أُغلِقت قضبان السجن على الصُحافي (عبدالقادر باكاش) وزميلة بصحيفة (صوت برؤوت) (أبوعيشة كاظم) و و(فُتِحت) عبرهم طاقة واسعة من الإحتمالات المشفوعة بالحيرة حيناً والشماتة حيناً والخوف والإرتياب احياناً كثيرة وإستدعت مواطن النقاش مقولة(الثورة تاكل أبناءها) وجُدّدت بحبسهم بؤر الصراع بين حاكمية الحاكمين ونيّات المعارضين وجاء حبس باكاش وأبوعيشة على ذمة مقال كتبيه الأول بصحيفة صوت برؤوت إشتكت بسببه الاجهزة الكاتب ورئيس التحرير والصحيفة , وصوت برؤوت صحيفة محلية أصدرها رغبة الحزب الحاكم بولاية البحر الاحمر ينافس بها صحيفتي (بورسودان مدينتي) و(امواج) وينافس بها الحزب بقية فروع الحزب بولايات السُودان المختلفة وإختار ت له قيادات الحزب الحاكم بالولاية (المتهمين) وتحمّلا مسئولية منافسة (مدينتي وامواج) وتهيأت الصحيفة وطاقمها للإنطلاق للقومية لولا (نفس حار) أراده بكاش (تنبيهاً) لمايمكن حدوثه بمحاولة قراءة مستقبلية للسُودان وسمغته الأجهزة (تلويحاً) و(تحريضاً) بسحب زمان خروج المقال وماكن , فالزمان زمان ظرفٍ سياسيٍ حرج والمكان بوابة السُودان التي تراهن عليها أطماع الداخل والخارج والأجهزة السياسية أزعجها خروج المقال من داخل الحصون الصديقة وفي لحظة فوران جماهيرية شقيقة في كُل من تونس والجزائر والجارة مصر تبدأ ب (إنتحار متطوّع) وتنتهي بالحرائق تعم البلاد وتُراقبها أجهزة مخابرات عالمية وتنظُر إليها أجهزة (مُعارضات) داخلية بعين الصقر الذي يحاول خطف (زُغب) الإستقرار السوداني وتتزامن معها ازمة إقتصادية داخلية رمت بها أزمة إقتصادية عالمية بوقت متاخر على ربوع البلاد وأجّج تأثيرها الصرف الحُكومي على مُستحقات نيفاشا وشقيقاتها بأبوجا والقاهرة وأسمرا والدوحة و(هلُّم فاوض) وقضية (صوت برؤوت) تبقى هي قضية نشر عادية أو هكذا يُفترض فيها أن تكون صدر بها (مقال) إستشعرت الأجهزة بحساسيتها العالية أنه يُمكن أن يُثير نوعاً من البلبلة يتمناها البعض ويعمل لاجلها البعض الآخر ويهرّع بها بعضهم لمحاولة إعادة فتح ملفات الصراع القديم بالحزب الحاكم بالولاية والتي حُشرت فيها (إثنية الصراع) حشراً لولا حكمة السيّد محمد طاهر إيلا والي الولاية ورئيس الحزب بها والتي وضعت خطاً احمراً فاصلاً بين العمل العام والإنتماء الإثني وذهبت كافة أفعاله إبان (الخلاف) إلى تفريغه من أي مضمون إثني وأبلى في ذلك البلاء الجيّد فخابت آمال (محدودة) وإرتفعت مكانة الوالي في نفوس كثيرين , هذا (الخلاف) الذي يحاول البعض إعادة قراءته من خلال وضع باكاش وأبوعيشة وبرؤوت كمن يقبع خلف قضبان الصراع بداخل الحزب الحاكم بين أجهزته المختلفة وبين قبول النظرية والرأي للاخذ والرد تبقى مضيئات لا تهتم تلك الجهات برؤيتها وأهمها وهو عدالة أجهزة القانون في مُراجعة كُتاب الرأي ولو كانوا من (اهل البيت) فالمُساواة أمام القانون بين حاكم أو مؤيد لحاكم أو معارض هي بقعة الضوء المنيرة التي يسعى مخالفوا الحكومة لتجاهلها خشية إصابة أعين بعضهم بالضرر , وباكاش ذلك الشاب (نحيف) البنية (قوي) الهمة والنشاط تمكن ومن داخل أسوار حبسه إبراز نقطة ثانية هامة وجيدة هي قوة النسيج البجاوي والذي يتسامي علبى الخلافات الإثنية والمعتقدات السياسية بمرور عدد من المتنقضات الإثنية والفكرية بقضيته ودعمهم له هنا وهناك دون الدخول في تفاصيل ما حدث عملاً على إخراجه وزميله من حبس (المركز) لتأتي المُحاسبات لاحقاً داخل بيت بجاوي تعود إجادة المحاسبات الداخلية , كُل تلك المجهودات لا تنفصل عن إطمئنان بجاوي داخلي إلى وضعية أبناءهم القانونية والتي لم تصل بعد إلى حد أن يُغلِق الأبواب لمسارات الحل والذي لن يأتي بمعزل عن القانون وسلامة إجراءاته تأكيداً لسيادة حكمه دونما إغفال لجنوح نصوصنا القانونية ومبادئها إلى العدالة أكثر من ركونها إلى إلى الإجراءات وماسُلطات السيّد رئيس الجمهورية في العفو او سُلطات السيذد وزير العدل في وقف الدعاوى الجنائية إلا بوّابات لتغليب المصلحة العامة على ضرورات تطبيق القانون , تلك البوّابات التي ينظر لها مجتمع بجاوي مُتلهفاً حكمة قيادات الدولة التي طالما بادلت الشرق جميلاً بجميل وحباً بحب وثقة بثقة لينصرفوا بعدها وقد أعادت حكمة تلك القيادات لبيوتهم , ليعودا ويتعاطون فناجين القهوة الساخنة على ضفاف البحر الاحمر الدافئة بإلتقاء تياراته الساخنة بالباردة وهم ينظرون إلى بوابتهم الشرقية ليتأكدوا من عدم دخول المصائب للبلاد من خلالها ... والله هونيني !!! Ahmed musa [[email protected]]