بسم الله الرحمن الرحيم من قصيدة للقدال في سرادق ظل ينصب منذ سنوات خلون في نفس الصباح وفي ذات الساعة العاشرة من يوم 25 ديسمبر من كل عام احتفالا نهاريا حميما طابعه أسري ويحضره الأصدقاء والمحبون، تحفه المسرات للجمع الحاضر والتبريكات لصاحب الميلاد، إحياء لسنة استنتها والدته رحمة( لها الرحمة)منذ كان، دونا عن إخوته الباقين لأنها رأت مناما ثم صحوا ما أوقر في صدرها أن للصادق صفات ينبغي الإحتفال بها من أجل الإقتداء، وهكذا سرنا، نحتفل به كل عام حفلا مسائيا اعتاد إحياؤه الراحل الحبيب صلاح عبدالسلام رحمه الله ونهاري درج مكتبه الخاص على إقامته سنويا في ذات الميعاد مع معرض مصاحب عن سيرة الرجل بذات فكرة والدته –قدوة للأجيال ، وقد كان البرنامج متنوعا وينحو إلى المرح والطرب الرصين ولا يخلو من وقفات جادة مع النفس من صاحب الميلاد لكنه هذا العام كان بطعم هذا العام . طعمه الملوحة كما قال صاحب الميلاد في كلمته التي ألقاها إسهاما منه في نهارية التفاكر في مصير الوطن (الكلمة تجدونها في موقع حزب الأمة) وقد ألغي الاحتفال بصورته التقليدية هذا العام لما يمر به الوطن من ظرف عصيب وبقوله حفظه الله:(نحنا في مأتم كيفن نحتفل؟). وجهت الدعوة لشخصيات وطنية وأخرى أجنبية للتفاكر في مصير الوطن وسمي اليوم بنهارية المصير الوطني.خيّم على الجو حزن ودموع وفارقته الضحكات وغابت عنه أغنيات الصغار من أحفاده الذين يحتفون بوالدهم الإمام سنويا في مثل هذا اليوم بنشيد (هلّ العيد هلّ العيد أبوي الصادق انت العيد.. الذي نظمته الحبيبة رباح )فالحاضرون جلهم من المشتغلين بالهم الوطني وبتلك الصفة فهم مدركون أن كل دقيقة تمضي منذ الساعة ترحل بجزء من الوطن عزيز بل تنذر برحيل أجزاء أُخر إن لم يكذب الله الشينة فيتلطفنا بعنايته ومضى الأمر كما هو (دون معجزات)- لعبة في يد المؤتمر الوطني. وعلى الجمع المهموم خيم حزن مقيم زادته اعتداءات باغية ،لم يمكن مواجهتها أو صدها عينا بعين وسنا بسن وقعت مباشرة قبل سويعات من نهارية المصير الوطني الحزينة فقد اعتدى عسكر نظاميون على المنصورة والعم الشيخ محمد الغزالي(74 عاما) وآخرين ضربا مبرحا على أم الرأس أمام دار حزب الأمة في طريقهم لأداء صلاة الجمعة في مسجد الإمام عبدالرحمن بودنوباوي وأطلقوا البنبان المسيل للدموع فتشتت الرجال والنساء مثل بهم ،لا تلوي على شيء . وليس صحيحا ما قالته الشرطة في بيانها الذي أصدرته تزعم فيه أن الأنصار قفلوا الشارع ورشقوا أفرادها بالحجارة!وهل يقدم عاقل على رشق شرطة مدججة بالسلاح ومجردة من الإنسانية والرحمة بالحجارة هكذا دون مقدمات؟ فقد كان الذاهبون الى الصلاة يومها راجلين قد استمعوا لقول حبيبهم قبلها بقليل موجها لهم في كلمته لممثلي الحزب بالولايات في ذات يوم 24 ديسمبر2010 :(ثم أني أعلنت أننا سندعو لمؤتمر عام فأمر الناس شورى بينهم .