ذكرنا في الحلقة الاولي من هذه المقالة , أن عملية الاستفتاء قد تمت في سلاسة وهدؤ حسب الصفقة التي ابرمها الرئيس البشير مع ادارة اوباما :
( تجميد امر قبض الرئيس البشير مقابل عملية استفتاء سلسة وفي هدؤ !)
هل لاحظت الفرح الطاغي الذي يبدو علي الوجه الباسم لهيلري كلينتون , عندما تتحدث عن تفتيت بلاد السودان ؟
استعرضنا في الحلقة السابقة سيناريو ثورة الجياع كاحد السيناريوهات المتوقعة الحدوث في فترة الستة شهور الانتقالية ( المحك الاساس ) من يوم الاحد 9 يناير الي يوم السبت 9 يوليو 2011 ؟ وما بعدها ؟
أذ سوف يتم استيلاد , والاعلان دستوريا , عن ميلاد دولة جنوب السودان الجديدة في يوم السبت 9 يوليو 2011 !
ونستعرض في هذه الحلقة الثانية , سيناريو اخر متوقع الحدوث , وهو ما يمكن ان نطلق عليه مجازا ...
سيناريو خم الرماد !
سيناريو خم الرماد او سيناريو االجمود الاستبدادي Business as usual
هذا هو السيناريو الحميد – الخبيث !
في هذا السيناريو , يلتزم اوباما , أيضأ , بتجميد امر قبض الرئيس البشير الي اجل غير مسمي , مع بعض المحفزات والسكريات الامريكية الاخري !
وفي المقابل , يلتزم الرئيس البشير باستيلاد دولة جنوب السودان , دستوريأ , في يوم السبت 9 يوليو 2011 , في سلاسة ويسر ! وتصبح الدولة نمرة 193 في الاممالمتحدة , والدولة نمرة 54 في الاتحاد الافريقي ! والدولة ال 55 في الكومنونولث , وربما الدولة ال 23 في الجامعة العربية , ولم لا الدولة ال 58 في منظمة المؤتمر الاسلامي ؟
وتعيش دولتا السودان في تبات ونبات , تحت المظلة الامريكية ! البشير يبشر في الشمال ! وسلفاكير يضبح كيري في الجنوب ! واوباما يحشر في جيبه 7 مليون صوت انتخابي من القس فرانكلين ! ونتن يا هو يحتفل بتفتيت بلاد السودان !
عملية ربحية – ربحية ؟
أجراءات السيناريو !
في هذا السيناريو سوف نتوقع الاجراءات الاتية , خصوصأ خلال فترة الستة شهور الانتقالية , من يوم الاحد 9 يناير الي يوم السبت 9 يوليو 2011 !
+ تشرف ادارة اوباما , تحت عباءة أمبيكي , وادارة كولين باول , ( خليفة الجنرال غرايشون ؟ ) علي تصفية جميع المسائل الخلافية العالقة بين الدولتين , خلال فترة الستة شهور الانتقالية , من يوم الاحد 9 يناير الي يوم السبت 9 يوليو 2011 !
سف تضغط ادارة اوباما علي دولة شمال السودان , ملوحة بالعصا الغليظة , وعارضة بعض الجزرات الكرتونية , لضمان تصفية هذه المشاكل العالقة بين الدولتين !
