ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل اثنين من سائقيه وإصابة ثلاثة من موظفيه في السودان    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة مقارنة بين حالة جنوب افريقيا السابقة والدولة في السودان
نشر في سودانيزاونلاين يوم 07 - 09 - 2011


الابرتهايد : السياسة العنصرية .
دراسة مقارنة بين حالة جنوب افريقيا السابقة والدولة في السودان .
مقدمة
الابرتهايد Apartheid‏ تعني "سياسة الفصل أو التمييز" بين الاعراق ؛ وهي كلمة من "لغة الأفريكانوز/البوير " وهم المستعمرين الهولنديين، الذين استوطنوا جنوب افريقيا منذ 1652 ف. وقد سنّت الادارة الاستعمارية قوانين استكملها البريطانيون، لاسيما بتأسيس دولة افريقيا الجنوبية العام 1910 لعزل بسكان البلاد الاصليين من الزنوج في معازل غير متصلة وفي مساحة تقل عن 13% من مساحة جنوب إفريقيا..
التعريف بالاقلية في البلدين .
البوير الهولنديين : هم شعب ابيض من سلالة المهاجرين الهولنديين الى جنوب افريقيا ابان الغزو والاسترقاق الاوربي ؛ واستقروا في جنوب افريقيا . بيض البشرة ؛ لهم لغة الافريكانوز يتركزون بشكل اساس في جوهانسبورغ وبريتوريا وكيب تاون .
يعترف البوير بانهم مهاجرون الى افريقيا وموطنهم الاصلي اوربا ؛ الا انهم يقولون انهم وفدوا الى جنوب افريقيا بامر الاله لنشر المسيحية ومن اجل تحضر الزنوج (المتخلفون) كما يقولون.
برغم عنصريتهم الا انهم نبلاء ؛ ويتميزون باخلاق عالية في الالتزام بما يتعاهدون به . وطموحون في تطوير البلاد لعلى ذلك من وحي التفوق.
البوير رغم انهم طبقة غنية وكانت سلطوية الا انها يرفض الاندماج او الافرقة .
ادار النظام في جنوب افريقيا نخبة اوليغارشية من اقلية البيض لنحو 50 عاما ؛ عبرت بصدق عن مشاعر شعب البوير وعقليتها غير الانسانية في التعامل مع شعب جنوب افريقيا الاسود . في هذه الدراسة نحاول نعقد مقارنة بين نظام اقلية الجلابة الشماليين في السودان و نظام الابرتهايد في جنوب افريقيا السابقة .
الجلابة الشماليين في السودان ؛ هم بقايا سلالات الخليط العربي التركي الانكشاري ؛ والبربر والمماليك ؛ كانوا سماسرة في عملية تجار الرق ؛ يسكنون الاقليم الشمالي الا انهم ينتشرون في كل مدن السودان ؛ ويتركزون في الخرطوم . ذوي بشرة قمحية وجلد ناعم وشعر اسود مموج.
غير محدد الاصل السلالي النهائي للجلابة بالضبط ؛ بالرغم من ان بعضهم يعترف بان اجداده مهاجرون الى افريقيا ؛ واخريين يقولون انهم اكتسبوا بشرة فاتحة من اباء مهارجون ايضا .يقول هؤلاء ان الله اوفدهم لنشر الدين الاسلامي بنين الزنوج ثم مصاهرة الموالي السود.
مهنتهم الاساسية هي التجارة والسمسرة الدينية ؛ الا ان لهم عقلية خاصة تعرف اعمالهم انه نوع من التجار غير الملتزمين بالاخلاق الانسانية ؛ من تجارة البشر الى المراباة . ويستخدمون الغش والخديعة والنفاق في الوصوال الى اهدافهم . مشهورون باتهم يعجزون في الوفاء بالتزاماتهم وتعهداتهم.
يتحكم على جهاز الدولة والمجتمع السياسي والاقتصادي مجموعة اليغارشية من اقلية الجلابة الشماليين ؛ يعتقد هذه النخبة انها مهتمة برعايا السودان في توجه عروبي اسلاموي . وبالرغم من حالة الاستعمار الداخلي التي يطغي على الدولة الا ان النخب الشمالي النيلي لا يعبرون عن مشاعر كل سكان النيل الشماليين وان يكون تعبيرهم يمثل قطاعا مؤثرا يولد باستمرار طاقة نخبوية لادارة الدولة . والريفيرنز من سكان الشمالي النيلي بوصف الانكليز ؛ ليسوا كلهم تجار جلابة الا ا التجار الجلابة كلهم شماليين نيليين. وذلك للارتباط الوثيق بين تكوين المجتمع الجلابي وتجارة الرق والاستعمار الاجنبي وليس بكامل مجتمع سكان الاقليم الشمالي .
