نقلت وكالات الاعلام المختلفة عزم الحكومة الامريكية على اتخاذ سياسة جديدة تجاه السودان قبل الاستفتاء القادم فى الجنوب فى يناير القادم، أطلق عليها المحللون سياسة " الجزرة و العصا". كتبت جريدة الشرق الأوسط الصادرة بتاريخ 15-9-2010 تقول ان وزارة الخارجية الامريكية أصدرت بيان جاء فيه ( حذر بوضوح شديد بانه ستكون هنالك سلسلة من التداعيات اذا تدهور الوضع فى السودان أو لم يتم احراز تقدم، بينها فرض عقوبات شديدة). و قالت الصحيفة ان مصادر امريكية قالت ان الولاياتالمتحدة ربما تتدخل فى السودان اذا عادت الحرب الى جنوبه، فى اطار السياسة الامريكية العالمية ضد الارهاب. و قالت المصادر ان الوضع فى جنوب السودان قد يؤثر على الحملة الامريكية ضد الارهاب كما يؤثر على أسواق النفط. و حذرت المصادر الرئيس السودانى عمر البشير من عرقلة اجراء الاستفتاء. كان رد فعل قادة الأنقاذ منفعلا، بل فى بعض الاحيان تجاوز اللباقة ، الدبلوماسية و اللغة الرصينة. كما اصدرت وزارة الخارجية بيانا يرفض هذه السياسة و يندد بها. كل الردود تبطن رفضها لهذه السياسة باعتبارها تدخل فى الشأن السودانى و سلوك لا يليق للتعامل بين الدول. اندهشت لرد فعل قادة الأنقاذ و أعتقد جازما أن كثيرون غيرى أصابهم نفس الاحساس، الأنقاذ تنسى انها من أسس منذ مجيئها الى السلطة للتدخل فى الشأن السودانى، و هى قد فرطت عشرات المرات فى سيادة السودان مما جعله هدفا لكل أطماع الدول البعيد منها و المجاور لها. الأنقاذ تنسى كثيرا أو هى تتعمد النسيان و تعتقد أن الشعب السودانى فاقد للذاكرة لذلك هى تعيد نفس المواقف و القصص بين فترة و أخرى بتمثيل وأخراج جديد يفتقد للموهبة، ذلك لأستمرار بقائها. لكشف مواقفها المتهاونة ،تنشيط ذاكرتها و لتبيان أن الشعب لا ينسى، نورد هنا بعض من مواقفها البائسة تجاه سيادة الوطن. - الأنقاذ منذ مجيئها السلطة فتحت أراضيها لكل ارهابى العالم بداءا من بن لادن و انتهاءا بكارلوس تحت وهم و شعار " البديل الحضارى " هو الخيار الأوحد للعالم الذى تخلت عنه أخيرا! - تغاضت عما حدث فى مثلث حلايب عند دخول المصريين اليه ابان أزمة الخليج، ثم بدأت فى التعامل مع المشكل وفقا لمصالحها و علاقتها بمصر جذرا أو مدا. - غضت الطرف أو لنقل القبول المستكين لما هو واقع على الأرض فى الفشقة مع اثيوبيا ، مثلث " اليمى " مع كينيا حتى لا تسوء العلاقة بين الأنظمة. - أشعلت الحرب فى دارفور، تعمدت بل عرقلت حلها، لتتدخل الاممالمتحدة بقواتها لحماية المواطنين العزل التى عجزت السلطة عن حمايتهم، لتحط بالسودان أكبر قوة لحفظ السلام فى العالم ممثلة من مختلف الدول. - رؤساء الدول الكبيرة و الدول المنسية يحطون فى مطار الخرطوم بشكل شبه دورى و كل فى جعبته مقترحات لحل مشاكل السودان! - العلاقات المتبادلة بين جهاز الأمن السودانى و المخابرات الامريكية و التعاون التام الذى أعترف به رئيس جهاز الامن السودانى و اثنت عليه الأدارة الأمريكية. - الجنرال المتقاعد غريتشن " يقدل " فى شوارع الخرطوم بين دار المؤتمر الوطنى و دور أخرى عامة وخاصة - و مثالا أخيرا للتفريط هذه الأيام، هو منح الأنقاذ ألف فدان من مشروع الجزيرة لمستثمرين مصريين دون استشارة أو علم أحد........الخ هذه أمثلة متناثرة من سجل الأنقاذ فى مسألة السيادة الوطنية التى تتباكى عليها اليوم بدموع التماسيح. السؤال الذى يتبادر الى ذهن المتابع لماذا تحاول الأنقاذ ارتداء ذلك اللباس؟ الأنقاذ تفعل ذلك لتظهر للشعب السودانى أنها الأكثر حرصا على سيادة السودان و ثانيا ، لابتزاز و استغلال الشعور الوطنى عندما تحتاج اليه، هى قد برعت فى ذلك . تلك سياسة تمارسها بانتظام. الموقف المنفعل تجاه السياسة الأمريكية هو جزءا من تبادل الأدوار و هو موقف زائف. الانقاذ منذ زمن بعيد تأكل فى الجزرة بعد أن زاقت العصا . Adnan Elsadati [[email protected]]