الجزرة التي يسيل لها لعاب الابالسة هي تجميد امر قبض الرئيس البشير ! ولكن يمكن ان تنقلب الي عصا ... لمن عصي ! + في هذا السيناريو , يبر الرئيس البشير بوعده لادارة اوباما , بأنه يعتبر مشكلة ابيي ( مسألة شخصية بحتة ) ! ويقوم الرئيس البشير بحل مشكلة ابيي , خلال الفترة الانتقالية , وبما يرضي ادارة اوباما ! تتم أضافة اقليم ابيي الي دولة جنوب السودان , مع بعض الضمانات الامريكية لقبيلة المسيرية , ( كضمانات امريكا ل بن علي التونسي ... شيكات طائرة ؟ ) ! وتنجح ادارة اوباما في طفئ النار تحت رماد البؤر المشتعلة الحدودية الاخري , وبالاخص حفرة النحاس وجبل المقينص ! + يشهد هذا السيناريو استخراج شهادة وفاة لمنبر الدوحة ! وتعطي ادارة اوباما الضؤ الاخضر للرئيس البشير لحل مشكلة دارفور حسب استراتيجية دارفور الجديدة , للسلام من الداخل ! أولم يؤكد غرايشون ( الفاشر - الاربعاء 12 يناير 2011) دعم ادارة اوباما لاستراتيجية دارفور الجديدة , للسلام من الداخل ! أو لم يقترح كيري ( الخرطوم – الخميس 6 يناير 2011 ) مكانأ , اكثر جاذبية من الدوحة , لاستمرار المفاوضات العبثية ! أو لم يؤكد الرئيس البشير وقادة الانقاذ ان منبر الدوحة قد تم قفله بالضبة والمفتاح يوم الجمعة 31 ديسمبر 2010 ! أو لم يغادر الوفد الحكومي الدوحة نهائيأ , والي غير رجعة ! أو لم تستعد عناصر حركة التحرير والعدالة , وعناصر حركة العدل والمساواة لمغادرة الدوحة ... وفي الفم كثير من الرماد ؟ في هذا السيناريو , يطرد الرئيس سلفاكير جميع عناصر حركات دارفور المسلحة من اراضي دولة جنوب السودان , كما صرح بذلك مؤخرأ , وعلي روؤس الاشهاد ! بل يساعد الرئيس سلفاكير دولة شمال السودان في القضاء علي هذه الحركات ! مقابل وقف حكومة دولة شمال السودان دعمها لجيش الرب اليوغندي والمليشيات الجنوبية المعارضة , وبالاخص مليشيات الجنرال الجنجويدي اتور ! + تشرف ادارة اوباما علي عقد المشورة الشعبية في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق , مستبعدة خيار حق تقرير المصير ! كما صرح بذلك الجنرال مالك عقار ( الخميس 13 يناير 2011 ) ! في هذا السيناريو , يقلب الرئيس سلفاكير ظهر المجن للقائد عبد العزيز الحلو , والقائد مالك عقار , مستندأ علي شعار : Everybody for himself ? + اما الشماليون الاخرون , فيما كان يعرف بقطاع الشمال في الحركة الشعبية , فسوف يستعدون لعبور صحراء العتمور , بقيادة الدكتور منصور خالد والمندوكورو ( الذي فقد ظله ؟ ) ياسر عرمان ! + في هذا السيناريو ... وبعد انتهاء مرحلة الحكم الثنائي , التي سوف تنتهي بنهاية اتفاقية السلام الشامل , في يوم السبت 9 يوليو 2011 , يرجع المؤتمر الوطني الي قديمه ... مرحلة الحكم الانفرادي الاستبدادي , مرحلة ما قبل 9 يناير 2005 ! هذا السيناريو يشهد الاجراءت الاضافية الاتية في دولة شمال السودان , وبمباركة ادارة اوباما : + يستمر المؤتمر الوطني في حمل شاكوش , فقط لا غير , في اياديه ! فلذلك سوف يستمر في اعتبار كل قضية , وكل مشكلة , هى مجرد مسمار ؟ يجب الضرب علي راسه بالشاكوش ؟ سوف يكون المؤتمر الوطني اسيرأ لسيندروم الشاكوش ! + يستمر المؤتمر الوطني في رفض كل مبادرات المعارضة الشمالية . خصوصأ كتابة دستور جديد ، وتكوين حكومة قومية ! + يستمر البرلمان القومي والبرلمانات الولائية ( الزوائد الدودية ) , والحكومة المركزية والحكومات الولائية , والولاة , ورئيس الجمهورية الي نهاية فترتهم الدستورية الحالية , التي تنتهي بعد 5 سنوات , في ابريل 2015 ! ويتم احلال عناصر حزب مولانا ( التي تسمع الكلام ؟ ) محل عناصر الحركة الشعبية المغادرين ! + يتم اعتماد الشريعة ( العقوبات الحدية ) كمرجعية حصرية لدستور دولة شمال السودان ! + عدم الاعتراف بالتعددية الاثنية والدينية والثقافية في دولة شمال السودان الاسلاموية العروبية ! + يتم أعتماد اللغة العربية لغة رسمية حصرية في دولة شمال السودان الاسلاموية العروبية ! + قهر وتغييب وتفطيس المعارضة الشمالية ( بأستثناء مولانا وحزبه ) ! في هذا السيناريو , ادارة اوباما ونظام الانقاذ حاجتين في لباس ؟ بعد الاستيلاد السلس لدولة من كلم الناس في المهد صبيأ ؟ دولة مسيحية ديمقراطية في جنوب السودان التي تدعم فكرة الدولة اليهودية الديمقراطية في فلسطين !
هذا سيناريو العسل واللبن والتمر هندي , بالنسبة للرؤساء البشير وسلفاكير واوباما ونتن يا هو !
هذا سيناريو ووووب حييييي ( جد جد ) , كما ولولت عنقالية انترنتية لبست فردة الحداد !