نشاة نظام الفصل العنصري سياسيا
نشاة دولة البوير في جنوب افريقيا : في 1948 ف . لدى حزب الوطني الافريقي ؛ وتفككت في عام 1989 ف . اثر اتفاق بينهم والمستعمر البريطاني الذي استولى على البلاد في عام 1905 ف . تسلموا البلاد على حساب السكان الاصليين من السود .
نشاة دولة الجلابة في السودان : في 1956 ف .ولا تزال قائمة . الا ان تواريخ 1938 مؤتمر عام خريجين الجلابة ؛ 1944 ف المجلس الاستشاري لشمال السودان ؛ و1947 مؤتر جوبا ؛ 1954 مؤتمر الادارة الاهلية في السودان تعد محطات مهمة لصياغة الدولة الجديدة. ايضا باتفاق مع المستعمر البريطاني الذي استولى على السلطة عام 1899 ف .
من الصدف ان الجنرال البريطاني ؛ اللورد كتشنر باشا - باني قصر غردون الرئاسي في السودان - هو قائد حملة احتلال السودان عام 1899 ف . وهو نفسه قائد حملة احتلال جنوب افريقيا عام 1905 ف . وقتل الالف من السكان الاصليين المقاومين للاحتلال .
يعود جذور النظام الاقتصادي لاقلية الجلابة الشماليين الى عهود العبودية و تجارة الرق في السودان والذي كان محميا بالنظام السياسي الاستعماري في ذلك الوقت مثل التحالف بين تجار الرقيق الجلابة. كرم الله الكركساوي ؛ و الزبير باشا وامبراطورية عائلة محمد علي باشا في السودان ابان الاستعمار التركي . ومثل العلاقة بين الجلابين عبد الرحمن المهدي وعلى الميرغني بالادارة الانكليزية المستعمرة للسودان .
لتلك لجذور استمرت علاقة السياسية والمال ارتباط وثيق في السودان وبحكم ان تلك كلها في يدي عناصر محددة من المجتمع الجلابي يجعل من البلاد في ظل القوانين الاقتصادية والمالية القاسية من جهة وبقاء النظام السياسي المركزي يجعل من السودان حالة اقرب شبها للشركة التجارية منها للدولة .
في ظل هذه الوضعية وغياب قوانين تحدد المواطنة وتعترف بحقوق الانسان في بلد لا يعرف الديمقراطية تجعل العقلية الحاكمة من الشعوب السودانية في وضعية اشبه بالرقيق من نزلاء زريبة الزبير باشا من كونهم مواطنون ذوي حقوق انسانية .
طبيعة نظام الدولة :سياسية فصل عنصري
جنوب افريقيا كانت تطبق سياسية الفصل العنصري قانونيا ذلك عبر الفصل التام بين الاعراق ؛ وفي تقاسيم العمل والسكن وتوزيع الخدمات ؛ بينما يستولى على جهاز الدولة فقط من البيض كعرق وطبقة متفوقة .
السودان ؛ يطبق سياسية التميز العنصري غير المقنن بين الاعراق والطبقات واتباع الاديان ؛ في تقاسيم العمل والسكن والخدمات العامة تقوم السياسة على التميز بحسب العرق واللون والديانة . بينما يتولى ادارة شئون جهاز الدولة طبقة الجلابة .
الجلابة -وتلك جزي من سياسية الطبقة تسمح للسودانيين- من غير الزنوج الجنوبيين والنوبة غير المسلمين ؛ بالتحاق محدود ببعض خدمات جهاز الدولة اي انهم يعملون موظفين من الدرجة الثانية . هذا وكما يسمح باندماج محدود في الزواج بين المسلمين من غرب السودان واقلية الجلابة . الا انه وفي كل الحالات ولسبب شياعة الدين الاسلامي المشترك بين الغالبية ؛ يصبح من الصعوبة اكتشاف العنصرية في السودان كما الحال في جنوب افريقيا السابقة بالرغم من شعور جميع السودانيون به.
