يقصد بالتقنية إستخدام الوسائل الحديثة في إنجاز العمل. كما يقصد بتنقية العمل الإداري, تثوير العملية الإدارية , لكي يعمل الجهاز الإداري بالكفاءة و الفعالية المنشودتين. التقنية Technology مفهوم قديم, تطور عبر الزمن, بتطور الإنسان و إبتكاره للوسائل التي تعينه في أن يعيش حياته علي نحو أفضل. و علي سبيل المثال, فقد تطورت حياة الإنسان , من إستخدام المعدات التي يديرها بيديه, و تلك التي تديرها الحيوانات , إلي إستخدام الآلات التي تدار بالبخار. و يقال أن إختراع الموتور, في القرن الثامن عشر الميلادي, يمثل الفارق بين عصرين, عصر الثورة الصناعية الأولي, وما قبله. و أن إختراع الرقائق السيليكونية Microchips , في النصف الثاني من الخمسينات الماضية, قاد إلي حدوث الثورة الصناعية الثانية, و التي تمثلت في إختراع جهاز الكمبيوتر, و الذي أحدث بدوره نقلة نوعية هائلة في حياة البشرية, قادت إلي الثورة الصناعية الثالثة , التي تعيشها البشرية, و هو عصر المعلومات و الإقتصاد الرقمي. حين يتحدث الناس عن إستخدام نظم التقنية الحديثة في إنجاز العمل, فإنهم يشيرون إلي ثلاثة مراحل , مرت بها إستخدام هذه التقنية, و هي : 1/ مرحلة الأتوميشن Automation : و يتم في هذه المرحلة إستخدام الحاسب الآلي في إنجاز بعض المهام البسيطة, مثل إستخدام الحاسب في إعداد الحسابات , و الطباعة, بدل الإسلوب اليدوي في إعداد هذه الحسابات, و بدل ماكينة الطباعة القديمة التي كانت تطبع بطريقة Hammering, أي ( كو ... كو ) و ما ينتج عنه من إزعاج و تلوث للبيئة, حسب ما يقول به أنصار حماية البيئة. الكاتبة آسيا رمضان, كانت تتمتع بمهارة فائقة في الطباعة, و لكن عندما تمل من الطباعة تنقنق, و تقول : لينا تلاتين سنة و رابطين في جي ! آسيا كانت أقدم موظفة في الوزارة,بدأت عملها في عام 1962م, و هي من خريجي الوسطي القديمة, و كانت موظفة متمردة, أي تدخل الساعة عشرة, و تخرج الساعة إطناشر. و عندما يسألها المشرف, تثور و تقول : يا خي لينا تلاتين سنة في جي ... بس راجين معاشنا! و معلوم أن من ميزات هذا الجهاز, أي الكمبيوتر, قدرته علي حفظ البيانات في ذاكرته, و إستدعاؤها عند الحاجة, و إمكانية تعديلها متي ما نشات الحاجة إلي هذا التعديل. 2/ مرحلة ترشيد العمل الإداري Rationalization : و تعني هذه المرحلة, إكساب العملية الإدارية مزيداً من الكفاءة, عن طريق إعادة تصميم بعض العمليات الإدارية و تبسيط الإجراءات من أجل إنسياب العمل و إختصار الوقت و تقليل التكلفة, و مثال هذا ما يحدث في أعمال البنوك, حيث حلت التقنية محل العمل اليدوي في إنجاز كثير من العمليات المصرفية, مثل السحب و الإيداع بواسطة أجهزة الصرف الآلي. 3/ مرحلة إعادة هندسة العمليات Business Process Re-engineering ( BPR) : و يسمونها إختصاراً ( الهندرة ). و تعني هذه المرحلة, ثورة في الإدارة, أي نبذ الأساليب القديمة في التفكير و العمل . إن إعادة الهندسة, أو الهندرة تعني إعادة التصميم الجذري للعمليات الإدارية, من أجل إحداث نقلة نوعية في العمل و إكسابه الكفاءة و الفعالية المنشودتين. يقول خبراء الإدارة, أن الهندرة تعني تغيير الثقافة التنظيمية السائدة في المجتمع, و نبذ الأطر و الأساليب العتيقة للتفكير. أي أنه بدون حدوث تغيير في ثقافتنا التنظيمية Organizational culture لن تؤتي هذه الهندرة أكلها, كإسلوب يرجي منه تحقيق هدف ما. لقد دخل الكمبيوتر إلي بلادنا منذ سنين, و صار يستخدم في إنجاز بعض المهام , مثل الطباعة و إعداد الحسابات و غيره من المهام الأولية. لكن يلاحظ المرء في بعض الدوائر الحكومية و الشركات الخاصة, أن هناك ( كيمان ) من الورق بجانب أجهزة الكمبيوتر, و هذا يشير إلي أن هناك نظامين يعملان , أي النظام اليدوي, بجانب النظام الآلي , أي أن هناك إزدواجية في تنفيذ العمل Parallel running. و يعني هذا إزدياد تكلفة إنجاز العمل, و هدر الوقت , و تعطيل المصلحة. أي بمعني آخر لم تتحقق الكفاءة المنشودة من إستخدام الكمبيوتر. نحن في حاجة إلي أن نغير في ثقافتنا التنظيمية , من أجل أن نواكب إيقاع العصر الذي يتسم بالسرعة و إزدياد وتيرة التطور التقني كل حين. رشيد خالد إدريس موسي الرياض / السعودية