكتب فيها الرؤساء الأمريكيين،). من حق الصحفي عادل الباز ان يستنبط افكار مبتكرة للترويج لصحيفته ، ولكن كان عليه ان يدرك – وهو يفعل ذلك – ان القارئ يملك من الذكاء نفس المقدار الذي يملكه عادل الباز ومن يحتفي بكتاباتهم ان لم يكن اكثر ، فالرئيس – اي رئيس - لا يشرح خططه السياسية ولا مبررات قرارته التي يتخذها بمقالات صحفية ، ولم يشهد التاريخ لرئيس دولة كتب مقالات بهذا المعنى ، ولا ادري ان كان حديثه عن الرؤساء الامريكيين قد جاء من باب فتح شهية الرئيس عمر البشير ام انه لم يقرأ تلك المقالات ، فلم يسبق لرئيس امريكي ان كتب مقالات من هذا النوع ابان توليه الحكم . اما الرئيس البشير فقد قال وفعل خلال اكثر من عشرين عاما ما جعلنا – نحن معشر القراء – نرى الشمس بالنهار ولا نحتاج لمزيد من ايضاحاته عبر الصحف . كان الاولى ان يحتفي عادل الباز باسماء كتاب حقيقيين ممن يكتبون بصحيفته – المقروءة فعلا - من امثال فتحي الضو ومصطفى البطل وغيرهم ممن اثروا الفكر ووالوجدان ، اما البشير وياسر عرمان والصادق المهدي وحاتم السر فنستطيع الحكم عليهم بالف طريقة ليست الكتابة في الصحف واحدة من بينها . اما " الاحداث " – الصحيفة - فنشفق عليها مادامت قد اختار لها صاحبها هذا الطريق المهين في الترويج . من حق عادل الباز ان يسعى ليكون مثل هيكل لعبدالناصر ، ولكن هذا الطريق سيوصله الى ما وصل اليه عطوان مع صدام ، فهذه اهانة لقراء صحيفة محترمة ارجو ان يسحبها ويعتذر عنها عادل الباز ويسعى لاستنباط طرق اخرى لزيادة المبيعات حتى لو كانت ( اشتري نسخة وخذ الثانية مجانا ) و... قليل من الرزانة مطلوب حتى في الخيال . سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر [email protected] : ، ( لكتابات الرؤساء والزعماء السياسيين في الشؤون السياسيَّة والاقتصادية اليومية أهمية خاصة لأنها تكشف عن الطريقة التي يفكر بها الرؤساء وتبني جسوراً مع القراء، الذين هم الشعب، وتلقى كتاباتهم اهتماماً بالغاً من المراقبين كونها تشرحُ بطريقة مفصَّلة ومنطقيَّة كثيراً من حيثيات القرارات التي يتّخذها الرئيس ) انتهى كلام عادل الباز ، ثم يمضي فيقول ان الرؤساء الامريكيين – دون الحكام العرب- هم الذين يخاطبون