كتب الأخ علي يس الكنزي عن مقتل الهادي المهدي مستنداً على ( وساويس ) و ( هلاويس ) .. وبنى مخرجات حديثة علىمعطيات وفرضيات خاطئه وحشد في حديثه متناقضات ووضع الأخ مختار طلحه لافتة يطلق عليها سهامه المسمومة دون وعي وتدبر .. وانا إذ أكتب هذه المداخلة دفاعاً عن الأخ العزيز مختار طلحه منطلقاً من مبداءين ..... المبدأ الأول هو (أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ) . والمبدأ الثاني هو حق الزمالة ... مختار طلحه من جيل الشرطة الذي كان يتنفس حب الشرطة برئتيه كما يتنفس الأوكسجين .. ونحن الجيل الذي أتى بعدهم وورثنا منهم ذلك ... أولاً : يا عزيزي علي يس الكنزي أعلم أن الأخ مختار كان ضابط شرطة قذفت به الأقدار إلى نقطة شرطة حدودية كان يؤدي فيها واجبه بكل مهنيه واقتدار وشاءت الاقدار ان يقوم جنوده في دوريه عاديه على الحدود بضبط متسللين عبر الحدود فحاول احدهم اطلاق النار على الشرطة فرد أحد الجنود وهو في وضع ( ارتكاز ) وتلك فنيات لاتعلمها يا أخ علي ,, لأن الشرطة لديها قواعد إسمها ( قواعد استعمال القوة ) تتدرب عليها دون كلل أو ملل وتحذقها وتحفظها عن ظهر قلب ..... تأتي الآن يا أخ علي وانت على جهل بكل المعطيات و تسخر من قول الأخ مختار ( عطلناه )!.. نعم كان القصد التعطيل .. لان الشرطي الذي اطلق النار كان في وضع ارتكاز والتنشين كان اسفل الجسم بهدف التعطيل وليس القتل .... ثم انه ماهو واجب الشرطة عندما تضبط اي شخص مهما كان متسللاً عبر الحدود و يشهر السلاح في وجه الشرطة ...هل تضرب له الشرطة تعظيم سلام لانها سوف تكتشف في آخر الأمر انه امامكم الشهيد !!! ثانياً : لقد حشدت في حديثك بعض الأستعارات والتشبيهات و الكنايات .. من شاكلة ( ممسكاً بقميصك الذي قد من دبر تهرول مدبراً لابلاغ قادتك .. ثم بالعدوة الدنيا والعدوة القصوى .. لم تكون بالغيه إلا بشق الانفس حيث يقيم لينين إله ذلك النظام !! ) فقد جاءت تعبيراتك هذه في غير مواضعها حيث يشبه ذلك ما كان ينسب الى ( حلاق الجامعه ) !! انا ضابط شرطة اذا وقع في دائرة اختصاصي حدث ألا ابلغ به قيادتي ؟! ثم ماهو شأن مختار طلحه بلينين و استالين وخروتشوف ؟!! ثالثاً : لقد أقحمت مسألة الاحتفال بالعيد المئوي (للينين ) وكأن الأخ مختار قد نظم ذلك الاحتفال و اشرف عليه وكان مشاركاً فيه .. يا عزيزي النميري الذي اقام ذلك الاحتفال عندما كان شيوعياً أحمراً .. ثم ثم تحول فيما بعد الى اسلامياً أخضراً تجالسه الملائكه كما صور له الثلاثي ( ابوقرون و عوض الجيد و بدرية ) !.. جاء فيما بعد ومنح مخصصات رئيس جمهورية كاملة وترشح في الإنتخابات وعندما توفى شيع من داخل القصر الجمهوري .. ويأتي في آخر الزمان ليتحمل وزر كل ذلك مختار طلحه!! حسب زعمكم ... رابعاً : هل الهادي المهدي مثل الحسين بن علي بن فاطمة الزهراء واي جريمه التي يهتز لها عرش الرحمن في خيالكم .. هل اداء الواجب يعتبر جريمة ؟! ولماذا لم تتحدث عن العميد ابو الدهب الذي دك جزيرة ابا بدباباته الم