لأن هذه المسائل خطيرة وتستلزم قيام المؤتمر العام كيما يتداول الناس الأمور بكل جوانبها وفي هذا الأمر يا أحباب اعتبروا حكمة: "المشي قدام الخبير ضهاب" واعتبروني في هذا الأمر خبير، وأنا عارف الحماسة الموجودة وعارف الناس وروحهم لكن هذه الروح لازم ندخرها لوقتها (حاجة قدرها النملة ما بقتلوها بعتلة). لم تكن نية من مشوا سوى الصلاة وربما التنفيس عن الغضب برياضة المشي وحماس دعاهم إلى الهتاف بالله أكبر ولله الحمد وعاش الصادق أمل الأمة، فقد بلغ السيل الزبى فعلا كما قال الإمام في نهارية المصير الوطني فتمت مواجهة أفراد محدودي العدد لم تأذن لهم القيادة بمظاهرة بدليل تفرق معظم القيادات ولكنهم ووجهوا بالقوة المفرطة وقد تقدمت مريم الصفوف عشما في قيم سودانية حسبت أن الغلاظ يخفونها فلن يضربوا سيدة تكلمهم لتزيل اللبس إن وجد وهي تراهم متحفزين لمنع المتقدمين بالعنف ولتوضح لهم أنهم فقط يريدون الذهاب للصلاة سيرا حتى مكانها فكان يمكنهم مثلا أن يطلبوا منها –وهم يعلمون منصبها القيادي في الحزب - أن توجه جمهورها بالسير دون هتاف أو على أسوأ الفروض يطلبون منها الرجوع بالحسنى أما أن يدفعها أحدهم ويضربها أعلاهم رتبة على رأسها أكثر من سبع ضربات حتى يشج الرأس وتكسر اليد حتى تهشم فهذا ما جعلها مستغرقة في دهشة لم تغادرها ودهشة لم تغادرنا : كيف تؤتى من حيث أمنت؟ فأخذت القيم التي نعرفها تتنادى لدى بعض الأحباب خلفها فاستهانوا بالموت ورشقوا المعتدين المتمنطقين بالخوذات بحجارة لم تؤذهم ولكنها أثبتت لهم أن لكل شيء حده فلا يمكنك ضرب سيدة وشيخ وهم عزل ثم تنجو بفعلتك كأن شيئا لم يكن . ابتدر النهارية العبقري القدال برائعة طفحت بالحزن واللوعة أنهرا عنوانها (طواقي الخوف)و أدلى المتحدثون كل بدلوه تحدث بعد الإمام أستاذ كمال الجزولي، ثم السيد أحمد عبدالرحمن، أعقبه السيد ياسر عرمان والسيد يوسف الكودة والسيدة زهراء عبد النعيم وانتهت النهارية بأناشيد وطنية ومدائح مهدوية حاول من حضرها الخروج من الجو المأساوي، استعانة بالحماسة لكن العرضة وهي الرقصة التي ترمز لتراث من القيم السودانية الأصيلة و قد حاول البشرى بها إدخال بعض السرور لقلب والده الذي عهده محتفيا بها ، بدت مثل انتفاضة أسد جريح. هذا زمان أمره عجب!فبينما سارت فيه الحقوق باتجاه إيجابي دعما لحقوق الإنسان والمرأة والطفل والحريات الدينية واحترام الخصوصيات الثقافية وإرساء القيم الديمقراطية وإعلاء دور المؤسسات على دور الأفراد ،فقد تطورت على الجانب الآخر أيضا آلات الحرب فيه بصورة حولت النزاعات التي تحسم بالحروب إلى متسببات في الدمار الشامل ،صار الآن لدول الاستكبار الغلبة في ميدان استخدام السلاح برغم يغظة الضمير العالمي وصار للدول في عوالمنا التي لم تساير عصرها بإعطاء مواطنيها حقوقا كالتي ذكرتها هنا، مجالا واسعا للقمع باستخدام تلك الآلة المدمرة التي لا تترك مجالا لشجاعة الأفراد ولا فرصة لإقدام القيادات إن هي اختارت المواجهة المسلحة دون ارتهان لأجنبي . صحيح أن العنف باستخدام السلاح يمكن مجاراته لمن ترك دون خيارات. لكن لكي تحصل على سلاح تواجه به دولة تسيمك الضيم ، فأنت مضطر إلى رهن إرادتك لدولة أخرى تسلم لها بتنفيذ أجندتها التي قد تكون في تعارض مع مصالح أهلك ووطنك ودينك بينما تساعدك هي وتقويك في وجه الدولة التي ترفع سلاحا ضد مواطنيها .