هذا سيناريو خم الرماد لشعب دولة شمال السودان !
خاتمة ! كما ذكرنا اعلاه , في هذا السيناريو يتم استيلاد دولة جنوب السودان في يوم السبت 9 يوليو 2011 في سلاسة ويسر ! ويستمر المؤتمر الوطني , حاكما انفراديأ مطلقأ , في دولة شمال السودان الاسلاموية العروبية ! دون اي تغيرات جوهرية , سوي ربما أستيعاب عناصر , مدجنة ونفعية , من حزب مولانا , في المواقع التي تخلو بمغادرة الحركة الشعبية المسرح الشمالي ! هذا سيناريو الجمود والانسداد السياسي ! يمكن تسجيل ايات كثيرة لاحتمال حدوث هذا السيناريو مستقبلأ , نذكر منها ثلاثة عشر أدناه , علي سبيل المثال لا الحصر ! أولأ : أحد الدروس التي يمكن ان نعيها من تجربة تونس , أن أى نظام , مهما كان مستبدا , يكن أن ينهار في غمضة عين , اذا قرر الشعب ذلك ! بشرط ان يكون الناس مستعدين لدفع ثمن التغيير ! ولكن ليس هناك ما يدل علي ان المجتمع المدني السوداني مستعد لدفع ثمن تغيير نظام الانقاذ , علي الاقل حاليأ ! ثانيأ : نجح نظام الانقاذ نجاحأ باهرأ في خصي الطبقة الوسطي في سودان الانقاذ ! الطبقة الوسطي قاطرة التغيير , والدينمو المحرك لاي أنتفاضة شعبية , كما اكدت تجربتي اكتوبر ورجب ! في غياب الطبقة الوسطي , يصير الشعب الي اجسام بدون روؤس ! والاجسام بدون روؤس ترمز للجمود , ولا تملك علي الخيال الذي يمكنها من التفكير في التغيير ! الاجسام بدون روؤس تفضل الجن المعروف علي ( الجن ؟ ) المجهول , وترضي من الغنيمة باستمرار الوضع الراهن ! ثالثأ : المجتمع المدني السوداني , وخصوصأ ما تبقي من طبقته الوسطي , يعيش في حالة لا مبالاة كارثية ! بل يعيش في غيبوبة سياسية كاملة الدسم ! المجتمع المدني السوداني في حالة مرضية من اليأس والقنوط والعجز ! بالنسبة له جوه زي بره , مليانة زي فاضية , استبداد وظلم الانقاذ زي سماحة وعدل الديمقراطية , البطل علي محمود حسنين, انفصال زي وحدة , النهار زي الليل ! بايظة باأأأايظة ! كيف يمكن لهكذا مجتمع مدني , يعيش هذه الحالة المرضية من ال لا مبالاة , أن يحدث تغييرأ ؟ وان يضحي بدفع ثمن تغيير نظام الانقاذ ؟ صار هذا المجتمع المدني السوداني ابكم لا يقدر علي شئ ! وهو كل علي مولاه , أينما يوجهه لا يات بخير ! رابعأ : الشعب السوداني في غرفة الانعاش , يعتمد في النفس الطالع والنازل علي الانابيب ! وهو علي هذه الحالة طيلة ال 21 عامأ المنصرمة ! وحالته هكذا , فكيف نتوقع منه ان ينتفض ؟ يقول عنقالي منهم , محملا مسئولية فشله علي الله سبحانه تعالي : هذه ارادة الله ! ملمحأ انه يجب عليه ان يتغير هو , ليواكب الموقف البائس ! لا ان يجاهد هو لتغيير نظام الانقاذ ؟ منتهي الانهزامية والقنوط ! خامسأ: هل يزيل دم الشهيد محمد البوعزيزي الغشاوات عن الأبصار، والوقر عن الاذان ؟ ويتصاعد بالجهاد المدني إلى ذري أعلى ؟ هل تشعل شرارة تونس النار في الهشيم السوداني المبتل ؟ هل يستمر الشعب السوداني في الصبر علي الحياة الذليلة ؟ ام هل سوف ينتفض من رماد اليأس الطاغي ، وال لا مبالاة القاتلة ؟ ويصبح الموت صرخته الأخيرة ، وجواز المرور لحياة كريمة تليق باحفاد الكنداكة العظيمة ؟ الاجابة علي هذه الاسئلة عند الصبح ! اليس الصبح بقريب ؟
