Bahar Arabie [[email protected]] أولاً أستميح قراء الصفحة الإليكترونية عذراً على الخطأ الفادح الذى وقعت فيه ، حيث أشرت فى المقال عند البدء بأننى أرد على مقترح تقدم به الدبلوماسى والسياسي التنزانى سالم أحمد سالم ، و أتضح أخيراً والشكر للأخ طارق الجزولى أن المقترح المذكور هو من تأليف الكاتب الصحفى السوداني الذى يحمل ذات الإسم و يقيم بفرنسا . و لكن فى تقديرى أن الأطروحات التى تقدمت بها فى المقال تصلح للمقترح سواء تقدم به سالم السياسى و الدبلوماسى أو سالم الصحفى. و إعتذر لسالم أحمد سالم السياسى التنزانى إن كنت قد تجنيت عليه بعض الشئ. أعود الى مقالى و أقول هذه المرة إن إقتراح سالم أحمد سالم الأمين الصحفى حول إعادة هيكلة النظام السياسى السودانى تتم بموجبه تفادى إنفصال جنوب السودان وهو فى تقديرى مقترح تأخر أكثر من خمسة أعوام . كان الأجدى بالسيد سالم أن يتقدم بهذا المقترح أثناء مفاوضات نيفاشا إلا أن سالم سكت كل هذا الزمن وهو الصحفى العارف بالسودان حسب ، و تقدم فى الزمن الضائع ليقول لابد من تغيير قوانين اللعبة.و قد حسم كل فريق أمره ، فى الجنوب إقتنع أهلها تماما بما لايدع مجالا للشك خلال مسيرة إستغرقت أكثر من خمسين عاما ' إن شكل الدولة السودانية التى توارثناها عن الإنجليز ومن قبلهم الأتراك و نظامها السياسيى المفصل فى قالب لايسمح بغير سيادة الجلابى الشمالى أو الشمالى الجلابى على السلطة و الثروة و مجمل الحياة الإجتماعية. إن المقترح لا يتناسب مع الظرف و قد تم تجييش عواطف شعب الجنوب فى الجنوب و غير الجنوب ، كما أن الشمال و أعنى بذلك شمال الصفوة المسيطرة على زمام الأمور و أسبابها و مسبباتها ، لم يكن يوما مهيئا لقبول مثل هذا المقترح الذى إن تم القبول به يجعل جنوبياً مثل سلفا كير ميارديد رئيساً للبلاد مما يعنى تنازل الكبرياء الجلابى عن المشروع الحضارى الإسلام عروبى ، و تحول التوجه الحضارى الى الأفريقانية المتشربة بالحضارة الغريبة ، و تلك فى تقديرى من قبيل المستحيلات عند فئة تفضل بقاء أحد أبناءها فى سدة الحكم حتى إن كان ذلك يعنى تفتت البلاد ، حتى إن كان هذا الإبن قد سفك الدماء و أباد شعباً فى أحد الأقاليم المهمشة و أدين من قبل القانون و القضاء العالمى. حتى إن وافق سلفا كير بالمقترح فإن السيكولوجية الجلابية لم تتهياء بعد لقبول واقع من هذا القبيل. يدعو سالم أيضا فى مقترحه الى أن يكون النائب الثانى من دارفور على أن لا يكون من الحركات المسلحة ، ذلك فى تقديرى و تقدير أهل دارفور و الحركات المسلحة غريب حقاً، فسالم يقبل أو يقترح أن يتولى زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان رئاسة الحكومة الإنتقالية السودانية و لا يقبل بزعامة زعماء الحركات المسلحة فى دارفور ، هذه مفارقة فى تقديرى أشبه بالمفارقة التى جعلت من زعيم الحركة المسلحة الوحيدة التى وقعت على سلام دارفور الذى ، زعيماً بلا سلطات، مهمشاً فى القصر الجمهورى . إن الدعوة الى إعطاء الجنوب حقه الطبيعى الذى ناضل من أجله أكثر من خمسين عاما و لم يحصل عليه يأتى كما أشرت فى الزمن الضائع ،كما أن صاحب المقترح الذى لا أعرفه قد فات عليه أن يدرك أن الإستعلاء العروبى فى السودان قد جعل الدولة السودانية فى مهب الريح ، فالجنوب سيذهب العام القادم و لن يقف الامر عند هذا الحد فبعد غد يذهب دارفور ، و ربما بعده يذهب الشرق فجنوب كردفان و جنوب النيل الأزرق ، فالوطنية السودانية التى تلخصها صفوة الخرطوم بإنسان الشمالية والوسط و ثقافته و فنونه و ادابه فضلت بقاء البشير و حزبه فى سدة الحكم على بقاء الجنوب و غداً تفضل بقاء البشير و حزبه أيضاً على بقاء دارفور فى الدولة السودانية. إن مقترح سالم يمكن الإستفادة منها بعد إنفصال الجنوب ، و أن يكون المقترح أيضاً تنازل أو تحول مركز القوة و السلطة أى رئاسة البلاد من الشمالية الى الأقاليم الأخرى، و أن يتم التداول بين هذه الأقاليم لمدة أقلاها خمسة و عشرون عاما ، وهى أقل من نصف الزمن الذى تولى فيه الشمال السلطة فى البلاد . و أن يتم تقنين هذا الأمر فى دستور البلاد و فى دساتير الأحزاب السياسية المختلفة بمعنى أن تتقدم الأحزاب بمرشحيها للرئاسة من أى إقليم اخر غير الإقليم الشمالى ، و من بعد يتم توزيع بقية المناصب السيادية على الأقاليم الأخرى التى لم تحظى بمنصب الرئيس ، على أن يمنح الشمالية وضعاً مميزاً، عندئذ فقط يشعر الغرباوى و الشرقاوى إن صح التعبير و الجنوبى- فى هذه الحالة جبال النوبة و الأنقسنا، بالإنتماء للوطن و بالتالى إختفاء الشعور بالتهميش و السعى نحو إنتزاع الحقوق بكل الوسائل المتاحة. دعوتى للصفوة الحاكمة فى ختام هذا المقال الموجز ، خير لكم و للبلاد المحافظة على وحدة البلاد بدلا عن التمسك بالبشير و حزبه المؤتمر الوطنى. و للحديث بقية.