يكن العميد أبو الدهب يؤدي ايضاً واجبه المهني .. وهل لو مات الامام الهادي اثناء المواجهة تلك كان سيكون لك حديثاً آخر .. يا عزيزي الأمر أمر سياسة والكل كان يطلب السلطه وامامك دفع بالسذج والبسطاء في اتون معركة غير متكافئه ثم حاول ان ينجو بجلده ... خامساً : بعد الانتفاضه حاول حزب الأمه عندما وصل للسلطه ان يستغل هذا الحدث سياسياً وتمت محاولة فبركة محاكمة ظالمه للأخ مختار طلحه ولكن القضاء السوداني دائماً في الموعد كالعهد به عدلاً بالقسط فتمت تبرئة الأخ مختار وبعد ذلك قضى اعواماً في الخدمة ... سادساً : حاولت ان تصور ان الأخ مختار قد استفاد من هذه الحادثه بالترقيه ووسام الشجاعة والبعثه الى المانيا .. وهذا هراء .. لان الترقية ووسام الشجاعه امر تقديري لقيادة الشرطة ترفعه بتوصية للقيادة العليا وانا اعرف ان قيادة الشرطة في ذلك الوقت كانت قيادة مهنيه متجرده ومقتدره لاني عملت تحت أمرتها .. اما عن قصة البعثه الى المانيا فان الأخ مختار تم ابتعاثه الى المانيا بعد 9 سنوات من تلك الحادثه حسب دوره وحسب أقدميته وحسب الشروط التي كانت تنفذ بدقه بل كان الأخ مختار رئيساً للبعثه لانه كان اقدم ضابط بها بمعنى انه كان معه من هو احدث منه في الرتبه ومن هو اقل منه في الرتبه وقد شاءت الاقدار ان اكون من الدفعه الثانيه وعاصرنا فترة الأخ مختار في المانيا وشهدنا كيف قاد البعثه بكل كفاءة واقتدار وكانت له علاقات جيده مع الألمان سخرها لخدمة الشرطة ... ياعزيزي علي انا اعلم ان الأخ مختار اقدر للدفاع عن نفسه فهو لاتعوزه الحجه ولا المنطق ولا البلاغة ولكني قصدت ان استبق ذلك لاني اعلم كيف يتالم هذا الرجل العفيف الشريف النظيف .. يا عزيزي على كيف تقول ان الشرطة تتبرأ من الأخ مختار .. ومختار طلحه من جيل هم اقرب الى الصحابه تحسبهم اغنياء من التعفف .. فليسمح لي الأخ مختار ان اقول .. ان مختار طلحه يسكن في منزل متواضع في مدينة عطبره ولا يملك عربه ولا حتى عجلة ! وليس له من حطام الدنيا إلا معاشه الذي لايتجاوز الثلاثمائة جنيه وعندما عاد من ألمانيا احضر معه عربه من مدخراته في البعثه واحتفظ بها حتى احيل للمعاش ثم باعها ليقتات منها ! ومختار طلحه بمؤهلاته وخبرته كان يمكن ان يتبوأ اعلى المناصب ولكنه رجل لا يعمل إلا بقناعاته .. اختاره زملاؤه في الشرطة رئيساً لاتحاد الضباط المتقاعدين بعطبره ولكنه ترك المنصب عندما شعر ان ذلك قد يفرض عليه ان يعمل بعض الاشياء لاتتوافق مع قناعاته ... أقول كل ذلك واعلم ان مختار طلحه لامال ولا خيل عنده ليهديها لي .. ولكن ضميري يملي علي ان اقول كلمة حق في حق انسان ظُلم كظلم الحسن والحسين !! وأخيراً أقول .. من هرب من بلده بحثاً عن الفردوس المفقود وعاش على اموال الضمان الإجتماعي في دول الغرب وهبات المنظمات الكنسيه .. ثم تخلى عن هوية وطنه لقاء هوية بلد آخر .. ليس من حقه ان يوزع صكوك الغفران على الآخرين ولا ان يعطينا دروساً مجانيه في المهنيه والوطنيه. والسلام على من اتبع الهدى