سادسأ : المواطن السوداني يجري جري الوحوش من طلوع الشمس الي غروبها , ليستطيع البقاء في مكانه , ويؤمن ( النانة ) له ولعائلته ! حتي لا يموتوا جوعأ ! لذلك لا يملك هذا المواطن ترف التفكير ابعد من ارنبة انفه , في مواضيع لا تتعلق , مباشرة , بصينية طعامه اليومي ؟ صار المواطن السوداني كثور الساقية ! سابعأ : لا تنس عصا المعز وذهبه في تفتيت المعارضة السياسية الشمالية , حتي صار مولانا وحزبه يقاطع اجتماعات قوي الاجماع الوطني , بعد ان سمع مولانا كشكشة ذهب المعز ؟ ثامنأ: هيمنة المؤتمر الوطني المطلقة علي وسائل الاعلام ( المرئية , والمقرؤة , والمسموعة ) اصابت المجتمع المدني السوداني بعمي الالوان , واصبح يري فسيخ الانقاذ شرباتأ ! لانه يفكر باذنيه وعينيه بدلا من عقله ! تاسعأ: دفع المجتمع المدني السوداني , بخنوعه الاسطوري , نظام الانقاذ , لان يؤمن , بعد تجربة 21 عامأ , بأن العنف الدموى مجدي , وينتج قمعا رادعا . نجح نظام الانقاذ في زرع الخوف في قلوب عناصر المجتمع المدني السوداني الحية ! كما نجح في خلق صورة له بأنه نظام اسلامي سوف يعتبر اي معارضة لسياساته وافعاله , علي انها معارضة لتعاليم الاسلام , وتعاليم القران والسنة ! ولذلك سوف لن يتهاون في القضاء علي اي مقاومة , دفاعأ عن الاسلام ! نجح نظام الانقاذ في جعل افراد المجتمع المدني السوداني , يكررون في عقلهم الباطن , المفهوم الباطل ادناه : ديل مجانين ... احسن نتقي شرهم , ونمشي تحت ضل الحيط ! والبديل مولانا الذي سوف يحدر ل ( ابو الكلام ) في الضلمة ؟ والخواف ربي عياله ! نجح نظام الانقاذ في تخويف قادة المجتمع المدني السوداني , الذين اصبحوا يدعون الي الحلم ( اسم الدلع للخوف والجبن ؟ ) في التعامل مع نظام الانقاذ ( المجنون ؟ ) ! عاشرأ : سوف يزايد نظام الانقاذ علي شعب دولة شمال السودان الطيب المتدين برفع قميص ( الشريعة ) ! احد عشر: حسب الصفقة الشيطانية , سوف تعمل ادارة اوباما ( المجتمع الدولي ؟ ) اضان الحامل طرشة , وتسد دي بطينة ودي بعجينة من ممارسات نظام الانقاذ الاستبدادية , في دولة شمال السودان الاسلاموية العروبية , تماما كما تفعل مع باقي الانظمة العربية ! وسوف لن تدعم ادارة اوباما اي انتفاضة شعبية ضد نظام الانقاذ , الذي يمكنه ان يفنجط ما شاء الله له الفنجيط في امارة شمال السودان الاسلاموية العروبية ! وكعربون لحسن النوايا , تطوعت ادارة اوباما بتقديم معلومات استخباراتية من الاقمار الاصطناعية , لقوات الجيش السوداني في ولاية غرب دارفور , أدت الي قتل وجرح العشرات من قيادات حركة العدل والمساواة , واسر 12 من قياداتها في كمين ليلي في منطقة قرجي قرجي بالقرب من جبل موون في غرب دارفور , الاسبوع الماضي ! اثنا عشر : أكد الرئيس سلفاكير حتمية هذا السيناريو بأن طلب ( جوبا – الاحد 16 يناير 2011 ) من شعب دولة جنوب السودان ان يسامح ويعفو ويصفح عن اشقائه ( لاحظ ... بدلا من الجلابة والمندكورو ) في دولة شمال السودان , وان يقلب الصفحة ؟ بعد ان تساوت الاكتاف ! وتم فرز العيشة ! ثلاثة عشر : باختصار ممل , كيف تتوقع تغييرا من مجتمع مدني احد قادته ( مولانا ) يتعامل مع مشاكل السودان المصيرية بالرموت كونترول , ويضع العصي في دواليب الانتفاضة الشعبية , ويتلفن الرئيس البشير مهنئأ بتطبيق الشريعة ! ( وقائد ؟؟ ) اخر ( ادم موسي مادبو ؟ ) يستهجن , ويضحك مستهزيأ من مبادرات السيد الامام الخيرة لانقاذ بلاد السودان ! ولا يجد هذا ( القائد ؟ ) من افراد الشعب السوداني من يلقمه حجرأ , بل من يبصق عليه ؟ عارت ... هل من يديها سوط ؟