بتسويهو بايدك يغلب اجاويدك وهكذا حال قادتنا الحلقة -1- لم اكن ارغب فى الكتابة فى السياسة وتحديدا فى قضية الساعة التى استحوذت كل الأهتمام ليقينى بان كل ما يكتب (لعب فى الزمن بدل الضائع بعد ان حلت الهزيمة بالوطن)ولم يعد فى الوقت زمن لتغيير النتيجة بعد ان تلقت القوى السياسية حاكمة ومعارضة الضربة القاضية والسبب فى عذوفى عن الكتابة فى قضية لم تعد الكتابة تجدى فيها ان ما سأقوله موجود فى ارشيف صحيفة الخرطوم منذ مطلع التسعينات عندما كانت تصدر من القاهرة يوم كتبت فى شهر نوفمبر 92 مقالة تحتعنوان(ايها الذاهبون لامريكا ماذا تريد امريكا من السودان) وكان هذا يوم هرول كل قادتنا نحو امريكا بدعوة منها ليعودوا بعدها ويبصموا بالأجماع حكاما ومعارضين على خيوطالمؤامرة التى يتباكون عليها اليوم وقد اعدت كتابته اكثر من مرة طوال السنوات الماضية فى موقع سودانيز اون لاين وسودانايل كما كتبته فى صحيفة السودانى (وارشيفها موجود) وفى وقت كانت القوى السياسية حاكمة ومعارضة تعيش فى احلام زائفة على كل المستويات حتى استيقظت فجأة عندما تبقى من الزمن دقائق معدودة ويطلق الحكم صافرة النهاية معلنا عن تمذيق السودان ولكن ما دفعنى للكتابة ان قادة القوى السياسية استيقظوا من غفوتهم لثمانية عشر عاما لتنتابهم حالة من الهسترياوهم يشيعون وطنا باعوه بابخس ثمن عندما كان همهم جميعا البقاء فى الحكم او الوصول اليه لمن فقده حتى لو كان هذا على حساب دولة(كان اسمها فى الماضى وحتى وقت قريب) السودان. لهذا ماقصدت تناوله ان اقدم جرد حساب لهذه القيادات التى هيمنت على الدولة حاكمة ومعارضة ليدفع الوطن الثمن غاليا وهاهم بعد ان توحدت كلمتهم لآنقاذ ما يمكن لم يعد بيدهم ما يفعلوه.وهم الذين اضاعوهبالشراكة والمناصفة بين الطرفين.فلقد جعلوا ثمن صراعهم على السلطة ضياع السودان. هى الحقيقة المرة ليس بين قادتنا ولعلنى استخدم تعبير( قادتنا) مجازا فالتاريخ يشهد انه ليس بينهم من اصبح قائدا بارادة صاحب الحق وهو الشعب المغلوب على امره والذى سلبت اراداته على كل المستويات من اقتلع الحكم بالقوة ومن اقتلعوا الأحزاب دون تفويض من قواعدها وسخروها دعما للتامر على الوطن. هى الحقيقة انه ليس بينهم من هو بريئ من تمذيق السودان غير الراحل المقيم الشريف زين العبدين الهندى الذة اصدر وحده بيانا فى سنة 95 رفض فيهمؤتمر القضايا المصيرية وحمل فيه يومها الحكومة وقادة المعارضة ممثلة فى التجمع الوطنى حملهم فيه مسئولية بيع الوطن مقابل الحفاظ على السلطة أوالعودة اليهاوان كان يؤخذ على حزب الشريف انه بعد ذلك تراجع عن موقفه اصبح جزءا من المؤسسة التى كان قد ادانها بالتورط فى مؤامرة ضدالوطن ليصبح فى نهاية الأمر شريكا فى الجريمة فى حق البلد. لكم هو مضحك ومبكى فى ان واحد وقيادتنا سواء فى الحكم او المعارضة توحد رؤيتها فى العمل من اجل انقاذ السودان بعد ان لم يعد بيدهم ما ينقذونه به وهم الذين يتحملون مسئولية الورطة التى ادخلوا فيها السودان باسم شعب لم يفوض ايا منهم حكاما ومعارضين لأتخاذ مواقف باسمه تعرضه اليوم لضياع وحدته.. الصادق المهدى والميرغنى ونقد وابوعيسى ومبارك الفاضل ومن يقفون خلفهم من القيادات التى تشارك الأنقاذ اليوم التتباكى على ضياع السودان والذين يبذلون محاولات يائسة لأنقاذه مما فعلوه بالسودان كانوا شركاء اصيلين لحكومة الأنقاذ فى انجاح المؤامرة على السودان وهذا ليس اتهاما من جانبى لهم او تجنيا عليهم وانما هى جريمة هم انفسهم اعترفوا بها والأرشيف موجود لمن يشكك فيما ذهبت اليه. لهذا اقول لهم( التسويهو بايدك يغلب اجاويدك) وهذا ماجنوه من فعلتهم ولكن وبكل اسف ضحيتهم الوطن. ضحكت كثيرا وهم يتسابقون اليوم لأدانة امريكا التى يتهمونها بالتامر على السودان مع انهم غضوا الطرف عن موقفها يوم اعلنته رسميا فى سنة92 فامريكا لم تخف تامرها على السودانوكشفت عن رغبتها ومصلحتها علنا وبعلمهم وهو ذات موقفها الذى لم تحيد عنه حتى اليوم ولكنها اخرست السنتهم منذ كشفت عن تأمرها حيث لم يجرؤ ايا منهم على رفض موقفها المعلن لآن كل منهم لم يكن يرفض تقديم التنازلات فمن هو فى الحكم سكت حتى يضمن عدم رعايتها للمعارضة كما ان المعارضة فعلت ذات الشئ طمعا فى ان تعيدها امريكا للحكم اما امريكا فلقد عرفت كيف توظفهما للعبة وتحركهما بالريموت كونترول لتحقيق تأمرها وهذا ما انتهى اليه الحال اليوم.. ما يحدث فى السودان اليوم هو عين ما اعلنته امريكاقبل ثمانية عشر عاما عندما كشفت عن خطتها لتحربر السودان من الأستعمار العربى لهذا ليس غريبا ان يصبح الحديث اليوم عن استقلال الجنوب وليس الأنفصال. الان توحدت كلمة الطرفين (الغافلين) ضد التامر على وحدة السودان بعد ان لم تعد لهم كلمة فلقدواضاعوا كلمة (لا) للمؤامرة ا يوم كان بيدهم ان يقولوها ويفسدوها لانهم كانون يومها يطمعون فى البقاء فى الحكم او الوصول اليه عبر بوابة امريكا التى عرفت كيف توظف تهافت الطرفين للحكم مهما كان الثمن وهاهو السودان يحصد ما ارتكبوه فى حقه بسبب التشبث بالسلطة. فى الحلقة القادمة افتح هذا ملف بالتفصيل ولنترك التاريخ يحكم (من اضاع السودان) alnoman hassan [[email protected]]