تحت هذا العنوان كتبت مقالا في العام 2008 بجريدة الخرطوم يحكي عن ان رجلا كان يسير على الطريق فوجد ابا يضرب ابنه ضربا مبرحا ومؤلما والابن يزداد عنادا .. فسأل الرجل الاب لماذا تبرح ابنك ضربا فقال الاب هذا الابن يرفض ان يتعلم .. فقال الرجل ماذا تريد ان تعلمه .. قال الاب .. الحروف الابجدية .. ويصيح في الابن قل ( أ ) فيرفض الابن فيوسعة الاب ضربا والابن صلدا قويا لا يتنازل ابدا ولا يتزحزح عن قناعته مهما يزيد الضرب عليه تعجب الرجل واشفق على الابن وقال يخاطب الابن .. يا بني قل ( أ ) وارح نفسك من هذا العذاب .. فنظر الابن الى الرجل قائلا له .. ان المشكلة ليس في الالف ولكني اذا ما قلت ( أ ) سيقول لي بعدها قل ( ب ) !!! بدأ السودان بالالف فهل سينتهي بالياء (ي) كتبت عن خطورة التنازلات وانها اذا ما بدأت لن تتوقف حتى تصل الى ال (ي) واذا كان انفصال الجنوب يشكل الالف فأني اخال ان دارفور ستكون هي الباء ( ب ) وجنوب النيل الازرق ستكون هي (ت ) وسنتعلم الحروف الابجدية كلها وبعدها سنكون بلا وطن وما الصومال عنا ببعيد فبدلا من ان نلعن الظلام دعونا نوقد شمعة وبدلا من ان نسرف في انتقاد الحكومة اصبح الامر ليس امر الحكومة فحسب بل انه يعنينا كلنا فدعونا نفكر كيف نتجاوز الاحداث دعونا نفكر كلنا كيف نحافظ على بلادنا واحدة موحدة قوية متينة لها هيبتها بين الدول ومكانتها واحترامها وتقدمها .. بدل الاحتراب والشماتة في الحزب الحاكم .. يراسلني كثيرا من السادة القراء عبر بريدي الالكتروني منهم من يتفاعل مع مقالاتي ويوافقني الرأي ومنهم من يعتقد غير ما اعتقد واقول لهم هذا هو قلمي الذي اردته ان يكون محايدا غير متحيز لفئة ومن الطبيعي ان القلم الذي يريد المصلحة الا يكون متحاملا نعم ننتقد ولكن فيما يخص المواطن وحقوقة ونحاول ان نذكر بأولويات تترتب عليها تقدم البلاد ونموها مثل التعليم المجاني والعلاج المجاني فهو حق لايقبل التهاون ولا الجدل ومثل حقوق المعلم وكما راسلني احد قرائي الاعزاء البروفسور عصام عبد الوهاب بوب والذي يراسلني مشكورا ويسأل عن كتاباتي اذا غبت وكتب يتحدث عن الحلول وليس الانتقادات وانا اوافقة الرأي تماما .. نعم نبدي أرائنا ولو كانت قاسية في معظم السياسات ونتمنى ان تستمع الحكومة لرأينا وتستمع لرأي الحكماء من اهل السودان والذين يريدون له خيرا وان تستشيرهم وان تسمع وتعمل بشورتهم اذا ماكانت صحيحة وليس استشارة اسميه و اننا جلسنا مع السيد فلان او استشرنا السيد علان وخاصة في القضايا المصيرية واذا كانت الناس ضد الحكومة في سياياتها فلا يجب ان تكون ضد الوطن .. يا اخوتي ان الامر عظيم وان الخطب جلل وواجبنا عدم الهزل وان السودان هو ليس المؤتمر الوطني ولا حزب الامة ولا الاتحادي الديمقراطي فهو اكبر من الاحزاب وهو اقدم من الاحزاب واعز واقدس من الاحزاب ولا يصح ان نراه ( يتفتفت ) امام اعيننا ونحن نقف نتفرج ونرمي اللوم على المؤتمر الوطني ونشمت في المؤتمر الوطني لاننا ضد المؤتمر الوطني او لان هناك من له مرارات شخصية مع بعض الشخصيات في الحكومة .. السودان ليس شخص والسودان ليس حزب السودان هويتنا وانتماؤنا ووطن آبائنا واجدادنا وابنائنا واذا وقف المتفرجون حتى يشمتوا في المؤتمر الوطني ماذا سيكون بعد تلك الشماتة ونحن فقدنا اجزاء عزيزة من الوطن واذا اردنا ان نتفرج على ما يحدث حتى نحمل المؤتمر الوطني وزر الانفصال ماذا سيكون بعد ان نحمله وزر الانفصال هل سيعود الذي انفصل بعد ان نحمله المسؤولية ويطالعنا من يقول ان التاريخ سيسجل ذلك ضد المؤتمر الوطني نعم سيكتب التاريخ ذلك وسؤالي ماذا بعد ان يكتب التاريخ ذلك .. ومن هنا انا اناشد الحكومة تكوين مجلس يضم حكماء البلاد للتشاور وحكماء البلاد هذه لا اعني ان يكونوا حكماء المؤتمر الوطني فقد خبرنا حكمتهم فيما يدور الآن في الجنوب فهناك حكماء في غير المؤتمر الوطني حكماء يهمهم الوطن في الاول والاخير وليس مخصصات المجلس ولا اعني ان نسترضي بهم بعض الناس او بعض الجهات او بعض الاحزاب .. ولكني اعني حكماء القوم اليس في بلادنا حكماء وموثوق بهم وعقلاء وان تضع الحكومة كل المشاكل امامهم بتفاصيلها الدقيقة ودعونا نجد الحلول .. وكما تفضلت يابرفسور عصام عبد الوهاب بوب الحلول وليس الانتقادات فحسب .. سيف الاقرع – لندن [email protected] SAIF ALAGRAA اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم