جنوب السودان يختار نشيده الوطني قبيل استقلاله باسم "جنوب السودان وياي" الخرطوم: لندن: الشرق الاوسط أعلن الرئيس السوداني عمر البشير عن تسمية الأمين العام لمفوضية استفتاء الجنوب وعبور أكبر النقاط الخلافية في عمل المفوضية بين الشريكين في السودان، فيما أعلنت المفوضية عن الاتفاق على طباعة بطاقات التسجيل والاستفتاء خارج السودان. وكان البشير قد أعلن قرارا جمهوريا باعتماد تعيين السفير محمد عثمان النجومي أمينا عاما لمفوضية استفتاء جنوب السودان. وكانت مفوضية الاستفتاء قد أوصت بالإجماع مؤخرا باختيار السفير النجومي أمينا عاما للمفوضية ورفعت التوصية للسيد رئيس الجمهورية لاعتماد تعيينه رسميا بقرار جمهوري. وسبب المنصب خلافات وصلت حد الملاسنات بين أعضاء المفوضية الجنوبيين ورئيسها محمد إبراهيم خليل الذي هدد باستقالته حال عدم تعيين الأمين العام. وتهتم المفوضية بتنظيم أكبر عملية في تاريخ السودان الحديث وهي استفتاء السودانيين الجنوبيين على حق تقرير مصيرهم بعد أقل من 4 أشهر. وفي السياق ذاته كشفت المفوضية عن أنها قررت، في أول اجتماع لها أمس بمقرها الجديد بالخرطوم، طبع بطاقات التسجيل خارج السودان. وقال نائب رئيس المفوضية شان ريج مدوت «تمت الموافقة بالإجماع على أوراق التسجيل وأن تتم الصناعة والطباعة خارج السودان». لكنه لم يحدد بعد الدولة التي ستقوم بذلك وبواسطة الأممالمتحدة وبالتعاون بين المفوضية وحكومتي السودان والجنوب. وأشار مدوت إلى أن تجهيز أوراق التسجيل سوف يتم في غضون 4 أسابيع، مشيرا إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد البدء في تسجيل الناخبين». إلى ذلك، أعلنت اللجنة المكلفة ل«النشيد الوطني» الجديد قبيل إعلان استقلال الإقليم عن شمال السودان عن اختيارها نشيد (جنوب السودان وياي) وهي تحية خاصة عرفت بها الحركة الشعبية التي خاضت الحرب ضد الحكومات المركزية، ونص النشيد الجديد مكتوب باللغة الإنجليزية، واطلع قادة سياسيون على النصوص وأجازوها، في وقت انتقدت فيه الحكومة السودانية بشدة تهديدات الإدارة الأميركية بفرض عقوبات علي السودان حال تدهور الأوضاع. وقالت إن هذه التهديدات غير مقبولة ومرفوضة. وقال رئيس اللجنة الفنية المكلفة اختيار النشيد الوطني جوزيف أبوك في مؤتمر صحافي أمس في جوبا إن لجنته تمكنت من اختيار النشيد الوطني لجنوب السودان الذي تم اختياره بعد مرور قرابة أكثر من شهر من فتح باب المسابقة، وأضاف أن اللجنة بعد مشاورات ونقاشات طويلة استطاعت اختيار النشيد الذي حمل اسم «جنوب السودان وياي» كنص نهائي مكتوب باللغة الإنجليزية ليكون النشيد الوطني من بين 49 نصا شارك في المسابقة، وقال إن النص عبارة عن كلمات مبعثرة من جملة النصوص التي تقدمت للمسابقة وبعد أن قامت اللجنة بالقراءة رأت أن المعاني والشروط متوفرة في جميع النصوص فوقع الاختيار على عشرة نصوص، مشيرا إلى أن هنالك قادة سياسيين لم يسمهم قد اطلعوا عليها وأبدوا ملاحظات وضعتها اللجنة في اعتبارها وأنها استوفت شروط المسابقة، وقال «النشيد الآن في يد ملحنين وموسيقيين متخصصين بهدف وضع اللحن الأفضل له خلال أسبوعين وأنه يمكن لهم حذف بعض الكلمات بشرط ألا تؤثر على المضمون وسوف تترجم كلمات النشيد أيضا لكافة لغات جنوب السودان وبلحن واحد». من جانبه قال نائب المتحدث باسم جيش جنوب السودان عضو اللجنة الفنية العقيد مالاك ميوين إن فكرة اختيار نشيد وطني لجنوب السودان قد وجدت انتقادات حادة من أعداء جنوب السودان، وأضاف «لكن هذا ما جعلنا نحس أننا نمضي في الطريق الصحيح»، مشيرا إلى أنه في حالة جاءت نتيجة الاستفتاء بانفصال الجنوب فإنه سيتم إنشاد هذا النشيد عقب إعلان النتيجة مباشرة، وقال «أما في حالة اختيار الوحدة فإن الجيش الشعبي سيستفيد من النشيد ليكون ضمن أناشيده الخاصة». وقال أحد أعضاء اللجنة ل«الشرق الأوسط» إن النشيد الذي تم اختياره يصف جنوب السودان «بأرض كوش والمحاربين الأشداء والمقاتلين السود الذين سالت دماء الملايين منهم من أجل الحرية والعدالة والدفاع عن أمة جنوب السودان وحمايتها، وبجنة عدن أرض اللبن والعسل والعمال الأقوياء وأرض النيل والجبال والغابات وموطن حضارات العالم وأن يباركها الله».
