قامت إدارة سد مروى في العام 99 بإجراء المسح الأولى لمناطق المتأثرين بقيام السد ( الحامداب -أمري- المناصير ) وكان الغرض من ذلك تقدير حجم التعويضات ؛ ولما كانت الصورة غير واضحة ولم يسبقها تنوير بالإجراء لم يهتم المتأثرين كثيرا بإثبات حقوقهم من نخيل ومغروسات وأراضى ومساكن وغيرها بل هناك من أخفى الأرقام الحقيقية معتقدا أن الأمر له صلة بالضرائب والعوائد لهذا لم تكن التقديرات حقيقية وصحيحة وإدارة السد تعلم ذلك وهى من سمته المسح الأولى هذه المقدمة ضرورية حتى يعلم الناس حجم الضرر والظلم الذي حدث بالنسبة للمناصير . بعد ذلك قامت إدارة سد مروى بإجراء الإحصاء الأخير والنهائي في الحامداب وامرى الذي تم بموجبه صرف الحقوق والتعويضات للمتأثرين في تلك المناطق ؛ هذا لم يحدث في منطقة المناصير الذين رفضوا دخول موظفي الإحصاء كما رفضوا دخول اى مسئول حكومي للمنطقة ما لم يحسم أمر خيارهم المحلى الذي لا تقره أو تعترف بها أدارة السد و في الوقت الذي كانت تعمل فيه هذه الإدارة على فرض الإحصاء كان المناصير يصارعون الدولة حول ما يعتبرونه اكبر من التعويضات والحقوق إلا وهو أمر بقاءهم في أراضيهم حول البحيرة الذي تم لهم أخيرا بقرار من رئيس الجمهورية بعد مجاهدات وتضحيات كبيرة . استنادا على ما ذكرنا آنفا مسلسل. جراء الإحصاء في المناصير آنذاك على الطبيعة أسوة بما تم في بقية المناطق ؛ لكن المناصير حتى لا تضيع حقوقهم وممتلكاتهم بعد ارتفاع مياه البحيرة قاموا بإجراء حصر لكل ممتلكاتهم خاصة الزراعية بواسطة اللجان الشعبية في المنطقة التي صممت استمارة خاصة لهذا الغرض وجمعتها في الحفظ والصون إلى ان تتضح الأمور ويحسم أمر الخيار المحلى الذي حسمه كما ذكرنا السيد رئيس الجمهورية بعد زيارته للمنطقة ؛ بعد ان ضمن المناصير أمر بقاءهم في منطقتهم حول البحيرة الذي كان هدفهم الرئيس ومحور الصراع التفتوا إلى الحقوق والتعويضات وكان ان جاءت فرق وزارة العدل والمستشارين لم يكن إمامهم من طريق لإجراء الحصر بعد ان غمرت مياه السد كل شئ إلا الاستماع للمتضررين على القسم والشهود خاصة مع عدم اعترافهم باستمارات اللجان الشعبية ورغما من صدق المتأثرين وأداءهم للقسم والاستماع للشهود بعد أداءهم أيضا للقسم إلا ان النتيجة التي خرجت بها فرق الوزارة كانت مخيبة ومجحفة وفيها كثير من الظلم وقليل من العدالة خاصة وإنها جاءت بعد عامين من الغمر ؛ تقدم المتأثرين بالاستئناف إلى هذه اللجان في انتظار النتيجة والتعويضات ولسان حالهم شاعرهم محمد حسن فضل حين قال : طال الانتظار بقت الحكاية مسلسل ... نأكل في الصبر باقينا منو شوية عالج للجراح قبل الأمور تنشنتل مو موجعنا حق قادرين نجيبو رجالة ... واجعنا الكضب الفوقنا من عامنا الأول