(وتفجرت ثورة 21 اكتوبر التي تعطرت بدماء الشهداء وكانت شعاراتها المجد والخلود للشهداء . ولا يسعني إلا أن أقف مترحماً على روح الشهيد والصديق طالب معهد المعلمين العالي "" عبد الرحيم حمد على حران الذي استشهد في ساحة القصر . لقد سعى على قدميه للاستشهاد فناله بشرف وليس ( بالصدفة ) . حران لا يتذكره احد الآن لأنه لم يكن ضمن قوائم القبائل الأيدلوجية ، فلذلك لم يرد اسمه في سوق الرقيق السياسي وهذه نعمة كبيرة من عند الله سبحانه وتعالى ). "لمحة من كتاب صديق وّفي _مكتبة عثمان جلبة /كسلا " كان لمدينة كسلا الدور الكبير في انجاح الثورة وفور سماع أبطال كسلا مقتل الشهيد القرشي وإقتحام قوات أمن عبود لحرم الجامعة أصبح الشعب عن بكرة أبيه في حالة ثورة غضب عارمة وإستنكر الشعب هذا الأمر الذي هز مشاعره ورفعوا مذكرة إلأى قيادة جبهة الهئيات التي أسست قبل ساعات يستنكروا هذا العمل الإجرامي وطالبوا الجبهة بأتخاذ اللازم وفي أول أجتماع أقرت اللجنة الأنفة الذكر الاجتماع بنقابة السكة حديد أقروا تجهيز قطارين للذهاب إلى الخرطم لمناصرة الثورة هناك . وقد قامت نقابة السكة حديد بتجهيز القطارين ، ثم عقدت الللجنة أجتماعاً جماهيرياً بساحة سوق كسلا أمام مستشفي كسلا حيث شرحت للشعب قيام القطارين إلى الخرطوم لمناصرة الثورة .حيث فتح المواطنين باب التبرعات . وذلك في يوم 25/10/ 1964م وكان تبرعهم سخياً فاق الخيال . ثم توجهت جماهير كسلا في الصباح الباكر إلى محطة السكة حديد حيث أعدت نقابة السكة حديد قطارين الأول قباهة الساعة السابعة صباحاً والثاني قيامه الساعة الثامنة صباحاً وأعطت أشارة لكل المحطات بفتح السيماقورات وذلك لسير القطارين دون توقف . والفضل يرجع يرجع الي اسرة نقابه السكه حديد لبسالتها التى لها القرح المعلا في انجاح ونصرة ثوره اكتوير حيث قامت بتجهيز القطارين وأمنت كل المحطات لسلامة سير القطارين تحرك القطار الأول في تمام الساعة الساعة السابعة صباحاً يوم 2/10/1964م وبعد ساعة تحرك القطار الثاني . وسار القطارين بسرعة فائقة ولم يتوقفا في كسلا حتى محطة قلع النحل الزود بالماء والديزل . وكان القطارين يحملون أكثر من ألفي شخص . كتبت على صدورهم أسماؤهم تحوطاً للموت لا قدر الله . ومواطنوا كسلا الأبرار الذين رجعوا أكثر من الذين سافروا وكان بودهم السفر ولكن القطارين لم يسع الجميع . وكانوا يبكون لعدم مشاركتهم السفر للزود عن حرية هذا البلد العظيم . يعتبر الشهيد"الحران" احد أبطال اكتوبر الاشاوس من ابناء المحمية القلعة ،انتقل مع والده الى كسلا حيث درس بمدارس كسلا الاولية والوسطى ثم التحق بمعهد المعلمين العالي اي كلية التربية جامعة الخرطوم حاليا. تم تسمية حي بإسمه بمدينة كسلا ويضم هذا الحي، "حي الشهيد حران" وهو عبارة عن ثلاثة احياء سكنية بمسمياتها السابقة المختلفة كما ان هناك شارع سمى بإسمه حيث يقطن معظم اهله وابناء منطقته بالحي والمدينة برمتها منذ زمن ليس بالقريب انهم من توافقوا مع الامام المهدي في شمال السودان والتحقوا بجيوش المهدية (الانصار) اختاروا الحرب فحاربوا و شاركوا في النشاطات السياسية والعسكرية التي قادها الامير عثمان دقنة منذ ان حل بشرق السودان في أغسطس 1883 وخاضوا معارك الانصار ضد قوات الحكومة التركية والانجليز في شرق السودان بل وشكلوا الخارطة الجغرافية فيما يعرف باسم السودان لاحقا، هذا الوطن الذي يطوى سيرة ابطاله في احشاء الشموليات والعسكَر والايدلوجيون المتعاقبين على حكمه لفترات ليست بالقصيرة البته. نجد ان الانجليز اهتموا بجمع التراث الاستعماري و نقلوه الى اوطانهم بمكتبتي جامعة درهام وكمبردج بانجلترا ويعود الفضل للدكتور ابوسليم رحمه الله في استعادة الوثائق الى دار الوثائق القومية، رحم الله شهداء اكتوبر واسكنهم دارا خيراً من دارهم واهلا خيراً من اهلهم. سامر عوض حسين اكتوبر 2010 samir awad [[email protected]]