لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة .. عرض: آدم جمال أحمد – سدنى
نشر في سودانيل يوم 10 - 07 - 2010

هل يسعى عبد العزيز الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة (فرق تسد)
الحلقة ( ۳ – 5 )
عرض: آدم جمال أحمد – سدنى
تحدثنا فى الحلقتين السابقتين ( الأولى والثانية ) .. عن أحداث عملية الفصل لأعضاء وقيادات الحركة الشعبية السياسية والتنظيمية بجنوب كردفان/ جبال النوبة ، والتى توحى بأن الحركة الشعبية فقدت منطق الحوار داخلها .. ورفعت عصا الإرهاب في وجه أصحاب الآراء داخلها ، لدرجة أوصلت التحقيق معهم وإتخاذ إجراءات ضدهم وفصلهم عن الحزب في إجراءات أشبه تماماً ب (الفصل التعسفي) أو الإحالة ل (الصالح العام) التي إتبعتة الإنقاذ مطلع أيامها .. وخاصة أن هذا السيناريو تناولتها معظم الصحف السيارة وبعض الفضائيات ، والذى جاء للأسف من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ( الحركة الشعبية بجبال النوبة ) ، ولكن فى هذه الحلقة الثالثة من مقالنا سوف نحاول الإيضاح وكشف القناع عن ما جري في الحركة الشعبية بجنوب كردفان من خلال إستعراضنا لمقال الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان .. وآخرين من المفصولين الذين لزموا الهدوء في محاولة إنحناء منهم لمرور العاصفة ، إلا إن الهياج والشوشرة والتهريج والهرجلة من البعض لم يفسح مجالاً كثيراً للحلم والإحتمال ، خاصة بعد نزول عبدالعزيز الحلو بنفسه إلى حلبة الصراع متخلياً عن دور القائد وحكمة القيادة ووصفه لهؤلاء الذين تم فصلهم .. ب (السرطان) .. و(المخربين) .. و(أسباب البلبلة في الحزب) ، ورصداً للحقيقة والحيثيات المجردة لا بد لنا أن نستمع الى الطرف الأخر من الذين تم فصلهم عن الحركة .. كاتب هذه السطور: الأخ .. وزميل الدراسة الصحفى عمر منصور فضل .. مرشح الدائرة الجغرافية (17) الكرقل دلامي هبيلا الولائية المؤجلة .. وأحد القيادات التنفيذية المفصولة عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان حيث يقول الآتى: ...
..(إذا سنحت لك الفرصة لترصد أكثر الألفاظ والتعابيرالمستخدمة في أوساط الإعلام سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية لوجدتم إن أكثر التعابير إستخداماً هي .. الحرية .. والديمقراطية .. والتحول الديمقراطي .. والبعض يظن إن كثرة الإستخدام ما هي إلا دلالة على وضوح المعنى وثبوتيته ، ولكن من يتحدث بهذه التعابير يفلسفها بالطريقة التي يريد ويلويها ويمطها ويشدها ويقصرها على مقاسه ، لقد فلسف البعض موضوع الديمقراطية والحرية بدعوى إن هناك مفاهيم مختلفة لها ، ولكن الحرية والديمقراطية واضحتان حتى للأعمى ومعصوب العينين في حالك الظلام .. من المفترض أن يقول الإنسان كل ما يريد من دون خوف أو تخويف ومن دون رهبة أو إرهاب ، هذه هي الحرية ودون ذلك كذب وبهتان!! والديمقراطية صراع ، نعم صراع .. إنها صراع الأفكار والآراء ، وفي هذه المعركة لا يسقط صريعاً إلا ردئ الأفكار وغضها ، ولا يجرح فيها إلا ضعيف الفكر وهزيله ، ولا ينتصر في هذا الصراع سوى قوي الأفكار وصحيحها !!) .. (إن الأحزاب الديمقراطية تحمل في داخلها بذرة فناء الديمقراطية ، وهي التي تدعي إنها تمثلها وأولى على الأقل تحمل إسمها ، وذلك إن خطة الأحزاب لا تمارس الديمقراطية داخل دهاليزها وإنما تجعل الديمقراطية المطية التي تركبها للوصول إلى الكرسي ، وهذه الأحزاب تجعل المثقفين هم (المرتزقة) الذين يخوضون حروبها بالوكالة عنها ولايجدون من المغنم حتى الشكر الخجول ، وإن تجرأ المثقف يوماً بفتح فاه ناقداً أو منتقداً الحزب فإنه يصبح محكوماً عليه بالنفي داخل الحزب أوعزله إن لم يكن طرده ....)!!!!! .. الكلمات أعلاه بكامل حروفها وعلامات ترقيمها بما في ذلك النقاط والشولات وعلامات التعجب عدا الأقواس وعلامات التعجب الخمسة الأخيرة سطرها قلم الأستاذ صلاح جاموس في مقاله (مُدّاح في حضرة السلطة والحزب!!) بجريدة (رأي الشعب) ، أحد أعداد الأسبوع الأول من يناير !!!!!..
