بعد ان تأكد القوم من حتمية استقلال الجنوب.. وان دولة الجنوب.. قد بانت اذنها.. واضحت قاب قوسين او ادنى.. وبشهادة بعض رجالات المؤتمر الوطنى المحسوبين هما مهدى ابراهيم ..وابراهيم غندور ..صاحب الدموع الغزيرة... فى مؤتمر فى لندن عاصمة الضباب... فقد رفعوا الراية البيضاء.. وقالوا بالحرف الواحد... ان الجنوب قد ذهب وبلا رجعة.. الا بعضهم ما زالوا يعيشون.. عمق الازمة النفسية.. وقلة الحكمة والحيلة.. وفى حالة هستيرية متضاربة.. بين التوجس واليأس والامل فقد خرج علينا وزير اعلام القوم ..بقصة حقنته المعدومة اصلا.. والتى اراد بها ابتزاز الجنوبيين .. وارغامهم على الوحدة.. بثوبها العتيق البالى.. ونسقها القديم... وبالعافية.. وبكل المكر... والخباثة.. التى عرفوا بها.. وكأننا لا رحنا ولا جينا.. بعد عقود من القتال والتضحيات... ولا شك حكاية الحقنة هذه تعزز افتراضيا شكوك الجنوبيين في المؤتمر الوطنى... فى وفيات ابناء الجنوب الذين يبتعثون طبيا الى الاردن للعلاج... ولم ينجو احدا منهم من الموت ..فهل هناك شئ فى الخفاء وقتل مقنن لهؤلاء الجنوبيين.. لما له علاقة قوية مع النظام الاردنى.. وهل مهنة رسل الرحمة ..والقسم الذى يؤديه الاطباء... اصبح سلاحا للتشفى السياسى والعرقى... الجدير بالذكر كما قيل ان الاردن من ضمن الدول العربية التى شاركت الخرطوم فى حربها ضد الجنوب الى جانب العراق واليمن والباكستان وايران ...فاليستعد اهلنا الجنوبيين لسماع ما فى نفوس القوم من الان فصاعدا من ما تجيد به قريحتهم من ذم ..ونعت.. وسب.. هذه الايام ..من زمرة المؤتمر الوطنى... المتعطشون للوحدة.. والذين يريدون شراؤها.. وباى ثمن ... ومن منا لم يطالع ما كتبه ذلك المخبول والمعتوه والمدعو ..جمال السراج.. وهو يصب سموم قلبه على الجنوبيين.. ولا شك انه من المحسوبين على المؤتمر الوطنى.. وعلى قادتنا اخذ ما يقوله هذا المأجور مأخذ الجد.. لما تناهت الى مسامعنا عن حشود شمالية على حدودنا.. وهذا يعزز قوله.. الاصرار على غزو الجنوب.. لفرض الوحدة بالقوة ..لا عن طريق الاستفتاء.. والمعلوم للعالم اجمع.. ان شعب الجنوب.. قد توحد تماما.. من اجل الاستقلال.. والخروج من مخالب الاخطبوط الشمالى ..نعم نجيد السباحة..يا جمال السراج..وباليخت ايضا.. ونجيد السياحة والطيران... وتسلق الاشجار والجبال..وقتل الصيد فى الادغال...والركض وراء الاسود والافيال.. واصطياد الطيور غى الاجواء بالنبال..والسير على الافدام..بين الصخور وفى جوف الكهوف..و بين السهول والوديان.. وفوق التلال.. وان طال السفر الى بنتيو او ملكال..وزيادة..وسؤالى...هل تجيدون الركض فى الصحراء اما الذين يريدون جس نبض الشعب الجنوبى او شارعه.. عليهم الوصول الى ..مدن الجنوب.. و قراه ..وتدوين.. ما يسمعونه.. وما يرونه ..ويعودوا الى الخرطوم ويكتبوا عن الوحدة.. الحلم ..الذى يقض مضجعهم .. فإن كان هناك شرفا للمهنة ..فليقولوا الحقيقة التى مفادها... ان الشعب ااجنوبى قد قرر ..وعزم ..وحزم امره تماما ..ولا رجعة لبراثن الاستعمار والعبودية... فقد واتتهم الفرصة ..لقطع دابر هؤلاء العنصريين الظالمين ..والخروج من دولة الذل والهوان ..الى فضاء الحرية والتقدم والاحساس بقيمة الانسان..نعم.. فى دولة افريقية مغلقة.. نحن قادرون على دفع فاتورة التكلفة.. لما لنا من امكانيات هائلة وكبيرة.. التى تسيل لها لعاب الشمال.. وكل من يكتب غير ذلك.. كذب.. وهراء.. ولا يقنع ..ديكا ..فى الجنوب او العالم وان نستغرب نستغرب من كتاب صحيفة الرأى العام الحكومية ..فقد كتب احدهم يقول.. اذا ضاع السودان.. ضاع العرب ..ما الربط بين العرب الاقحاح.. فى السعودية او لبنان.. مثلا.. وعرب الاصداح ..فى السودان.. او الصومال ومشكلة افارقة جنوب وغرب السودان.. لا عقلاقة البتة ..بل اوهام.. من باب الجرى واللهاث.. وراء العربان.. بلا كلل او ملل.. هكذا دائما شماعتهم فى امريكا والغرب واليهود.. وحتى العرب لم يسلموا ..ونسوا او تناسوا ان الشماعة الحقيقية هى.. الخرطوم ..والتى يجب ان تعلق فيها كل هذه البلاوى...وكتب آخر فى ذات الصحيفة.. عن حقنة عبيد.. و جالون مارتن.. باسلوب لا يخلو عن حقد ومكابرة.. ناسيا ان جالون مارتن ..اغلى قيمة ..من حقنة عبيد الملوثة.. خاصة فى عالم التجارة ..و بحساب الربح والخسارة ..الا الاجحاف الذى يعمى العيون فالى الجنوب يا اهلى ولو بالسكة حديد... ولا حقنة عبيد... حقن مصرية ..مجانا فى انتظاركم كما نطلب من حكومتنا الموقرة ان تنحاز الى رغبة شعبها.. والوقوف الى جانبه.. فى محنته الطويلة.. مع الاستعمار الشمالى ..فليس مقبول البتة ان تطبل حكومة الشعب.. لوحدة ..قديمة.. بالية.. رفضنانها.. منذ 1947 واخيرا ..وعند التاسع من يناير القادم ..وعندما يسدل الستار... وتطفأ الانوار.. ويخرج الجمهور.. من مسرحية اسمها ..السودان ..وبعد ان يذهب الجنوب ببتروله وغاباته... والغرب بصمغه.. والشرق بذهبه,, يبقى المثلث ببلحه المسوس ..النتن...وزرعه الهالك.. عندها فقط.. سيعرف القوم قدر انفسهم... وان الارزاق على الله