أعلنت السلطات السودانية جدولا زمنيا لتحضيرات وخطوات الاستفتاء القادم بشأن مصير جنوب السودان. ويقول مراسل البي بي سي في جنوب السودان إن التوقيت يبدو ضيقا جدا، لقرب موعد الاستفتاء الذي سيجري في مطلع شهر يناير/كانون الثاني القادم. وعلى وفق الجدول الزمني يبدأ تسجيل الناخبين في استفتاء جنوب السودان في الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، وتستمر عملية التسجيل حتى الرابع من ديسمبر/ كانون الأول. وقال نائب رئيس لجنة الاستفتاء تشان ريك مادوت في مؤتمر صحافي في جوبا عاصمة جنوب السودان ان الحملات الدعائية حملة الاستفتاء في 7 كانون الاول/ديسمبر، فيما ستنشر اللائحة النهائية للناخبين في 31 كانون الاول/ديسمبر. ويأتي ذلك وسط مخاوف دولية من أن يؤدي تأجيل الاستفتاء إلى أعمال عنف في البلاد، الامر الذي دعا مجلس الامن الدولي إلى ارسال وفد اممي يمثله إلى السودان. وفد من مجلس الامن ويتوجه المبعوثون عن الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي إلى السودان قبل أقل من 100 يوم من تنظيم الاستفتاء على مصير جنوب السودان. واوضح ممثل اوغندا الرئيس الحالي لمجلس الامن روهاكانا روغندا أن هدف هذه المهمة هو "دعم الجهود التي تبذل لتشجيع السلام في المناطق التي سنزورها". وتأتي هذه الزيارة في وقت بدأ يشهد تصاعد التوتر بين الشمال والجنوب بشأن مصير منطقة أبيي الغنية بالنفط، وتوارد انباء من العاصمة الاثيوبية أديس أبابا عن تعثر المفاوضات بين ممثلي حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب وممثلين عن قبائل المنطقة. ويشارك في الوفد الأممي مبعوثون من بريطانيا والصين وفرنسا وروسياوالولاياتالمتحدة ودول اخرى في مجلس الامن، بينهم سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة ونظيرها البريطاني مارك ليل جرانت. وقال مسؤولون بالاممالمتحدة إن الوفد سيضم ايضا مبعوثين من روسيا والصين وهي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين الرئيسيين للسودان واحدى الدول التي تزود الخرطوم بالسلاح. استفتاء أبيي وسوف يبدأ الوفد الاممي مهمته التي تستغرق أسبوعا بزيارة أوغندا حيث من المتوقع أن يلتقي أعضاء الوفد بالرئيس الاوغندي يويري موسيفيني قبل أن يتوجه الى جوبا عاصمة جنوب السوادن.كما سيزور الوفد اقليم دارفور بغرب السودان قبل الذهاب الى الخرطوم. ولن يشمل برنامج زيارة الوفد أي لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بموجب مذكرتي توقيف بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وقال روغندا (رئيس مجلس الامن الحالي): إن الوفد لم يطلب مقابلة الرئيس السوداني بيد أنه سيلتقي مسؤولون سودانيين كبار اخرين. ورحب نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه بالوفد الاممي بقوله "اننا نرحب بزيارة مجلس الامن التي ستتيح مواصلة الحوار بطريقة يمكن ان يطلع اعضاؤه على الوقائع التي يقوم عليها موقف الحكومة. مضيفا أن "مجلس الامن ليس في مجمله ضد السودان". وكان طه قد حذر من أن الاستفتاء حول مصير منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، لن يحصل من دون اتفاق سياسي مسبق بين طرفي الحرب الاهلية السابقين. وقال في مؤتمر صحافي في الخرطوم "لن يجري استفتاء في أبيي دون التوصل إلى حل حول القضايا العالقة". مخاوف ومن المقرر أن يجري الاستفتاء الخاص بمنطقة ابيي في اليوم نفسه المخصص للاستفتاء الخاص بجنوب السودان في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل. بيد أن خلافا ظل قائما بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول ترسيم حدود منطقة ابيي ومشاركة قبيلة المسيرية الشمالية في الاستفتاء الخاص بهذه المنطقة. ويتوقع الدبلوماسيون والمراقبون أن يؤدي الاستفتاء في جنوب السودان الى تقسيم السودان وإعلان دولة مستقلة جديدة في جنوبه، بيد أن الاستعدادات للاستفتائين بدت متأخرة ما يدعو إلى الخشية من اعلان احادي للاستقلال في الجنوب وامكانية حصول نزاع جديد. وقال دبلوماسي من احدى الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي "نريد تشجيع الشمال والجنوب على القيام بكل ما في وسعهما لتنظيم الاستفتائين في الوقت المحدد والعمل بما يؤدي الى ان تكون العملية الانتقالية سلمية اذا ما قرر الجنوب الانفصال". واعلن هذا الدبلوماسي أن سفراء مجلس الامن سيتوجهون إلى دارفور بسبب مخاوف جديدة حيال هذه المنطقة حيث اوقع النزاع 300 ألف قتيل على الاقل، بحسب الاممالمتحدة. ويمثل هذان الاستفتاءان جزءا من استحقاقات اتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل اليه العام 2005 بين الشمال والجنوب وأنهى عقدين من الحرب الاهلية.