نشبة العنصرية في نظام الحكم في السودان بفايروز نقص المناعة المكتسبة (الاتش اي في ) الذي يعيش داخل خلية الدم بجيث ان القضاء عليه يقضي على حياة الانسان . اذ ان العنصرية في السودان مغلفة بالدين . وكما ان البحث العلمي مستمر لايجاد علاج لمرض الايدز بالقضاء على فيروز نقص المناعة المكتسبة فان البحث الانساني العلمي مستمر لايجاد علاج نهائي للعنصرية في السودان الذي يقضي بانهاء دولة الجلابة.
هوية الدولة في النظام العنصري
جنوب افريقيا : دولة اوربية في افريقيا ؛ تنتهج سياسية الفصل العنصري بين الزنوج ؛ لكن مستندة على فهم مستمد من الدين المسيحي. وهي هوية لا تستوعب السكان الاصليين وان يكن بين السكان الاصليين من هم يدينون بالدين المسيحي .
السودان : دولة عربية اسلامية في بلاد الزنوج ؛ و تطبق سياسية التعريب والاسلمة القسرييين عبر التعليم والسياسة العامة ؛ لكن بفهم بايات مستمد من الدين الاسلامي . وهي هوية لا تستوعب السكان الاصليين وان يكن من بين السكان الاصليين من هم يدينون بالدين الاسلامي .ومن بين الجلابة من هم من غير العرب.
يعتبر الادميسية وهم اتباع الاديان الافريقية التقليدية اقدم الاديان في السوودان ؛ و وجميعهم زنوج يعيشون في الجبال وبين الغابات المطيرة ؛ ويفرض عليهم حظر تام في ممارسة شعائرهم بقدر اكثر تشددا من المسيحين واليهود.
السكان والنظام الطبقي :
جنوب افريقيا السابقة :يبلغ عدد السكان 55 مليون نسمة ؛ يتوزعون على النحو التالي: 3 مليون من البيض وهم الطبقة الاولى . 12 مليون من المهاجرون الاسيويون وهم الطبقة الثانية وغالبهم هنود ويسمون ملونين . 40 مليون من السود السكان الاصليين وهم الطبقة الاخيرة.
السودان : 40 مليون نسمة ( مع التنبيه الى انه لا يوجد رقم حقيقي لعدد السكان حتى الان) . ويتوزعون على النحو التالي : القمحيون الجلابة الشماليين وهم الطبقة الاولى. و اعدادهم نحو 2مليون نسمة .
الطبقة الثانية هم المهاجرون الحلب نحو 1 مليون نسمة ويتكونون من ( حلب؛ اقباط ؛ مصريون ؛ شركس ؛ غجر ارنؤوط ؛ اغاريق ؛ هنود ) .
الطبقة الثالثة : هم العرب من غير الشمال (ومعهم من يرون انفسهم عربا بالتعبير الانكليزي) 9 مليون نسمة .
الطبقة الرابعة هم زنوج مسلمين ؛ والطبقة الخامسة زنوج غير مسلمين يشكلون 27 مليون نسمة ( اشير الى ان نحو 9 مليون نسمة كانوا زنوج الاقاليم الجنوبية قد اعلنوا انفصالهم في 9 جولية 2011 ف وكونا دلوتهم الجديدة .
اشير هنا الى تقرير انكليزي صد عام 1956 ف يصنف سكان السودان الى 69% من الزنوج ؛ و 31% من المهاجرون (الحلب والعرب ومن يرون انفسهم عربا) .
رعايا الدولة الحقيقيين
في ظل سياسية التميز العنصري فان جميع السكان لا يعتبرون رعايا الدولة ؛اذ الدولة لا تهتم وترعى الا من هم الطبقة الاولى ؛ وتعتبر البقية من بين اجانب ومحاربين لها . وعليه يكون على النحو التالي
جنوب افريقيا : اقلية البوير هم رعايا الدولة في (جنوب افريقيا) الحقيقين .
السود في جنوب افريقيا : شعب بلا دولة ؛ و يعيش الشعب تحت الاستعمار الابيض . وبالتالي يقاومون هذا الاستعمار ويصنفون اعداء الدولة وبالتالي تحاربهم بمقدراتها وجيشها.
