ثورة العيون الثلاثة (العدل – العلم – العمل) ما يحدث فى مصر لن ينتهى كما حدث فى تونس و فى اغلب الاحتمالات ينتهى الى سيناريو قريب لما حدث فى ابريل فى السودان بان تستلم القوات المسلحة السلطة لفترة انتقالية تجرى بعدها انتخابات و فى الحقيقة يتم فيها الاعداد لخليفة شبيه للرئيس السابق ولكن بصورة مختلفة يتم فيها تخدير الشعب لسنوات قادمة. الوضع فى ظل الحكومة الجديدة يحتمل سناريوهان كالتالى: 1. حكومة موالية لاسرائيل والغرب. بالنسبة لهذا السيناريو لن يختلف الوضع كثيرا ، يستمر الدعم الاقتصادى ويكون هناك حرية للتعبير لا تؤثر كثيرا على السلطة وبعض الاصلاحات. 2. حكومة غير موالية لاسرائيل والغرب. هذا السيناريو مستبعد كثيرا وان حدث فسوف يتوقف الدعم الاقتصادى واكثر من ذلك سيكون هناك حصار اقتصادى وتجويع للشعب ودعم للتفلتات الامنية واثارة النعرات الطائفية والاثنية وما يحدث فى العراق ليس ببعيد. ما يحدث من انتفاضة هو فعلا عملاً بطولياً وانتفاضة جبارة للشعوب فى مصر وتونس وما قد يلى من شعوب ولكن لماذا السيناريوهات المتشائمة اعلاه؟ الاجابة: لقد نمنا الف سنة وصرنا فى اسفل الركب علمياً وتكنولوجياً وتمت السيطرة للغرب ومن ورائه اسرائيل تماماً واصبحنا ومنذ زمن طويل لا نملك قرارنا ، وليس لدينا اية قدراتاومقدرات للعيش كما نريد. ماهو الحل؟ الحل فى سيناريو ثالث (اشبه بالمستحيل) ويحتاج الى عقود لتحصيل نتائجه مما لا تحتمله شعوبنا التى لم تتعود على العمل الدؤوب وهو ثورة اقرب للشبه من الثورة الصينية فى مجال العمل والثورة الثقافية، ليست ثورة اشتراكية اودكتاتورية ، كما ان الجانب الثقافى يجب ان لا يكون عقائدى او ايدولوجى وانما يستنهض ثقافة العمل والتعلم ، ثورة تعتمد على: 1. العدل : عدالة الفرص ومحاربة الفساد واستقلال القضاء 2. العلم: بناء دولة العلم وذلك باعداد مناهج متطورة وجامعات على اعلى المستويات وتطوير التعليم التقنى 3. العمل: خلق فرص العمل والتحفيز ومحاربة البطالة والمتبطلين. هذا قد يقود للاستغناء عن كثير من الكماليات بما فيها الكماليات التكنولوجية الحديثة كما يجب بناء تكنولوجيا لخدمة العمل و المزيد من الانتاج. م.جعفر المجذوب