هناك قصة طريفه تحكي عن أحد أعمامنا ، أمتطي حماره بعد أن تعشي في ليلة غاب فيها القمر قاصداُ قرية أخري تبعد عن قريته مسافة لاتتجاوز ثلاثة كيلومترات ، بعد أن قطع نصف المسافة بين القريتين ضل الطريق ، وأصبحت المعالم التي اعتاد عليها في كل مرة غريبة عليه كانه في قارة أخري ، وشلت حركة التفكير لديه وظلت عيونه شاخصة دون تمييز وتحديد أين هو ألان ، وأصبح يوجه الحمار يمينا ويساراُ حتي تعب وترك امر القيادة (للحمار) أجلكم الله . أصبح يسير دون هدي الي ان عاد به الحمار الي منزله في قريته مرة أخري لان الحيوانات تصيب في كثير من المواقف بينما نخطئ نحن البشر ، فاذا أهل بيته يصحون علي صوت عمنا وهو يقول السلام عليكم أهل البيت ، يا جماعه أنا راجل ماشي درب ، البلد دي وين ؟ و المؤذن ينادي الي صلاة الفجر . وأنا اتستحضر هذه القصة وجدها تعبر تماما عن خط سيرنا كدولة منذ جلاء الاستعمار طيب الذكر ، حيث لا تجد أحد من عامة الناس الا ويشكر لك الانجليز وكيف كانت الامور تسير في عهدهم من دقة في المواعيد ونظام في كل شئ ، الفترة التي ضاعت منا في السودان منذ الاستقلال مع أحترامنا لقادتنا (وليس التشبيبه هنا يحمل اي نوع من التوريه ) إنما قصدنا التوهان السياسي والعوده الي نقطة الصفر التي بدائنا منها دون الاعتبار بالمحطات التي مررنا بها منذ الاستقلال وقبله بقليل بداً بمؤتمر الخريجيين والمائدة المستديرة التي وضعت قضايا هامة تخص مستقبل الوطن علي طاولة النقاش ، في كل منعطف تمر به البلاد يعقد فيه مؤتمر ويتجمع سياسيينا للحوار ، يتم مناقشة كل شئ مع الاهتمام الخاص منهم علي بند تقاسم السلطه ، حفاظاً علي مقاعد لهم ، والمواطن والوطن يذهبا الي الجحيم . وقد أصبحنا في هذه الحلقة المفرغة ، التي تخرج لنا نفس العقليات بوجوه جديدة مع بعض الاستثناءات بالطبع ، حيث هنالك نفر من قومي حريصين كل الحرص علي مستقبل البلاد والعباد ، لكن من اين تاتيهم الفرصة ، مع من أصبح محترف في الوصول الي شباك السلطة مع اللعب في كل التشيكيلات ولبس جميع الشعارات مهما تغير الفريق، سبحان الله مقدرات اللهم لاحسد ، فتجد من كان يعمل مزارعاً أو موظفاً بسيطاً يتحول الي نائب يمثل المواطنيين وينوب عنهم ويتحدث باسمهم ويحثهم علي العمل لاننا في منعطف خطير ويصبح هو من تاريخه عاله علي الامه السودانية ، لايعمل ويتفرغ للعمل السياسي مع بعض السمسرة في توظيف علاقاته بالتنفيذيين ، هل اصبحت الوزارات طريق الي فاقد للايدي العامله في بلاد المليون ميل . منذ ان خرج علينا السياسيين بمصطلح حق تقرير المصير وهنا تحضرني طرفة بان أحدهم كان علي خلاف بزوجته وهي بنت عمه يريد أن يطلقها لكنه يحجم عن ذالك تحت ضغوط الاهل ، سال احدهم يا أخي تقرير المصير ده شنو ؟ فظل يحكي له بالتفصيل الممل عن تقرير المصير وهو شارد الذهن ، وبعدها يرد عليه بشكل مفاجئ يا أخي ما بلقي لي فرقه فيهو مع بنت عمي دي ؟ سيظل الحوار بعيد كل البعد عن راي المواطن العادي في نهاية الامر يريد السياسيين أفساد وتغبيش الصورة الوحدوية للسودان ، اذا تركوا الامر لاصحاب الوجعه من منظمات مجتمعيه أخري في الجنوب السلاطيين والمكوك مع مساعدة اخوتهم من الشمال دون تدخل من الخارج سوف يحدث حراك قد يؤدي الي الوحده أو انفصال مع المحافظه علي جيره هادئه لا قتال علي مساحة أرض لا تساوي قطرة دم من مواطن في الجنوب أو الشمال ، حيث النفس البشرية قيمه والدنيا كلها خلقت له . يلح علي سؤال الي أي دوله سوف ينضم قطاع الشماشة العريض الذي أفرزته لنا السياسات الخرقاء علي مر السنيين من حروب وصراعات قبلية وضغوط إقتصادية ، كان ثمارها خروج قبائل الشماشة ،أقترح بان تشكل الحكومه لجنه للنظر في كيفية تمثيلهم في السلطة سيما انهم أصبحوا عدد لا يستهان به ، بالطبع هذه فرصة لا تعوض كي يتبناها أحد الاثرياء ويمثل الشماشة وينال وظيفة دستورية ، وكله في الاخر حصانه ومخصصات وزيادة بزنس . E.mail:mhmdbelal @yahoo.com