السودان : اقلية الجلابة هم رعايا الدولة (السودانية) الحقيقيين باستثناء اقلية صغيرة منها تظل تعارض سياسية الحكومة التي تتولى اداردة البلاد في كل حقبة.
السود او السودان في دولة الجلابة شعب بدون رعاية دولة ؛ يعيش تحت الاستعمار الجلابة ؛وبالتالي هم يقاومون هذا الاستعمار فتعتبره الدولة اعداءها فتحاربهم بجيشها ومقدراتها ؛ وتطلق جواسيسها في صفوفهم.
وقد حاربت الدولة سكان الاقليم الجنوبي من الزنوج والغرب والشرق وومناطق البجال بل حتى انها حاربت غير العرب في اقصى الشمال من الزنوج النوبة البربر .
اشير الى الجيش في دولة الجلابة في السودان ومنذ نشاته لم يحارب عدو خارجي بل يحارب السودانيين ؛ هناك فارق بين دولة الجلابة والجيش في دولة جنوب افريقيا العنصرية ؛ ففي دولة جنوب افريقيا حاربت الجيش خارج حدود البلاد في ناميبيا التي غزتها جنوب افريقيا البيضاء .
استراتيجية الدولة :
تضع اي دولة سياسية استراتيجية ذات محاور لحفاظ على امنها القومي في الدول العنصرية في البلدين تكون الحالة على النحو التالي :
في جنوب افريقيا السابقة ؛تتبنى اسارتيجية ذات محورين : الاول تنمية جنوب افريقيا كمستعمرة بيضاء وزيادة العرق الهولندي وحفظ حياته . والتنميته بالتعليم والتفوق العلمي والمعرفة .
المحور الثاني المحافظة على تجهيل الغالبية السوداء وتدميرهم نفسيا .
في السودان تقوم الاستراتيجية ادولة الجلابة على محورين : تمكين الجلابة الشماليين على مفاصل الحياة عبر التفوق المعرفي والتعليمي .
والمحور الثاني تدمير المكون البشري السودانيين في كل الاقاليم عبر سياسية الحرب المفتوحة . سياسيات الافقار ؛ سياسة التعتيم التنويري ؛ سياسة التدمير النفسي ؛ و سياسة تهجير الشباب . وسياسية التدجين واستيعاب كخدمة للدولة.
اساليب تطبيق العنصرية
تحتاج الدولة في كل استراتيجية الى اساليب لتطبيق سياسياتها ؛ وهنا تنتهج الدولتنا الاتي :
جنوب افريقيا : فرض سياسية منطق القوة ؛ والاستعلاء العرقي مستوحاة عناصرها من الدين المسيحي والواقع القابض.
السودان : الفهلوة والنفاق وتحوير الديني الاسلامي . واستخدام اخلاق الشعب السوداني وقيمه. ثم فرض منطق القوة وسياسة الامر الواقع .
المجتمع السياسي الابيض
في اي بلد من البلدين يتكون كمجتمع سياسي من اوليغارشية الصغيرة يتباين في نظرته نحو الحفاظ على المستعمرة تظهر في شكل تيارات سياسية وفكرية تدير دولاب الدولة.
ويشمل المجتمع السياسي النخب القيادية في الاحزاب ومكوناتها التي تعرف بالبرجوازية الصغيرة تمثل العسكر والطلاب ونقابات ومنظمات مجتمع مدني ؛ وغالبهم من سكان المدن .
جنوب افريقيا الاحزاب : يتكون المجتمع السياسي الابيض في جنوب افريقيا من ثلاث تيارات ؛ حزب الوطني الحاكم (يميني) ويتكون في الاساس من الحزب القومي الافريكاني ؛ والحزب الافريكانير .و حزب المحافظين وهو حزب يميني. بجانب الحزب المتحد وهو حزب وسطي .
قاد الحزب القومي الافريكاني قبل وبعد اندماجه رجل الدين البروتستانتي فرانسوا دانيال مالان في عام 1948وهو الذي اصدر قوانين الفصل بين الاعراق . ويشبه في السودان باسماعيل الازهري صاحب نظرية الدولة العربية في السودان .