ويقول الأستاذ فايزالشيخ السليك ب (أجراس الحرية) ، الأربعاء2۰/1/2۰1۰م ، في عموده المقروء (فضاءات) متحدثاً عن الدكتاتوريين والمستبدين والطغاة : (هؤلاء المستبدين يسعون إلى إستئصال البارزين من الرجال وأصحاب العقول الناضجة ، لأنه ليس من عادة الطاغية أن يحب رجلاً ذا كرامة ، رجلاً شريفاً ذا روح عالية ، لأن الطاغية يدعي إنه يحتكر لنفسه هذه الخصال الحميدة ومن ثم يشعر إن أي إنسان شريف صاحب كرامة أو بارز يزاحمه في ذلك أو إنه يحرمه التفوق والسيادة ، ويعتبره إعتداءاً عليه ويلجأ إلى إشعال الحروب دائماً بهدف إشغال رعاياه ....) وكلمات أستاذ فايز السليك أعلاه أيضاً كما جاءت بعموده بكامل حروفها وعلامات ترقيمها ما عدا الأقواس والنقاط الأخيرة !!!!! .
لكن بربكم ، وعليكم الله ، يا رفاقي في الملايو وفي باندونق الفتية ، هل رأيتم تعبيراً أفصح وأبلغ من هذه في توصيف وتصحيف حال الحركة الشعبية بجنوب كرفان/جبال النوبة بقيادة قائدها الحالي (العزيز) عبد العزيز آدم الحلو!!.. بربكم ، وعليكم الله ، هل خطر ببال أحدكم كلمات أدق وأحق وأصدق من هذه لتعبر عن سر وحقيقة وواقع ما يجري داخل الحركة بجنوب كردفان/جبال النوبة ، نعم أعني جبال النوبه التي لم تعد بها نوبة .. ولكن .. هل قلتم يوجدون .. نعم يوجدون طالما قلتم ذلك .. يوجدون .. !! .
.. هياج وهتاف و(كروراك) كثير(ومثيروخطير) ملأ الساحة الإعلامية مؤخراً من طرف واحد إنفرد بالضجيج في الساحة على طريقة: أقيف في الساحة وأشيل مفتاحاً ، لكون إن إصدارالخبر وترديده وضخه وتحليله والتعقيب عنه وعليه ... إلخ جاء من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ، وهو ما تناولته الصحف السيارة والإليكترونية وبعض الفضائيات منذ السبت 2 /1/2۰1۰م عن فصل عدد من أعضاء الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان ، وفي البداية ، رصدا للحقيقة والحيثيات المجردة نشير إلى إن الأحداث بدأت كما يلي :
* في ثالث أيام عيد الفطر المبارك المنصرم .. نعم المبارك ، كان هناك برنامج طقوسي لقبيلة كادقلي بإسم (معايدة قبيلة كادقلي) يقام سنوياً في أيام العيد ، وفي أثناء فعاليات المناسبة بحي حجر المك (مدينة كادقلي) ، في ثنايا كلمة ممثل القبيلة ورد تعبير ملخصه إن الحركة الشعبية لم تنصف كادقلي وتجاهلت تأريخ نضالها الطويل مع الحركة ومساهمتها بقائمة طويلة من قيادات ورموز وشهداء الجيش الشعبي والحركة الشعبية بدءاً بالقائد الرمز يوسف كوة مكي ، والقائد المناوب (حينها) الشهيد عوض الكريم كوكو تية ، والقائد المناوب (حينها) محمد توتو ومولانا الرائد سمير بابور كوة ... إلخ .
* قيادة الحركة الشعبية التي حضرت المناسبة بزعامة عبدالعزيز آدم الحلو تململت من الخطاب وإستنكرت صيغته وإعتبرته مؤامرة من أبناء كادقلي بالحركة الشعبية لإحراج عبدالعزيز وإنتقاد تشكيلته الحكومية الأخيرة التي جاء في غالبها بأبناء قبيلة وجهة جغرافية معينة (حوالي ۳6 من المناصب العليا).
* على خلفية ذلك إنعقد إجتماع بفعاليات محلية كادقلي بعد حوالي إسبوع من الحدث بمباني سكرتارية الحركة الشعبية في الولاية دار فيه نقاش عنيف وعنيد بين عبدالعزيز الحلو وقيادات المحلية بحضور عدداً من وزراء ومستشاري وبرلمانيي الحركة الشعبية تحدث فيه (الحلو) بنبرة شديدة اللهجة حملت الكثير من الوعيد والتهديد بأنه كرئيس للحركة الشعبية في الولاية لا يسمح لأحد أن يملي عليه أو يسيّره ، ولا يقبل التهديد بالجماهير والإبتزاز من أحد ، وإنه لا يوجد رئيس حزب في الدنيا يستشير أحداً لتسيير شئون الحزب!! علامات الإستفهام من عندي ، الكاتب وإن هذا الكلام الذي تم تداوله لن يمر بدون تحقيق ومحاسبة ، وبالفعل منذ الإسبوع الثاني من أكتوبر بدأت موجة من لجان التحقيقات والمحاسبة شملت عدداً كبيراً من قيادات ورموز أبناء كادقلي بالحركة الشعبية لمساءلتهم حول أقوالهم في المناقشات التي دارت في إجتماعهم مع (الحلو) وحول بعض البيانات الناقدة التي أعقبت ذلك .. لكن (موجة) الإتهامات و(موضة) التحقيقات والملاحقات بالمحاسبة و(فوبيا المؤامرة) تمددت بشكل عشوائي (تقابض من طرف) لتشمل ما لا يقل عن (48) عضواً من الحركة الشعبية (في أغرب ممارسة تنظيمية لرئيس حزب في الدنيا!!) سنسرد لاحقاً بالتفصيل قائمة الإتهامات ، وطريقة إجراء التحقيقات والمحاسبة وإصدار ونشر العقوبات ، ومن شملهم ذلك ، دحضاً للإفتراءات والتلفيقات والخزعبلات التي سار بها ركبان (المبرراتية) ومفسري رسائل البلاط .
