لتوي حضرت من السفارة السودانية بلندن وكنت مدعو من قبل السفارة لحضور الندوة التنويرية التي سيقيمها السادة مهدي ابراهيم وابراهيم غندور .. وللاسف الشديد كانت توقعاتي في مقالي السابق خيبة الامل راكبة جمل كلها صحيحة مائة بالمائة فقد كان تحليلي في المقال السابق والذي تحدثت عنه بالامس فقط عن المناظرة التي تمت في قاعة الصداقة بين دعاة الوحدة من جانب والانفصال من جانب اخر والتي دعت اليها المنظمة الوطنية لدعم الوحدة الطوعية بين الجنوب والشمال وكنت قد اوضحت في مقالي بالامس ان تلك الندوة كانت اعلان لانفصال جنوب السودان عن شماله وكان ذلك واضحا جليا لكل من شاهد تلك المناظرة .. ولكن الان قطعت جهيزة قول كل خطيب واكد مهدي ابراهيم وابراهيم غندور في هذه الندوة بان الجنوب ذهب بلا رجعة وما كانت تلك الندوة التي اقاماها اليوم في سفارة السودان بلندن الا تأكيدا لذلك ولتهيئة المواطن لقبول هذا الحدث وقد قال كل منهم بوضوح تام ان الحكومة لم تقصر وفعلت كل ما يمكن ان تفعله وحاولت جعل الوحدة خيارا اولا وصرفت في الجنوب منذ توقيع الاتفاقية وحتى الان مبلغ ثمانية مليار دولار لم تستخدمهم حكومة الجنوب في تنمية جنوب البلاد والحكومة لا تعرف اين ذهبت تلك الاموال وبالطبع لا تستطبع ان تحاسب حكومة الجنوب وليس من حقها مسائلتها بأختصار واختصار شديد كل الندوة منذ البداية وحتى النهاية استغرقت حوالى الثلاثة ساعات ما كان كل الحديث الذي دار فيها الا تاكيدا بأن الجنوب انفصل تماما وماهي الا عملية وقت لاعلان الاستغلال لجنوب السودان مما اصاب الجميع باحباط رغم ان الكل كان يعرف ذلك ويتوقعه ولكن ان يصدر من رجل مثل مهدي ابراهيم ورجل مثل ابراهيم غندور كان تأكيد لتأكيد الحدث وتلك الندوة كانت بمثابة تحرير شهادة الوفاة واعلان النعي الاليم بأن جزء من الجسم قد بتر بعملية جراحية وبدون بنج
[email protected] SAIF ALAGRAA اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم