تبادل مسؤولون في شمال وجنوب السودان الاتهامات يوم الاثنين بنشر قوات على طول الحدود المشتركة مع تصاعد حدة التوتر قبل استفتاء مرتقب على انفصال الجنوب. واتهم جيش جنوب السودان الشمال بحشد نحو 70 ألف جندي في المناطق المتنازع عليها والتآمر لغزو الجنوب المنتج للنفط. وفي وقت سابق قال وزير بحكومة الشمال للصحفيين ان جيش جنوب السودان انتشر في منطقة متنازع عليها مشيرا الى أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد يرفض نتيجة الاستفتاء ما لم يتم سحب هؤلاء الجنود. ورفض كل جانب اتهامات الجانب الاخر. وكان شمال وجنوب السودان قد انهيا عقودا من الحرب الاهلية بتوقيع اتفاق سلام شامل عام 2005 يسمح لكل جانب بالاحتفاظ بجيشه. ويقول محللون ان الثقة بين الخصمين السابقين بلغت أدنى مستوى لها مع بدء العد التنازلي للاستفتاء المقرر في التاسع من يناير كانون الثاني والذي سيقرر فيه الجنوبيون اما الانفصال عن السودان او البقاء جزءا منه. تأتي الاتهامات الاخيرة بعد بضعة ايام من لقاء قيادات الشمال والجنوب بالرئيس الامريكي باراك أوباما وزعماء دول أخرى أثناء اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ووعدهم باجراء الاستفتاء بسلام وفي الموعد المحدد. واتهم وزير الشباب والرياضة السوداني حاج ماجد سوار جيش الجنوب بالانتشار في مناطق خارج الحدود التي سمح بها اتفاق السلام الشامل وقال ان السلطات في الجنوب تشن حملات على مؤيدي وحدة السودان. وعندما سئل عما قد يفعله حزب المؤتمر الوطني اذا لم يسمح الجنوبيون بالدعاية الحرة أو رفض تحريك قواته فقال ان السودان سيلجأ في هذه الحالة الى الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الافريقي للشكوى من ان الجنوب لم يف بالتزاماته في اتفاق السلام الشامل وكذلك ربما لا تعترف حكومة الشمال بالنتائج. ونفى كول ديم كول المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان الاتهامات ووصفها بأنها "لا اساس لها". وقال كول "لماذا يخرجون علينا بهذا البيان في هذا التوقيت بالذات.. ... هذا شخص يبحث عن ذريعة لبدء القتال. هذا يجعلنا نستنتج أن حزب المؤتمر الوطني وجيشهم في الشمال لديهم استعدادات لاعادة احتلال الجنوب." واضاف كول "طبقا لتقديرات مخابراتنا هناك سبع فرق (شمالية) تتمركز على الحدود ... نتوقع ان يقوموا بشيء بحلول اكتوبر". ومضى يقول ان كل فرقة تتألف من نحو عشرة الاف رجل. ونفى متحدث من جيش شمال السودان أن تكون لدى قواته أي نوايا عدائية ضد الجنوب. وقال المتحدث ان هذه الاتهامات خاطئة تماما ولا دليل عليها. وتقع اشتباكات بين الجانبين منذ توقيع اتفاق السلام كان أحدثها قبل عامين في ولاية ابيي وهي ولاية متنازع عليها تقع في وسط السودان غنية بالمراعي وتحوي احتياطات نفطية ضخمة. ويحذر محللون من خطر تجدد الصراع بين الشمال والجنوب في حالة تعطيل أو تأجيل الاستفتاء الذي من المتوقع أن يصوت فيه الجنوبيون بالانفصال