مع بدء الأزمة ، ومحاولة تسويقها بذلك ال (كم) الهائل والمهول من الهياج والغوغائية والجهل السياسي والتنظيمي والإداري أطلقنا الدعوة للجميع بأن دعونا ننحني لا أن نركع أمام العاصفة حتى تمر وتعود إلى سماء الحركة الشعبية صفاؤها وعافيتها ونقاؤها ، ويهب النسيم الهادئ إلى النفوس والوجدان ، لكن (ما حيلة المصلوب في المسمار) وكيف العمل لمن (ألقوه في اليم مكتوفاً وقيل له إياك إياك أن تبتل بالماء) .. وكيف لنا وبغاث الطير في سفح الجبل ومنحنى الوادى أطلقو شقشقات الشوشرة والإزعاج والتهريج والهرجلة فرحاً بهذا العبث ، وكيف لنا الصبر على العاصفة أمام هذا الهتاف الأجوف من فقهاء السلطان وبطانة السلطة ، وسدنة المعبد وحارقي البخور ، وماسحي الأحذية والجوخ من أمثال (السكرطير) و(الناطح الرسمي) و(شاعرالبلاط) وغيرهم من الإنتهازيين والإرتزاقيين الذين سنأتي لاحقاً أيضا بالتحليل للحالات النفسية لبعضهم ، والذين لا يجيدون إلا التمرغ في تراب أقدام (القيادة) وغسل أيدي وأرجل المسئولين و(المسعولين) و(المسعورين) .. وتقبيل أحذيتهم والعيش (مثل كل العوالق والطفيليات) على بقايا فتات الطعام من فم السلطة ، والذين في غفلة من الزمان إلتصقو مثل (القراد) والحشرات الطفيلية بجسد الحركة وقضايا جبال النوبة ليمتصوا من دمائها المتمثلة في الأتاوات وضرائب (الدقنية) التي تكبل العضوية لتذهب إلى جيوب ورفاهية من يتسمون بالقيادات ، وهي لا تفعل شيئاً حقيقياً سوى التبجح والتبجج بكثافة العضوية وضخامة الأهداف والآمال ، والذين عملوا وعولوا على أن تتحول هذه العاصفة العابرة إلى إعصار و(كتاحة) تدفن الحقيقة الأمر لا يترك لنا مناصاً من الإصرار على العمل بكل الجدية لأن (نستمطر) السماء ليغسل هذه الأوحال والأدران الكثيفة عن جسد الواقع والحقيقة خاصة وإن عبد العزيز الحلو نفسه تخلى عن دور القائد وحكمة القيادة وإنحدرإلى تولى مهام (زعيم الشلة) بإطلاق الألفاظ المسيئة والمشينة في المنابر العامة ضد الذين تم فصلهم من الحركة الشعبية ووصفهم بال (السرطان) .. (المخربين) .. (أسباب البلبلة في الحزب) ... إلخ ، و هؤلاء الذين تم فصلهم وكاتب السطور على معرفة وثيقة بغالبهم وغالب تفاصيل إستهدافهم رموز عريقين وأصيلين و(مؤصلين) من أبناء جبال النوبة ، ودخلو الحركة الشعبية راشدين وواعين ومدركين وبكامل إرادتهم وليسوا هاربين من خوف أو مأسورين بالقوة ، وسيظلون قبل وبعد ، داخل وخارج الحركة الشعبية ، رموزاً عريقين وأصيلين و(مؤصلين) ، وواعين ومدركين وبكامل إرادتهم!!. ، وإنتمائهم لقبائلهم ومجتمعاتهم ليست موضع مساومات سياسية أو تنظيمية ، لأنه الأساس الذي ينطلقون منه ..
إن محاولات التمويه والتتويه والتضليل لعضوية الحركة الشعبية والقيادة القومية والرأي العام حول الأزمة بإختزالها إلى مصلطح وهمي فضفاض إسمه (إن المفصولين إرتكبوا مخالفات ضد دستورالحركة الشعبية) .. أو (نازعوا القيادة) أو (خالفوا المواد...) دون أن يفسرأحد تلك المخالفات وماذا يقول عنها الدستور .. وفيما كان نزاعهم مع القيادة .. أو يقول أحد ماهي نصوص تلك المواد التي خالفوها .. وما هي حقيقة الإجراءات التي برهنت أو أثبتت هذه المخالفات .. إن هذا إدعاء غير موفق بأن (الآخرين) أغبياء جداً و(إنهم) في المقابل أذكياء جدا.. وهذا ما لا أعتقد أن أحدا يرضي به ان يكون .. إن أعراض (البلبلة) هذه ناتجة من عقدة (فوبيا المؤامرة) التي تعشعش في عقول البعض ويوحونها لعبد العزيز الحلو وأنصاره بأن هناك (مؤامرة) تحاك ضده لإفشاله وإبعاده عن الجبال وإن قيادات محددة وقبائل معينة هي التي تقود هذا الإتجاه ، وعليه أن يتغدّى بهم قبل أن يتعشّو به ، لكن الأيام ستكشف له بعد فوات الأوان إن المؤامرة كانت في الواقع من الدجالين والمنافقين الذين يتحلقون حوله ويشكلون له سياجاً سميكاً يعزله عن واقع الأحداث ، سيكتشف بعد فوات الأوان أيضاً بكل الأسف إن الذين حاول أن يتغدى بهم مبكراً ليسو من الطير الذي يؤكل لحمه ، وإنهم أيضا كانو أكثر من يعملون أن(يبنو) في جسد عبد العزيز الحلو (عضلات وريش) ليقود بها الحركة الشعبية وقضايا جبال النوبا بقوة وثقة وعزة إلى بر الأمن والسلامة ، ولم يكونو يتآمرون أو يأمرون أو (يؤمرون) لوليمة (عشاء أخير) به لأنهم ليسوا من صنف (البشرآكلي البشر) .. إن البعض يكونو قد ساقو(القائد) عبدالعزيز الحلو إلى (إنتحار سياسي) حين أوعزو له بأنه يمكنه أن يقود النوبة بالعصا والكرباج والتهديد والوعيد والمجالس العسكرية ، وبسياسة (يا تشربي يا أكسر قرنك) إذ لو كانت مثل هذه السياسة تنجح لهرب النوبا جميعهم من الجبال قبل أن يأتيهم عبدالعزيز الحلو من جراء ما حدث لهم أيام بيوت الأشباح و(خور العفن) و(ميدان الحرية الحمراء ) .. وما أدراك ما ميدان الحرية .. ونتمني ونأمل من هؤلاء الذين إستمرأو أن (يصبّو الزيت) في نار الفتنة بأقوال مثل (الموضوع بعد دا يرجع جيش بس) .. بل وتطوير القول إلى فعل بإطلاق الذخيرة الحية على الأفراد المدنيين العُزَّل أثناء تحقيق تنظيمي مثل الكلاب او القطط الضالة ، وهؤلاء (أي المتحدثون عن الجيش) لم يدخلو يوماً ميداناً للجيش حتى في حصص ( الكديد) المدرسية !! .. ولماذا التخندق خلف الجيش في العمل السياسي ، ومعلوم إن الجيش الشعبي ليست مليشيات لقبيلة معينة ، ولا (قوَّات خاصة) بعبد العزيز الحلو .. إن الجيش الشعبي حسب ما نعلم جيش قضية وجيش برنامج فلماذا يريد البعض الزج به في صراع (داحس والغبراء) و(حرب البسوس) هذه ؟!.. إن ذلك ببساطة لأن هؤلاء لا ينظرون إلا تحت مواطئ أقدامهم ولا يقرأون التأريخ ولا يتعظون من تعاقب دورات ودوران الزمان ، ودولات الأيام .. فمثلما إن الديكتاتورية لا تعالج إفرازتاتها إلا بمزيد من الدكتارتورية عبرآليات القمع الفكري ، وقهر الآراء ، فإن الديمقراطية لا تعالج إفرازاتها إلا بمزيد من الديمقراطية عبروسائل الشفافية والمحاسبية والتحاوروالتواضع لسماع الآخر دون إفتراض أن يكون ذلك (الآخر) نسخة من (الأنا) ، والإستماع الجيد والعودة لأسس المشكلات دون الإكتفاء بالظواهر والنتائج والإفرازات ، وإفساح المجال للبحث الجماعي عن الحلول بعيدا عن نظرية الراعي الأوحد والقائد الملهم الذي تنام بين أصابعه السحرية كل الحلول .. إن ما إتخذه (العزيز) عبدالعزيز آدم الحلو الذي يقود تنظيم أشهر شعاراته (الديمقراطية ، الحرية ، الشفافية ، .... إلخ) لا يحتمل منه إلا تفسيرين :