فلم يبق إذن من سبيل إلا طريقا واحدا يقلل من خسائر المقاومة الوطنية المادية ولا يرهن الوطن لمزيد من التحكم الأجنبي وهو الآن الخيار المتاح كما أعلن حزب الأمة بلسان رئيسه الإمام الصادق المهدي لدى لقائه بقيادات الحزب بدار الأمة في صبيحة الجمعة 24 ديسمبر 2010 بقوله(الجهاد المدني وسيلة مجربة هي وسيلة قوية جدا بتنفع لقدام للمستقبل بتنفع هذا الموقف) . وكما أمنت قوى التحالف في يوم الأحد 26 ديسمبر بعد يوم واحد من اعتداءت الشرطة على قيادات حزب الأمة وكوادرها وأعلن كل الوطنيون سيرهم في دربه ترجيحا له على الدروب الأخرى . كان الإمام المهدي عليه السلام محظوظا، أثمرت قدراته القيادية الكارزمية وجهده الخارق الذي بذله لتربية مناصريه خيرا كثيرا استطاع بتفجيره لملكات الشجاعة الكامنة في الجندي السوداني وتطعيمها بقيم الفداء والتضحية التي يبثها الدين في زمن كانت فيه الآلة الحربية محدودة الأثر يمكن مواجهتها ،و بالإرادة القوية والعناية الإلهية استطاع بتلك المعطيات تحقيق النصر المادي المبين على أعدائه بينما أدى تطور آلة الحرب وتكالب الأعداء فيما بعد لهزيمة دولة المهدية ماديا والمحاربون هم ذاتهم لم يتبدلوا ولم ينتقص حماسهم ولا إيمانهم لكن عابه عدم إدراكهم :أن الشجاعة والحماسة لن تجدي فتيلا ان كانت الصدور عارية تضرب بالمكسيم فتلك نواميس الهية من أراد مواجهة المدافع عليه اقتناء المدافع أولا، فزمن المعجزات قد ولى . لكن الهزيمة المادية قابلها نصر معنوي عظيم فتلك الشجاعة الباهرة شهد بها الأعداء وقال ونجت الذي حيا جثمان خليفة الصديق للجندي الذي استنكر تحية القائد لعدوه(إنك يا فتى لا تدرك شجاعة من قتلنا!) وبهذا ماتت الدولة لكن قامت الدعوة إلى يوم الناس هذا. أدرك الامام عبدالرحمن ببصره الثاقب في طور المهدية الثاني أن مواجهة مدافع المكسيم بالصدور العارية ستقبر الدعوة التي استهدفها أعداء الداخل والخارج فابتدع درب الجهاد المدني وارتضى التطور الدستوري لكن دون إغفال لروح الجهاد فالروح القتالية للأنصار حفظت معبأة يتم استخدامها ضمن وسائل الجهاد المدني بمثل ما اصطف الأنصار في مارس 1954 لاسماع الرئيس المصري محمد نجيب صوت الإستقلاليين وعندما منعت قوات الأمن المستقبلين بالقوة وحّول المشرفون على استقبال نجيب مسار موكبه ،كانت حوادث مارس الشهيرة وعند طواف الأزهري بأقاليم السودان أراه الأنصار مدى حرصهم على الإستقلال ومدى استعدادهم للذود عنه إضافة لتفاعلات داخل الصف الإتحادي وخارجية في مصر التي أرادوا الإتحاد معها وقد غمطت نجيب ابنها فما كان من الأزهري إلا أن انصاع لقرار الإستقلال وأعلن ذلك طوعا أو كرها لا ندري لكن النتيجة النهائية إعلان السودان في الأول من يناير 1956 حرا مستقلا دون شق بأن يتبع بريطانيا ضمن منظومة الكومنولث ودون طق يتبعه للتاج المصري بذات رؤية الإمام عبد الرحمن والإستقلاليين. اليوم نحن مواجهون باستعمار داخلي صحيح أنه سوداني الملامح والسحنة لكنه لا يقل ضراوة عن الأجنبي الذي لفظناه عنوة في القرن قبل الماضي، وبوسائل السياسة والجهاد المدني في القرن الماضي . هو استعمار كامل الأركان فأهل الحكم يرسمون توجه البلد حسب رؤى أحادية ويلفظون الآخرين وبمنطق القوة دون غيره فهم يعرفون أن تلك الانتخابات ابريلية في أصلها وفي مبتداها وفي خبرها ولا تخول لهم الشرعية ويعرفون أن الشعب الذي يتحكمون في مصائره لهم كارها يلعنهم الصباح وحين يمسون ولا يبقيهم سوى تلك الآلة الحربية التي تطورت بمعزل عن حقوق الإنسان وان كانت بمباركة دولية ،تزيد من وزرها إذ يكون المعنى إستسلام كاملا للأجندة الخارجية :يغلق الباب ويقول هيت لك! في نهارية المصير الوطني حدثنا السيد احمد عبدالرحمن الذي تم تقديمه كعاقل من المؤتمر الوطني فأرخيت السمع عله يكون كذلك فقد كنت كفرت بعقلاء من هذا المؤتمر لا يجهرون بالتوبة لكني قلت لعللها تكون درة تحت الركام. بدأ حديثه رصينا وشهد للامام الصادق بما يشكر عليه لكنه في الجد حدثنا بما جعلني أضيفه لقائمة الانفراد والعناد التي كنت قد عددتها في مقالي السابق بعنوان: (صادق الإمام رجح الوزن) وسأعلق على بعض ما قال دون التزام بترتيبه . للأسف ردد الرجل حديثا كنت قد سمعته في التسعينات من إنقاذي صغير خارج السودان كان يطلب مني الإمتثال لأمر الله الذي يؤتي المللك من يشاء وينزع المللك ممن يشاء إشارة إلى قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير )آل عمران آية 26، ولا يمكن أن يحتج بهذه الآية هنا لأن الله يقول في محكم تنزيله (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك ماواهم جهنم وساءت مصيرا )النساء آية 97. أمرنا أ لا نرضى بالظلم ولا نستكين له لأن أرض الله واسعة إن كنا مستضعفين فلا بد من المقاومة ولو بأضعف الايمان وهي الهجرة الجماعية ان عجزنا عن التغيير وما الذي يحدثنا به السيد احمد عبدالرحمن إلا أقوال نطق بها علماء السلطان من زمن بعيد تزعم أن طاعة أولي الأمر ملزمة وما علينا إلا الصبر على الأقدار :على نميري وعلى البشير.ولكن المريب أن الدعوة المعيبة وعيبها ظاهر تكيل بمكياليين ذلك أن أنصار نفس الحركة بعد أن دارت عليهم دوائر مايو قالوا بمقاومة نظام مايو المترنح ساعتها بل أنهم خانوا الوطن وخانوا الدين والأمانات بعد ذلك بسنوات بانقلابهم على النظام الشرعي في يونيو 1989! دون وجه حق . إذ الصبر مطلوب هنا لأن الحكم شرعي أتت به انتخابات صحيحة واضعين السيف في موضع الندى.وتسائل عن لماذا تستعين المعارضة بالأجنبي وتجعل الرئاسة للأمبيكي في مقترح القمة السياسية الذي يبحث قضايا الوطن الشائكة. يا سبحان الله ومن رهن كل الوطن منذ زمن للأجانب طوعا منذ 1989؟وهل يستمع أهل الإنفراد والعناد الا لعصا أمريكا وجزراتها وهل يحترمون الا العيون الزرق وكل أجنبي؟ ثم قال: (وليته صمت) تلك مسيرة خالفت القانون إذ لم تأخذ إذنا بالخروج وهذا تخلف!وللمفارقة رد عليه في ذات النهارية السيد ياسر عرمان الذي يصنف علماني (وهل يؤخذ إذن للصلاة أليست هذه دولة المشروع الحضاري التي ترى تطبيق الشريعة؟! ). ذكر أنه ردا على تساؤل الطيب صالح المشهور(من أين أتى هؤلاء؟) قال له الناس يتناسلون (وكيفما كنتم ولي عليكم). فهل حقا نحن بتلك البشاعة؟ في السياق نظم عالم عباس شعرا في قصيدة له عنوانها (وطن يباع ويشترى وهلم جرى) منها : وتجسَّمتْ في الليل أشْبَاحٌ بدتْ فيهم ملامِحُنَا فهم أشْباهُنَا وحصادُ ما اكتسَبَتْ أيادينا وهُمْ أوْزارُنا فاحتْ نتانَتُهَا فأغْرَتْ مِن ضواري الليل والآفات من كل النفايات التي يأتي بها ليلاً غُثَاءُ السَّيْلْ ألا مِنْ أيّ أْركانِ الظَّلام أَتَوْا لكن الكاتب الاسفيري سالم احمد سالم له رأي آخر جدير بالتأمل، في مقال له نشر الخميس 23 ديسمبر على سودانيل بعنوان: (الجماعات الباطنية احتلت السودان .. وتتربص السعودية والخليج ومصر) يقول( أيها السودانيون أن خلايا الجماعات الاسلاموية لا تعترف إلا بكينونتها هي فقط وتسقط ما غير ذلك من هويات قطرية أو روابط دم وقربى. ومن حيث أن الانتماء للوطن والشعب هو الذي يحدد الهوية. فالجماعة الحاكمة لها هوية أخرى وانتماء كامل للجماعات الاسلاموية وأسقطوا نهائيا هويتهم السودانية فلا يرونكم منهم ولا يروا أنفسهم منكم لذلك