السودان : يتكون المجتمع السياسي الجلابي بدوره كمجتمع متبيض في البلد الاسود من ثلاث تيارات يقودها نخبة من اليغارشية الجلابة :
تيار اليمين وهو الاقوى : حزب الامة العربية الاسلامية ويختصر فقط في ( حزب الامة القومي) . حزب اتحاد السودان ومصر ويختصر فقط (حزب الاتحادي ) وقد انشطر من الحزبين عدت احزاب تحمل ذات الفكرة العروبية وتحافظ على سياسية التميز.
وقاد البلاد في عام 1956 ف اسماعيل الازهري وهو مدرس رياضيات يشبه بالبروتستاتني مالان في جنوب افريقيا فقد شرعن للحرب الاهلية في جنوب السودان واسس للدولة العربية في الخرطوم .
جبهة القومية العربية الاسلامية في السودان ؛ ويختصر على ( حزب الجبهة الاسلامية القومي ) .
يحكم البلاد حاليا .حزب المؤتمر الوطني ؛ هو حزب منشق من الجبهة الاسلامية العربية في السودان . وهو الحزب الذي اعلن الجهاد ضد السودانيين في اقليم دارفور وهم من المسلمين ويقوده الرئيس عمر البشير الشهير بكراهيته للسدانيين .
هناك حزب المؤتمر الشعبي ايضا انشق من حزب الجبهة الاسلامية ؛ ويقوده الدكتور حسن عبد الله الترابي وهو الزعيم الجلابي الوحيد الذي اصدر فتوى اعلان الجهاد على الزنوج السودانيين في جبال النوبة وجنوب السودان والانقسنا وشرق السودان .
وهناك الاحزب الدينية السلفيين ومثل حزب انصار السنة ؛ وحزب السلفيية والجهاد .
والتيار الليبرالي ؛ وتيار التحرريين الجلابة ( يعارضون سياسية الدولة ويدعون الى انهاء سياسية التميز العنصري.
تيار اليسار : الحزب الشيوعي ؛ الاحزاب القومية العربية الناصريين والبعثيين .
وتوجد احزاب يمينية اخرى اكثر تطرفا مثل (منبر السلام العادل) الذي يراسه شقيق والدة الرئيس البشير ؛ ويعتبر الزنوج الجنوبيون (مرض سرطاني ينبغي بترهم من البلاد) . ويعتبرهم مخلوقات ادنى منزلة من عرقه العربي وشبه السيد الطيب مصطفى بالمتطرف الابيض في جنوب افريقيا يوجان تيري بلانش .
المجتمع السياسي الجلابي بالنسبة للسودانيين اشبه بالمجتمع الاسرائيلي بالنسبة للفلسطينين في التوصيف العربي للحالة في اسرائيل وفلسطين . ففي اسرائيل التي تشبه بدولة الجلابي مجتمع سياسي فيه اليمين واليسار والوسط تعمل من اجل مصالح الشعب اليهودي بينما تعتبر الفلسطينين اعداء ويتباين اراءهم في كيفية التعامل معهم . كذالك في السودان يعتبر المجتمع السياسي الجلابي كل السودان اعداء وتباين التيارات في الحفاظ المستعمرة والتعامل مع العدو السوداني .
ويشبه اعضاء احزاب الجلابة من السودانيين باعاضء الكنيست من العرب الفلسطينين ؛ بحيث يكون هناك هامش حرية لبعض الاحزاب السودانية ان تنشا بعقلية جلابية او يلتحق بعض السودانيين بالدرجات الدنيا من الاحزاب الجلابية الخرطومية .
لعلاقات بين السياسية والمال في بطن الاقلية تجعل من اليغارشية الجلابة مجموعة اعمال تعمل لمصالحها الذاتية . وهذه الاحزاب حين تتولى السلطة تحويلها الى شركة تجارية وسكانها عمال برواتب متدنية.
احزاب وحركات السكان الاصليين .
في جنوب افريقيا : اسس السود من السكان الاصلين العديد من المنظمات والاحزاب السياسية المسلحة وغير المسلحة لمقاومة استعمار الفصل العنصري ؛ ونذكر منها حزب الوحدويين الأفريقيين ؛ وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وجناحه العسكري ( ام كي ) . و حزب انكاثا للحرية . والحزب القومي الافريقي . وحزب .
في السودان : اسس السودانيون بدورهم احزابا مسلحة وحركات ومنظمات سياسية لمقاومة الوضع العنصري ؛ مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان وجناحه العسكري ؛ وحزب سانو ؛ والحزب القومي السوداني ؛ وحركة وجيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة السودانية بجانب مؤتمر البجا وحركة تحرير كوش .
العلاقات الخارجية
تقيم جنوب افريقيا السابقة علاقات مع الدولة الاستعمارية ذات السياسية المشابهة على راسها الولايات المتحدة الامريكية ؛ واسرائيل وبعض الدول في اوربا الغربية ؛ وعلاقات سرية وعلانية مع منظمات عنصرية بيضاء في اوربا وامريكا.
تقيم السودان علاقات مع الدول العربية والاسلامية التي لم تفهم الوضع في السودان . وتقيم علاقات سرية وعلانية مع منظمات عربية مجموعة النازية العربية . ومنظمات اسلامية ارهابية مثل اقاعدة و التي تعتبر السودان مستعمرة ( اندلس ) في بلاد الزنوج.
مظاهر التميز العنصري
جنوب افريقيا : تقسيم العمل الزنوج عمال في المناجم والشركات ومصانع والبيض اصحاب اليقات البيضاء في الادارة .وجهاز الدولة .
الفصل العرقي في مناحي الحياة : يمنع السكن المختلط والزواج المختلط والتعليم المختلط . والمواصلات المختلط والعلاج المختلط . في مناجم الفحم والذهب ؛ ومساكن الصفيح حول المدن والاسواق .
تم عزل السود في مساكن خاصة بهم عرفت باسم البانتوستانات . ويمنع مغادرتها او الاختلاط بالاعراق الاخرى البيض او الملونون. على ان يحملون بطاقة هوية أو "تصريح" للاقامة و لتحديد المناطق المسموح بها للسكن والدخول والخروج، ولم يكن الأمر سوى عمليات كشات جماعي للزنوج الافريقيين ومطاردة ومعاقبة كل من يقوم بخرق التعليمات.
بقيت المدن في جوهانسبورغ وناتال والكيب وبريتوريا للاغنياء ؛ لا دخل السود الا للعمل كخدم او بنايين ؛ وتعمل النسوة السوداوات خدم في منازل البيض
السودان :اكثر تشددا ؛ تقسيم العمل . السودانيون عمال المشاريع الزراعية وشغيلة في الميناء ؛ وكل الاعمال اليدوية ذات الدخل المنخفض والجهد الشاق ؛ والمذلة . ومحرمون من العمل في الشركات والمصانع مثل جياد شركات البترول. و مناجم الذهب . اما الجلابة فهم اصحاب الياقات البيضاء في الادراة الشركات والمشاريع الكبيرة كما في جهاز الدولة . وملاك العمارات الفارهة والمساكن الجيدة.
الفصل العرقي في مناحي الحياة الاخرى بحسب الطبقات تكون الدخل الاقتصادي ؛ فتوجد فصل في التعليم والمواصلات والعلاج والاسواق : الاحزمة السوداء حول المدن الكبيرة ؛ ومساكن الصفيح ومساكن الكنابوا في المشاريع الزراعية للسود .
يعمل الزنوج في اعمال مثل جمع القمامة يسمون عمال البلدية او عمال الصحة ؛ والاعمال الملحقة بالبناء (الطلبة) وحراسة المنازل ( خفراء) وجمع فضلات الموظفين وسكان الاحياء الراقية (التجية ) . بجان تجارة الجوالة وعمال المشاريع اليدوية والحمالين . وتنشر الامية والامراض في صفوفهم .
وكان يعتبر الجنوبيون والغرابة والنوبة والانقسنا والبجا عرقيا محرومون من دخول المدن . وياخذ الجنوبيون مكانة متقدمة في سياسيات الدولة التميزية . ليس جزء من الدولة ولا يسمح لهم بالعمل في مؤسسات الدولة ويميزون عرقيا بالسكن والالتحاق بمؤسسات التعليم او العلاج في المشافي . حتى بعد نزوحهم من حرب الابادة في جنوب السودان اسكنوهم في احياء الحاج يوسف ؛ ومايو وجبرونة . ويشاركهم فيها السكن الزنوج الغرابة والنوبة . بجانب احياء امدرمان امبدات ؛ ودار السلام ؛ وزقلونا وجبرونة. وكل هذه الاحياء حول العاصمة فقيرة مثل مساكن الصفيح في جنوب افريقيا ؛ كما يكونوا في كل المدن احزمة سوداء في ود مدني وعطبرة وبورتسودان.