إما يقر بأنه لا يزال حركة وقائد لهذا التنظيم بذات قيمه وأدبياته وشعاراته وبالتالي التحاكم والمحاكمة للجميع ومع الجميع وفق ما توافق عليه أعضاء هذا التنظيم في شكل مانيفيستو ، ودستوراً ولائحة أعمال مجلس تحرير ، أوعلى الأقل محتوى كتاب (منهج الأساس) الذي تم تدشين تدريسه بمجئ عبد العزيز آدم الحلو للولاية وتحت إشرافه المباشر .. أو الإعتراف بأنه يقود شيئا آخر وبالتالي يكون قد فقد شرعية التعامل مع عضوية الحركة الشعبية ليختار الآخرون طريقهم بغيره ، أو طريقهم معه بغير الحركة الشعبية .. إما إن يمارس نموذج المقولة الشعرية :
يا أيُّها الرجل المعلّم غيرَه هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
تصف الدواء لذي السٍّقام وذا الضنا ، كي ما يصِحُّ به وأنت سقيمُ
أرجع لنفسِك وأنْهِها عن غيِّها فإذا فعلتَ فإنّ ذاك عظيمُ
ويصر على جمع هذه المتناقضات ولا يقر أو يعترف بالخطأ ويصر على إنه هو الحزب وهو الدستور أو إنه فوق الحزب والدستور فهذا لا يمكن إذ لا يستقيم لشخص بأي حال أن يجعل الشعارات شيئاً مزاجياً ومطاطاً في يده يفسره حسب ما يشاء .. فإن لجان التحقيق بل حتى المحاكمات الميدانية أو الإعدامات وتعليق الناس على غصون الأشجار لا يمكن أن توقف مظاهر الإحتجاج والإمتعاض من الممارسات الخاطئة من القيادة لأن القهر والجبروت بأي حال لا يعني الحل حتى لو أدى للصمت والسكوت ، وإنما يعني (تغطية للنار بالعويش) وتأزيم وتعقيد للمشكلات وتأجيل الحلول ، إذ كان الحل بسيطاً ومتاحاً في وجهة نظرنا المتواضعة ووجهة نظر غالب عضوية الحركة التي نستطيع الإدعاء على إننا على صلة وطيدة وحميمة بها ، وهو إن الأجدي كان عمل لجان تقصي حقائق وليس لجان تحقيق ومحاسبة مثل ما يقتضي أي إجراء عادل ومنصف ومسئول خاصة في حزب كالحركة الشعبية لا يفتر من التشدق بشعارات (العدالة .. الحرية .. الديمقراطية .. المؤسسية .. الحكم الراشد ... إلخ) ، إذ كانت الأولي مهمتها التعامل والنقاش والتداول والحوار لجمع (معلومات) عن الأسباب والجذور (لأي شئ تمت التحقيقات بشأنها) ، بينما الثانية تعاملت مع (أشخاص) بغرض التبرئة أو الإدانة ، بل بغرض الإدانة بسبق الإصرار والترصد بكل أسف.
تنويه هام ومهم !! : لا يفوتنا أن نشير دائماً (في المنابر المختلفة) أن من أهم عبارات سكرتير الحركة الشعبية في كل خطاباته للمفصولين والمنفصلين من وعن حزبه بأنهم (لا يحق لك التحدث بإسم الحركة الشعبية في المنابرالمختلفة .. أو دخول دورها بأي حال ، لأي سبب من الأسباب ، في بعض الخطابات ) ، وذلك في محاولة إستباقية غير موفقة لقطع الطريق على هؤلاء في الوصول لعضوية الحركة وتمليكهم الحقائق ، وبالتالي الإنفراد بالتنويرات المضللة التي سمعنا عن بعضها مما لا يصلح معها إلا التعليق بأن (لا عجب ، ولا جديد) ، فهذا النوع من السلوك هو السر وراء ما يحدث في أوساط الحركة الشعبية ، وهذا ايضاً هو الفهم ، إذ يعتقد البعض إن الجدران الأربعة للسكرتاريات هي الحركة الشعبية ، وإن منابرالحركة الشعبية هي وسائل التنوير الوحيدة ، وعساه ، (وعله ، وليته ، وأتمنى أن) يكون مقدراً وعارفاً الفرق بين (الحديث بإسم الحركة الشعبية) و(الحديث عن الحركة الشعبية) !!..
ونواصل
سدنى – استراليا - 1۰ يوليو 2۰1۰ م
Adam Gamal Ahmed [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.