إن فوكس شداد يجلس على سدة الحكم الرياضي أكثر من عقدين من الزمان من القرن الواحد والعشرين وهو القرن الذي اختلفت فيه موازين كثيرة، ومنها مبادئ الإدارة في ظل ثورة تكنلوجية معلوماتية لم يعد للعنصر البشري فيها الدور المؤثر كما كان في السابق. الكرة السودانية (بشهادة الشيخين) أصبحت بعيدة كل البعد عن آلية التطوير ولم تشهد أي تطور أو إنجاز ومنتخبنا دائماً يخرج بخسائر مذلة من كل المنافسات في عهد العالم شداد الذي لا يهتم ولا يعبأ إلا باللحظة التي يعيشها مهما كانت الخسائر التي جناها حتى لو لم يذكره التاريخ بأي خير فهو لا يعطي أذنه لأحد و ورغم كل ذلك من دون حياء وخجل يطالب بإستثنائه لولاية ثالثة. رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم جانبيير إسكاليت تقدم باستقالته منصبه وأعلن تحمله المسؤولية كاملة بعد توديع منتخب الديوك لكأس العالم 2010 من الدور الأول وفشله في الفوز بأي مباراة خلال سباقه مع جنوب إفريقيا وأوروجواي والمكسيك، حيث أنهى مشواره في البطولة متذيلاً المجموعة الأولى كما أعلن الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان حرمان المنتخب من المشاركة في أي مسابقة خلال عامين بسبب تواضع نتائجه في المونديال وتذيله المجموعة الثانية برصيد نقطة واحدة خسارة أمام الأرجنتين صفر/1 ثم اليونان 1/2 وتعادل مع كوريا الجنوبية 2/.2 وذلك من أجل وضع الأمور في نصابها. لا زالت القيادات الرياضية لدينا تتمسك بمبادئ خاطئة منها رفض التغيير والتجديد وهو شعار الجيل الحالي الذي أصبح يواجه تحديات كبيرة وأخطرها فكر موروث يرفض أي جديد ويقاتل بك الوسائل من أجل المناصب ويرفض طرح الثقة في الكفاءات الشابة، وبالتالي لا يهم هؤلاء الديناصورات أن نتأخر ونتخلف عن الركب الذي يسير بسرعته القصوى بينما نحن نرزح في أعماق الجهل والتخلف الذي يساهم في تكدس الكفاءات من الكوادر الشابة التي تحمل فكر متقد ومتجدد وإحراقها وتوقف طموحاتها وتطلعاتها نحو التجديد والتطوير كل ذلك لا أهمية له في سبيل بقاء الدينوصورات في مناصبهم محنطين وكأننا في متحف الشمع بلندن فالأسماء هي الأسماء قبل عشرون عاماً أو أكثر لا جديد ولا تغيير إلا لمن أختاره الرفيق الأعلى وللأسف الشديد هذا التوجه الذي نراه الآن في كل القطاعات الرياضية وخاص في اتحاد كرة القدم والاتحادات المحلية والأندية. بعد كل هذه الإخفاقات وارتال المعوقات التي خلفها شداد ومن معه بدلاً من محاسبته نجد دائماً السيناريو يتكرر كثيراً أمامنا بحجة عدم وجود البديل ويسعى البعض مع الجهات المسؤولة لإيجاد إستثناء له لولاية ثالثة فكل من يساهم في إستثناء شداد لولاية ثالثة سيكون مشاركاً في تشييع الكرة السودانية إلى مثواها الأخير. وختاماً لن تتطور الكرة السودانية إذا لم يتم التغيير والتجديد وتقلد الكفاءات الشابة للمناصب القيادية في مؤسساتنا الرياضية التي تحتاج إلى بيئة ديمقراطية توفر لها سبل النجاح وتتم المحاسبة لكل من تسبب في هذه الأزمة المتواصلة التي أدت إلى تتدهور الكرة السودانية.
