العلاقة بين شريكى الحكم فى السودان فى ظل التحديات القائمة ونظرة مستقبلية لمابعد الانفصال المتابع للعلاقة السياسية بين شريكى الحكم فى السودان المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان يلاحظ مدى التراجع الواضح فى تيرمومتر الاحداث المشتركة بينهما . الحركة الشعبية حزب انشئ حديثا بموجب اتفاقية السلام الموقعة عام 2005 فى نيفاشا بنيجيريا . اما المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم فى السودان والفائز بالاغلبية فى الانتخابات التى اجريت اخيرا فهو نتاج انشقاق الحركة الاسلامية فى السودان بعد وصولها الى الحكم عبر طريق الانقلاب العسكرى لثورة الانقاذ الوطنى على الديمقراطية الثالثة فى عام 1989م. وبموجب اتفاقية السلام التى ابرمت فى نيفاشا فقد انتهت الاتفاقية اطول حرب فى تاريخ السودان , وقد اشتملت هذه الاتفاقية على عدد من الملفات الساخنة التى كانت من عوامل الحرب بين جنوب السودان و شماله كالتوزيع العادل للثروة و السلطة, وحق تقرير المصير لشعب جنوب السودان .فاصبحت هذة الملفات تمثل حجر الزاوية للعلاقة القائمة بين الشريكين , والتى اصبح المراقبون يوصفونها بالمتارجحة . فملف الثروة تم الاتفاق علية بعد جهد جهيد ومخاض عسير من الجانبين . تتطرق الحركة الشعبية من جانبها فى جميع المناسبات الى عدم المامها بملف البترول رغم انها شريكة في الحكم . أما الملف الثانى السلطة فقد فصلت فيه الاتفاقية بان يكون للجنوب حكومته الخاصة اضافة الى نسبة تمثيل فى الحكومة الاتحادية كوزراء او وزراء دولة باحد الوزرارت الاتحادية وولاة للاقاليم . إن اتفاقية نيفاشا للسلام الموقعة فى 2005 ألزمت شريكى الإتفاقية المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان ببذل كل الجهد لتعزيز خيار الوحدة، وهو التزام ما يزال الطرفان يكرران التمسك به , ولكن كثيراً من المراقبين في الداخل والخارج يشعرون بقلق لو أن الاستفتاء أجري تحت ظروف الصراعات القبلية الحالية التى يعيشها جنوب السودان , حيث تحدثت بعض التقارير الغربية أن تصاعد أعمال العنف العرقي الذى أسفر عن مقتل مايزيد عن 2500 وتشريد 350 ألفا عام 2009م، حسب احصائيات أصدرت بواسطة منظمات دولية تعمل في مجال الإغاثة وباحثين أجانب أجروا دراسات ميدانية فى جنوب السودان. والذى اصبح الان غاب قوسين او ادنى من الانفصال والذى يعتبره المراقبون هو المحك الحقيقى لمايسمى بحكومة الوحدة والوطنية. تاتى خطورة الموقف من التصريحات العلنية لبعض الاعضاء البارزين فى الحركة الشعبية امثال باقان اموم الامين العام للحركة و المسئؤل عن حملة سلفاكير ميارديت الانتخابية التى جرت فى جنوب السودان, وهناك بعض الاصوات والمجموعات التى تنادى فى الشمال علنا بعدم رغبتها فى بقاء الجنوب ضمن السودان الموحد فهناك منبر السلام العادل الذى يقودة الصحفى الطيب مصطفى, هذا المنبر اشتكى منه معظم انصار الوحدة من الجنوب والشمال ويتهمونه بتوسيع الهوه بين الشمال والجنوب. اما الجنوبيون الذين يدعون الى الانفصال يدللون بعدم وجود قواسم مشتركة بينهم وبين الشمال العربى الاسلامى , فهم شعب له ثقافاتة ودياناتة المختلفة , وان خيروا فهم مع الانفصال لينعموا بدولة الرفاهية التى يحلمون ويحسوا فيها بانهم مواطنون من الدرجة الاولى, وليس الشمال الاسلامى الذى يقيدهم بقوانينه الاسلامية ويعاملون فيه بانهم كمواطنين من الدرجة الثانية. اما المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم فقد أصبح يدعو لخيار الوحدة فى كل منابره مما يدلل على أن خيار الوحدة هو خيار إستراتيجى له بالرغم من الدعوات, ولكن بعض الأطراف ترى أن على المؤتمر الوطنى أن يقدم الكثير لتعزيز خيار الوحدة وبناء الثقة بينه وبين شريكه فى الحكم الحركة الشعبية, حيث تدل كل المؤشرات أنهما أصبحا القوة الرئيسية التى تتحكم فى السلطة والثروة فى السودان , كما يرى بعض المحلليين أن على الحركة الشعبية نبذ الخطاب الإنفصالى لأنه ليس خيار كل شعب جنوب السودان . وان يدعموا الوحدة كخيار اول كما جاء فى الاتفاقية ويتركوا شعب جنوب السودان يختار بارادتة وحدة طوعية او انفصال تترك فيه العلاقة بين السودان الشمالى والجنوبى على اساس الحقوق وحسن الجوار بين الدولتين مع اننى اشكك فى ذلك . وإذأ القينا رؤية لمابعد الإنفصال فلعواقب كثيرة مشتركة ومتشعبة ليتم الاتفاق عليها العملة , والبترول , الحدود المشتركة , القبائل الرعوية المتادخلة بين الطرفين ...الخ . وحسب رأى المتواضع فلندعهم يختارون بارادتهم فان اختاروا الوحدة فمرحبا بهم اخوة اعزاء وهذ ما اشكك فيه انا برائى المتواضع , وان اختاروا الانفصال فهنيئا لهم دولتهم الجديدة. ولكن التساؤلات التى تطرح نفسها فى الوقت الراهن هل يدرك القادة الجنوبيون ماينتظرهم إن نجحوا فى تاليب الجنوبيون على الانفصال ؟ الجنوب حتى الان لم يشهد تنمية بالصورة المتوقعة من طرق ومستشفيات وتعليم وبنية تحتية كما كان متوقعا وخير شاهد ودليل على ذلك الجماهير التى غادرت الى الجنوب فى مايسمى بالعودة الطوعية وعودتهم وهم ساختون على السياسين الذين خدعوهم بان الجنوب صار جنة الله فى الارض . اما المشاكل العرقية والقبلية بين القبائل الرعوية فى المرعى والنهب والسلب تشكل خطرا وقنبلة موقوته لحكومة الجنوب وساعد على ذلك وجود السلاح فى ايدى معظم الناس , اضف الى ذلك تمرد بعض قادة الجيش الشعبى لتحرير السودان سؤا كانت بدوافع التهميش او الشعور بالظلم وحتى العنصرية القبلية .فتمرد الجنرال اتور والعقيد قاى خير دليل على ذلك. إبراهيم عبد الله السعودية ينبع 19/6/2010 Ibrahim Abdallah [[email protected]]