يسمونكم القتل والعذاب ما بقيت هذه الجماعات الاسلاموية الأجنبية تستعمركم. نعم هي جماعات استعمارية أجنبية، ولو كانوا جماعة محلية وطنية ضالة لما صمد حكمهم أكثر من عام أو بضع عام، لكنهم جزء من آلة جهنمية أخطبوطية لها مدد خارجي من المشورة والعتاد والخبرات الكبيرة في عمليات قمع الشعوب وفرض الهيمنة. نعم أعضاء "خلية الواجهة" لهم سحن وأسر وأصول سودانية، لكنهم ليسوا بسودانيين من حيث الانتماء الوطني والمعاملة .. فلا يخدعنكم المظهر والعمائم وأكل الكسرة .. "وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ" التوبة.انتهى. ويستدل على قوله بمشاهد واقعة من مظاهر للعنف الوحشي ودلائل على الارتهان الكامل للأجنبي ربما أوردت ملخصا تنفيذيا لهذا المقال لأهميته ان لم تجد مستجدات تذهل والدة عن ولدها في مقبل أيامنا. ليس أمامنا اذن سوى طريق الجهاد المدني الذي تتنوع وسائله كل بقدرته :بدء من كشف سوءات الحكومة في كل تجمع في بيوت العزاء وبيوت الأفراح وقعدات الونسة وفي الجامعات والأسواق وكل مكان انتهاء بالتظاهر السلمي والاضرابات وما قد يتفتق عنه ابداع المبدعين وعلينا مقاطعة الانقاذيون وحصارهم اجتماعيا فلا نزورهم ولا نجاملهم ولا نتعامل معهم ليس أمامنا سوى هذا الطريق بعد أن سدت المنافذ أمام الحلول التي تشركهم- يجب عزلهم واعتزالهم. سأترك القول الآن حتى نهاية المقال للأستاذ سالم أحمد سالم وأرجو من الجميع تدبر قوله بالتعقل اللازم (هي الحرب الدينية إذن .. لا توجد ذريعة أخرى عدا الحرب الدينية .. عدا العودة إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح. والحرب الدينية مخطط لها عن طريق جذب الحركة الشعبية إلى مواجهة عسكرية، ومن ثم تنطلق نداءات الجماعات الاسلاموية من أجل حماية الدين وحماية القيم وحماية الأسر والنساء من الفجور والفساد وحماية الشباب من الخمر والفاحشة .. وأن الله لن يعبد في السودان إذا انهزمت "العصابة" المؤمنة! وهكذا تعلن شبكة الجماعات الاسلاموية الجهاد في سبيل الله "للحفاظ على ارض السودان طاهرة من رجس الكفار !" .. وتنفتح المطارات والحدود لنقل طالبان والعرب الأفغان وكل سكان كهوف تورا بورا ومن كل أرجاء المعمورة.
بكل تأكيد هذا الجهاد المعلن على الهواء لن يكون ضد "الكفار" الجنوبيين، لكنه سيكون ضد المواطن في بقية السودان! فالجنوب المستقل سوف يكون تحت حماية دولية صارمة، فالجيوش العالمية موجودة ومن السهل تدعيمها بجسور جوية. وسوف تقوم حكومة الجماعات الاسلاموية بالتوقيع الفوري على وقف القتال، وسوف يتم توسيع بيوت الأشباح ودعمها بجلاوزة غلاظ من الوافدين الذين لن يرحموا امرأة ولن يوفروا عرضا ولن يوقروا كبيرا .. ألم نقل أنهم لا يعترفون بالحدود والهويات الوطنية؟ أرض السودان أرضهم والشعب السودان ذبيحة على مذبح الشيطان .. أيها السودانيون .. أنتم مستعمرون استعمارا استيطانيا لم تعرف جنوب أفريقيا نظيرا له في السوء والاستبداد .. قوموا إلى تحرير أنفسكم وبلادكم قبل فوات الأوان .. أيتها الحركة الشعبية أذهبي بالجنوب إلى حين، لكن نحذرك من التعامل بردود الفعل حتى لو اغتالوا سيلفا كير نفسه أو ضربوا جوبا بأطنان القنابل ..انتهى ولا حول ولا قوة الا بالله ،حسبنا الله ونعم الوكيل ثم حسبنا الله ونعم الوكيل ثم حسبنا الله ونعم الوكيل .وسلمتم umsalama alsadig [[email protected]]