هل بالحرية وحدها يحيا الأنسان!! م.جعفر منصور حمد المجذوب فى مقالنا السابق ذكرنا (ما يحدث فى مصر سينتهى فى اغلب الاحتمالات الى سيناريو قريب لما حدث فى ابريل فى السودان بان تستلم القوات المسلحة السلطة لفترة انتقالية تجرى بعدها انتخابات و فى الحقيقة يتم فيها الاعداد لخليفة شبيه للرئيس السابق ولكن بصورة مختلفة يتم فيها تخدير الشعب لسنوات قادمة.) الآن وبعد ان تحقق ما توقعناه وانتهت حلقات الجزء الأول من انتفاضة الشعب المصرى البطل وهى ثورة الحرية والخبز وذلك بتنحى الرئيس مبارك وتسليمه السلطة للقوات المسلحة دعنا نستشرف الرؤية للسنوات القادمة. سنة اولى ثورة: المتوقع ان يستمر الجيش فى السلطة لمدة عام يمهد فيها للوضع الجديد وذلك فى ظل حكومة تكنوقراط وو ضع دستور انتقالى يقود الى انتخابات مجهولة النتائج فى ظل الوضع الضعيف جدا للاحزاب المصرية وطول عهد الشعب المصرى بالديمقراطية الحقيقية والاحزاب وعليه فما تتمخض عنه الانتخابات فى السنوات الأولى صعب التنبؤ به ولكن فى اغلب الاحتمالات لا اظن ان تتمتع الحكومة الاولى باستقرار سياسى وقد يحدث ولايحدث الاستقرار السياسى فى الحكومات التالية وما تجربتنا فى السودان ببعيدة. اذا استعجل الجيش تسليم السلطة للشعب بعد بضعة أشهر فمن المرجح ان تحصل جماعة الاخوان على اغلبية وان كانت غير مطلقة ولكن من شبه المؤكد ان يحصلوا على عدد من المقاعد اكبر من ان اى عدد من المقاعد يتحصل عليه اى من الاحزاب الاخرى وقد يقود الطمع السياسى وحب السلطة تجمعات اخرى للتحالف معهم لتشكيل حكومة وهذا يمثل كارثة حقيقية للشعب المصرى وشعوب المنطقة لما سينتهى عليع الوضع من تخلف سياسى واجتماعى واقتصادى وقد ينتهى الوضع الى دكتاتورية بغيضة تقود الى انتفاضة اخرى او انقلاب عسكرى. سنوات الحكم الديمقراطى: الوضع فى ظل الحكومة الجديدة كا ذكرنا فى مقالنا السابق يحتمل سناريوهان كالتالى: 1. حكومة موالية لاسرائيل والغرب. 2. حكومة غير موالية لاسرائيل والغرب. هذان السيناريوهان تنتج عنهما علاقة جدلية مرتبطة بعدم الاستقرار وذلك كالتالى: 1. السيناريو الاول: قد يقود الى مزيد من الاضطرابات والانتفاضات وهذا يعنى عدم الاستقرار مما يعنى توقف او تراجع عجلة التنمية وتحقق الحرية دون الخبز. 2. السيناريو الثانى: كما ذكرنا يقود الى وقف المعونات والاستثمارات وقد يؤدى الى الحصار الاقتصادى والنتيجة ايضا عدم الاستقرار و توقف او تراجع عجلة التنمية وتحقق الحرية دون الخبز. ونعود الى سؤالنا فى مقدمة المقال :هل بالحرية وحدها يحيا الأنسان!! ونضيف سؤال آخر هل هذه مقدمة لانتفاضات قادمة فى مصر. ونجيب ان الحرية هى الكرامة ومعنى الانسانية وقد قال سيدنا عمر رضى الله عنه (لما استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) ، ما اوردناه سابقا لا يعنى ان تتوقف الشعوب عن الثورة ضد الظلم والقهر ولكن يجب ان نعمل لثورات حقيقية تحقق الخبز والحرية وليس الحرية فقط وحتى هذه قد لا تتحقق كما ذكرنا فى مقالنا السابق. يجب التخطيط لثورات تعمل لتحقيق دولة العلم والعمل والعدل وليس حرية التعبير فقط ! ومرة اخرى تحية للشعب المصرى البطل ونتمنى ان يحقق كل ما تمناه من حرية وتوفر العيش الكريم. م.جعفر المجذوب