اَاَغفوت من النوم آخيراً يا المهيرة...؟ رداً على مقال الاخت مهيرة محمد احمد لماذا التمسك بالجنوب ولارابط اصلاً موجود يجمع الشمال والجنوب الاخت الكريمة مهيرة اشعر وكانك انزعجت كثيراً ولم يروقك ما يكتبه الجنوبيون هذه الايام. والحقيقة دائماً يقال انها مرة كطعم العلقم ولكنها فى نهاية المطاف تبقى هى الحقيقة ويجب أن يقال، و بما اننى واحداً من الجنوبيين االذين كتبوا وعبروا عن رأيهم بصراحة شديدة عن الاوضاع المحزنة فى بلادهم، فاننى اتبرع بنفسى للتعليق على ما جاء فى مقالك من الأفتراءات والمغالطات غير الواقعية. بالرغم من إن ما يكتبه الجنوبيون على حسب تسميتك لنا، من مقالات واراء حرة لاتمثل الا اشخاصها، وبالرغم من إن هذه الاَراء ليست الا اراء ومواقف خاصة لاتمثل باَى حال من الاحوال المواقف الرسمية لحكومة الجنوب ارتجفت اوصالك وخرجت عن الطور واصابك الارباك والذهول. هذا بالضبط ما يلخص الأزمة السودانية وبصفة خاصة اَزمة بعض الآخوة فى الشمال. اننى التمس لك بعض العزر فى ذلك ربما لانك قليلة الاطلاع وخصوصاً فيما يكتب عن الجنوب في هذا المنبر العطر سودانايل. ارجوا منك قراءة بعض المقالات والتحليلات التي يكتبها الاَخوة من الشمال عن الجنوب, كلها او معظمها كانت صريحة تتناول الآزمة بكل عقلانية وادب بعيداً عن العصبية داعماً للمواقف الذى نتناولها مع اختلاف فقط فى طريقة التعبير والاسلوب والنافذة الذى ينظر من خلالها كل كاتب لهذا الموضوع . فكاتب بحجم الاستاذ عبدالوهاب الافندى لايمكن ان يكون مهاتراً فى تناوله لمثل هذه القضاية الوطنية الكبرى، فعليكى ببعض كتاباته لعله يدخل فى نفسك بعض الطمأنينة و تدرك الفرق بين الحقائق التاريخية والخطاب السياسى التحريضى الذى ملأت راسك. ..... و اعود مرة اخرى لمقالك، اسمحى لى ان اتناول بعض ما جاء فيها من مغالطات تاريخية و موضوعية; اولاَ; تقولين بانك تستغربين كثيراً لماذا يتمسك الانقاذيون بالجنوب ولا رابط يجمع الشمال بالجنوب، وفى نفس الوقت تعاتبين وتلومين الاستاذ على عثمان على توقيعه لاتفاقية نيفاشاة المشؤم وتنكرين اعطاء الجنوب حق تقرير المصير؟؟؟غير معقول يا مهيرة هذا خطأ فادح، اذا كنتى فعلاً صادقة مع نفسك، يفترض ان تقدمى مليوناً من الشكر وكذلك الاَف من الامتنان للاستاذ على عثمان، لانه ببساطة قد قدم لك ماكنت تحلم به. لان الجنوب غير متجانس معك تقريباً فى كل شيئ كما ذكرت فذهابهم خير لك من الالتصاق بهم فلما اللوم والعتاب؟ آلعلك اكتشفت مؤخراً إن هنالك روابط وحبال رحم تربطنا !!. وقولك بان الاستاذ علي عثمان قام باليل ومنح الجنوبين خيار الانفصال دون مشاورة او مراجعة لكافة القوة السياسية الاخرى .... الخ، انما يبين مدى الجهل الفظيع وضحالة الفكر والمعلومة التى انت واقعة فيها. يا اخت مهيرة انا لست متحدثاً باسم الحكومة او الحركة الشعبية، ولكن كل المفاوضات كانت تتم فى النور وبحضورالاعلام المحلى والدولى منذ ابوجا الاولى والثانية , واديس ابابا الاولى والثانية وجولات نيروبى وانتهاءاً بنيفاشا. اين كنت؟ الم تسمعى عن مقررات اسمرا للقضايا المصيرية التى تبنت حق تقرير المصير؟ اى قوة سياسية لم يتم مشاورتها؟ حزب الامة، الاتحادى الديمقراطى، الحزب الشيوعىى التحالف الفدرالى حتى حزب صقر قريش كانت عضوة و ممثلة فى التجمع الوطنى وكلها بصمت على حق تقرير مصير الجنوب. الضجيج و الصراخ و محاولات الكذب المتكررة التى ادمنتها النخب السياسية والاقلام المأجورة تاَكدى انها قد ولت زمانها من غير رجعة .كيف يا مهيرة تستنكرين على الجنوبين هذا الحق بينما انت نفسك ترى إن الجنوبين ليس جذء منك، وباعترافك بإن لا رابط يجمعنا اليست هذا ما يسمى بالنفاق؟ لماذا هذه القوافل الذى سماه الاخ بنجامين بقوافل الاستهبال الاًن؟ اين كانت هذه القوافل ايام صيف العبور وكتائب الدبابين وعلى عبدالفتاح واخوات نصيبة وغيرها من كتائب الموت الاَخرى؟ ثم لماذا هذا التوكيد الغبى؟ كان بالاَحرى ان تبدا هذا المجهود بمجرد توقيع نيفاشا مباشرة بدلاً من انتظار كل هذا الوقت ثم فجاة ينقلب التلفزيون والاعلام و نشاهد رقصات البارية و الشلك والنوير والدينكا تملاء شاشات التلفزيون و يكاد الناس لا يصدق ما يرون بام عينهم. ثانياً; حق تقرير المصير لا يعطى بل يوخذ و ينتزع بالقوة ، الجنوب لم ينل هذا الحق بالسهولة التى تعتقدى بل نالته بعد ان فقدت اكثر من مليونى نفس عزيزة لها، وبعد دمار كامل للجنوب شملت المدن والقرى، حتى الثروة الحيوانيةالبرية التى كانت تنتشر بالجنوب قد فرت منها جرا ذلك. ولكن المهم فى نهاية المطاف ان تعرفى ان الانقاذين كانوا اشجع من الكثيرين الذين مازالت مواقفهم غير واضحة حتى لآنفسهم. فقد ادرك الاسلامين على الاقل صعوبة الجمع بين استمراريتهم فى الحكم ووجود تهديد مباشر لهم فى الجنوب فلذلك سارعوا لتوقيع بروتوكولات نيفاشا. الذى. اما فيما جاء بقولك بإن الجنوبيين احتموا خلف امريكا وا نتفخوا وهم اشد الداعيين للانفصال، هذه فرية كبيرة ليس كذلك وحسب بل يخالف و يناقض فى نفس الوقت السوابق السياسية. ففى عام 1947لم يكن مطلب الجنوبين الانفصال ابداً وبالرغم من ذلك كانت المكافاة الرفض القاطع لاى شكل من اشكال النظام الفدرالى الذى كان اعلى سقف لمطالبهم حينذاك. ثم اتت مرحلة المجاهرة باسلمة الجنوب القهرية لخلق التجانس حسب رؤية حكومة الفريق عبود وزبانيته . كل هذه الحكومات نفذت كل اجندتها با لكامل فى الجنوب دون ادنى تعاطف مع مطالب الجنوبيين فكانت النتيجة الطبيعية إن يقاتل الجنوبيون للحفاظ على وجودهم وتحقيق اهدافهم فى المساواة والعدالة الاجتماعية بوسائل اخرى. السؤال المطروح، اين كانت امريكا عندما بداءت احداث توريت1955 ؟ وكيف يحتمى الجنوبيون بامريكا بينما كانت صديقة عزيزة لنميرى ويدعمه عسكرياً و سياسياً ؟ الم تعلمى إن معظم الاسلحة و الدبابات والطائرات العسكرية التى حاربت بها الجيش السودانى فى الجنوب حتى عام 1989كانت مقدمة من امريكا؟ ثالثاً واخيراً; المقالات التى كتبتها مؤخراً تناولت قضايا عامة تخص السودانيين عموماً دون التطرق الى الجنوب او الشمال ككيانان متنافران حتى هذه الحظة اوحتى حث طرف لاخذ مواقف متطرفة تجاه الاَخر، وكل ايمانى بإن الاخوة فى الشمال قد ادركوا هذه الحقيقة. فالاَشارات واضحة تماماً ليس هذا وقت مراوغات سياسية اوكسب النقاط على حساب الطرف الاَخر، فالوقت قد حان لمواجهة الحقيقة التى ظللنا نتفادها طوال الخمسة والخمسين سنة واكثر من عمر هذا البلد المريض وكفى التقتيل والدمار واللعب بكروت الدين والعرق ونحن وانتم تعرفون انها تستخدم فقط عند اللزوم. Ambrose Alor [[email protected]]