الاسلام دين رحمة ومودة ورأفة ؛ الاسلام دين االتعامل والمعاملات والعبادة . الاسلام هو ذاك الدين الذي أثر به التجار القادمون من شبه جزيرة العرب مهد الاسلام على أهل أي بقعة وطأتها أقدامهم ؛ فحسن الخلق والامانة والصدق والرفق والرحمة اقتنع به من دخل الاسلام بغير فتح والاسباب معروفة ؛ إذ أن الاسلام نظم كل أوجه الحياة برفق وطيبٍ ولين في التعامل ؛ ققيض الله له أن ينتشر في أصقاع الأرض في أصقاع المعمورة فرأينا الناس يدخلون في دين الله أفواجا ونذكر قول الله تعالى لنبيه الكريم مخاطباً إياه ( لو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).. الآية. الاسلام كرّم الانسان كونه خليفة الله في الأرض ؛ والتكريم لا يأتي إلا للتقدير والاجلال؛ تقدير من فةق سبع سموات ؛ ومع ذلك فابن آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون. ولما كان الاسلام دين رحمة وعدل ؛ فقد قدّم الرحمة الرحمة وجعلها فوق العدل ؛ وإلا لما أقرن الله بإسم الجلالة صفة الرحمن الرحيم . العقوبات في الاسلام تتدرج ولا تأخذ جانب الغلظة إلا حينما يفتقد الأمل من الاصلاح بعد المناصحة والاستتابة. المرأة هي نصف المجتمع وبالتالي هي ليست أحد ضلعي المدينة الافلاطونية الفاضلة ، فحن نعيش القرن الواحد والعشرين بتناقضاته وتبايناته واضطراباته . نحن نعيش في بلدٍ فيه (14) مليون نسمة تحت خط الفقر إناثاً وذكوراً. والمرأة السودانية مشهود لها بمنافحاتها ومشاركاتها الوطنية والاجتماعية والثقافية ، وهي بخلاف كثير من النساء في عالمنا العربي ؛ فالمرأة في بلادنا نالت حقوقها الدستورية كاملة حتى قبل المرأة في أعرق الديمقراطيات؛ لم تنل حقوقها تحت شعار تحرير المرأة بل نالتها لإدراكها بأنها متساوية في الحقوق والواجبات الدستورية أي المساواة في حقوق المواطنة لذا أصابت كل نجاحاتها وبرزت في كل مضمار بينما يدور جدلٌ في أقرب البلدان لدينا إن كان يحق للمرأة أن تعتلي منصة القضاء ، فالمرأة السودانية كانت قاضية منذ عقد الستينيات من القرن الماضي. في بلد به نسبة الفقر فيه عالية ؛ بلد لا يجد البعض فيه قوت يومهم ؛ هل من المنطق تطبيق الحدود الشرعية فيه ؟! ألم يوقف العمل بالحدود في عام الرمادة؟!.. ثم من قال أن أسلوب تطبيق حد الجلد - وعلى المرأة تحديداً – وبالطريقة التي شاهدناه في الشريط - الذي أثار الاشمئزاز وأساء للإسلام والمسلمين والانقاذ والسودان والسودانيين عموماً إيما إساءة هي الطريقة الشرعية المثلى لتطبيق هذا الحد؟! ربما أن الحكومة لم تتعظ من درس لبني الحسين الذي أقامت قضيتها الدنيا ولم تقعدها ؛ كل تلك الحملات الاعلامية لمجرد توجيه الاتهام لها ودون أن يصدر عليها الحكم أصلاً ؛ وعندما صدر استبدل بحكم الغرامة ؛ فما بالنا ونحن نشاهد الشرطي ينفذ حكم الجلد على أمرأة بسوط العنج وهي تصرخ وتجري متألمة علها تنجو من غلواء الشرطي وهو يجري وراءها أمام جمهرة من الناس وفي العلن وأمام أعين وعدسات العالم التي تتربص بالسودان وأهله ؛ والتي ما أن تجد مثل هذا الحدث القميء الذي يدعو للإشمئزاز والغثيان حتى توظفه إعلامياً وحقوقياً وإنسانياً فتجلب سخط ونقمة المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية. نحن نعلم أن المملكة العربية السعودية تطبق الشريعة الاسلامية منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز في بدايات القرن الماضي ، صدقوني لم أر ولم أسمع بتنفيذ حكم جلد بمثل هذه القسوة التي رأيتها عند تنفيذ الحكم على تلك المرأة في بلادي والتي هيجت بصراخها وولوتهال وهي تجري مستغيثة من الضرب المبرح بسوط الجمال وما من مغيث؛ كانت تهرول والشرطي على أثرها ملاحقاً يبرحها جلداً. كان مشهداً مؤلماً يستفر المشاعر الانسانية ويقطع نياط القلب ويستثير كل إنسان لديه ذرة من تقدير لأمه وأخته وإبنته وزوجته .!! أن عقوبة الجلد في المملكة تطبق ( بعصا صغيرة من الخيزران) وقد رأيت ذلك يطبق على الرجال وبصورة لا تستفز المشاعر ولا الأعصاب. وأوضح النبي مفسراً قول الله تعالى ( واضربوهن وأهجروهن في المضاجع).. الآية ؛ أن الضرب يكون بمثل عود السواك ؛ وإن أتت العقوبة الأخرى وهي الهجر في المضاجع فتعني أنها أقسى من الضرب ولكن ما أعنيه هو التدرج في العقوبو .!! الاسلام دين رحمة ورأفة ولين وقد أوصانا المصطفى الحبيب في حجة الوداع بالقوارير خيراً ؛ لأنه يعلم أن الخطأ من بني البشر وارد ولكن الحلم والرحمة فوق كل شيء.!! .. فهل في ذاك الكليب الذي تناقله مشاهدو يوتيوب شيْ مما ذكنا؟!! مع إحترامي للقضاء وقراراته ومع إيماني بالحدود وشرع الله ؛ إلا أن الرحمة فوق العدل وعقوبة الجلد على المرأة يجب إيقافها ؛ وحتى مراجعة تلك القوانين ؛ يجب أن يكون الجلد كالكي بالنار هو آخر العلاج لمن فقد الأمل في اصلاحهن وعلى أن يتم وفي الستر لا العلن وإن كان يجب على طائفة أن يشهدوا العذاب فيمكن التنفيذ داخل حرم سجن النساء وفيه من سيشهد العذاب ويجب أن يتم التنفيذ من قبل إمرأة مثلها تماثلها في القوة البدنية وليس من عذرٍ لأن لدينا شرطة إلا أن كان هناك من يصر للإساءة للإسلام والمسلمين .. للسودان والسودانيين. أما أن يصار إلى تكوين لجنة للتحقيق في أمر الشريط أوالاجابة على التساؤلات التي طرحتها الداخلية مثل لماذا ظهر الشريط الآن ؛ أليس هناك احتمالاً بأن يكون هذا شريطاً قديماً؟! ؛ إن كان ما يقصد بهذه التساؤلات تبرير الفعل وإيجاد مسوغٍ ومخرجٍ منه فهذه مصيبة بل مصائب مركبة ؛ فالقضية ليست في توقيت بث الشريط على يوتيوب ؛ القضية هي قضية مبدأ في الأساس وهو الجلد بهذه الطريقة الوحشية أو عقوبة جلد النساء تحديداً . كان الاجدر أن نتساءل : هل نحن وصلنا مجتمع الكفاية والعدالة لنطبق الحدود سواء على الرجل أو المرأة؟! أرجو أن نتوقف من الاساءة للإسلام والمسلمين .ز وللسودان والسودانيين.!! ([email protected])