تعتبر الكنابو في اقليم علوة (الجزيرة ) فصل عرقي في السكن دون قانون مشرع وهي تشبه البانتوستانات مساكن العزل العرقي للسود في جنوب افريقيا. والا ان سياسية كشات السودانيين من قبل نظم الجلابة تتم باستمرار ؛ مرة كل عشر سنوات والقيام بحملة اعتقالات جماعي للزنوج السودانيين من غرب السودان وجنوبه وشرقه ومن الاقليم علوة والزج بهم في السوجون ثم شحنهم الى اقاليمهم تعرف بالكشات الجماعية.
خطوات لانهاء الابتهايد
في جنوب افريقيا : قاد لرئيس فريدريك ويليم دي كليرك إصلاحاتُ على النظام العنصري في الثمانينات بتقليل المعارضة المتزايدة. وهو يراس حزب الوطني .
كان النظام يهدف الى استيعاب زعماء الزنوج في النظام ذاته اي محاولة تجميل وجه النظام العنصري وهو ما رفضه زعماء الزنوج ولم يرضوا الا بتفكيك النظام والسماح للاغالبية الززنجية بحكم نفسها .
وهكذا ففي نهاية الثمانينيات دخل النظام العنصري واثر ضغوطات دولية واقليم في مفاوضاتٍ جادة لوضع حدٍ لنظام الفصل العنصري في البلاد ؛ وهكذا يعد 1991 ف اتفكيك تدريجي للنظام العنصري .وبدا التجمع من أجل جنوب أفريقيا ديمقراطية(كوديسا)لاجراء اول مفاوضات جادة .
جرت انتخاباتٍ ديمقراطيةٍ تعددية في 1994، و فاز فيها حزب المؤتمر الوطني الافريقى بقيادة نيلسون مانديلا. ليكون بذلك اول اسود يراس جنوب افريقيا . الا ان الاتفاق بين الحزبين لم يفكك النظام الفصل العنصري بشكل نهائي فلا تزال اثاره باقية في الاقتصاد ولم تحسم مسالة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي ارتكبها النظام العنصري وتركت ظلالها لا تزال حية في الدولة .
في السودان : اعتبر المفاوضات الذي قاده نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه حتى العام 2005 ف بالانباة عن حزب المؤتمر الوطني مع الزيعم السوداني الراحل جونق قرنق دي مابيور مقارب للاتفاق الذي عقده دي كليرك ونيلسون مانديلا في عام 1990 ف . الا ان المفاوضات التي انتهت باتفاق في ضاحية نيافاشا الكيني ادى الى انهاء الاحتلال الجلابي للاقاليم الزنجية الثلاث الجنوبية .
واستمرت سياسيات الفصل العنصري ساري على بقية اجزاء البلاد كما لو لم يتغير اي شئ . وكل الاتفاقيات التي عقدها نظام الجلابة مع الاقاليم الغربية والشرقية كانت تهدف الى استيعاب المتمردين عن الامم الزنجية في النظام ذاته ليجعلهم جزء من النظام وجزء من سياسية الانتهاكات وهي المنهجية التي رفضها نيلسون مانديلا ولم يرضى الا بتفكيك النظام .
راجع ومراجع :
"1. منفصلون لكن غير متكافئين- الشعب ‘الملون' في جنوب أفريقيا - تاريخٌ سياسي " لمؤلفه آر. اتش. دوبري، مطابع جوناثان بول، جوهانسبيرغ، 1994، ص 134-139.
مجموعة دراسات صدرت من مركز دراسات السودان المعاصر :
2. " السودان دولة طبقية :دراسة جديدة حول التقسيم الطبقي بالمجتمع السوداني .. دراسة مركز دراسات. السودان المعاصر صدرت في فبراير عام 2007 ف " .
3. نظريتي التهميش الممنهج و الاستعمار الداخلي في تفسير الازمة السودانية . دراسة مركز دراسات السودان المعاصر صدرت في مايو 2007 ف
4. الاتجاهات الرئيسية لاحزاب الكيان الجلابي ؛او تشريح المجتمع السياسي في الخرطوم . دراسة عن مركز دراسات السودان المعاصر صدرت في مارس 2010 ف .
مركز دراسات السودان المعاصر
قسم الدراسات والابحاث


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.