السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة الانترنيت قادمة في السودان ؟ ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 05 - 02 - 2011


[email protected]
مقدمة !
هل ينجح جيل الانترنيت من الشباب السوداني في استنساخ تجربة تونس الناجحة , في شمال السودان ؟
كمحاولة للاجابة علي هذا السؤال , دعنا نستعرض بعض اوجه الخلاف , وكذلك القواسم الدنيا المشتركة , بين ثقافة وعادات المجتمع التونسي من جانب , ونظيره السوداني في الجانب الاخر !
سوف نركز , في هذه المقالة , علي أستعراض القواسم المتعارضة والمشتركة في مجالين :
المجال الاول يقارن تعامل المجنمع مع الانترنيت في البلدين !
المجال الثاني يقارن تعامل المجتمع مع المرأة في البلدين !
الانترنيت !
جيل الانترنيت من الشباب في تونس , فجر انتفاضة الياسمين , وفعل بنظام بن علي الاستبدادي , ما فعل ربك بعاد , أرم ذات العماد , التي لم يخلق مثلها في البلاد !
جيل الانترنيت من الشباب في مصر , فجر انتفاضة الغضب , وسوف يفعل بنظام مبارك الاستبدادي , ما فعل ربك بفرعون ذي الاوتاد , الذي طغي في البلاد , فأكثر فيها الفساد , فصب عليه ربك صوت عذاب , أن ربك لبالمرصاد !
ثورة تونس تحققت أساسا بواسطة الإنترنت . ولذلك فإن سرعتها كانت متناسقة مع سرعة ثورة الاتصالات المعلوماتية , التي قلصت الزمان والمكان! وأمتدت , مكانيأ , من تونس الي مصر , وغدأ الي ما تبقي من بلاد السودان !
أهمية الانترنيت في تدشين ونشر الانتفاضات الشعبية الجماهيرية تؤكدها قرارات النظم الاستبدادية في مصر , وسوريأ , وليبيا , والاردن بتعطيل شبكات الانترنيت الشخصية والجماعية , التي تمثل عيون واذان الشباب الحي , في تلك البلاد !
لا تنسي ان الانترنيت مصدر للحميد , وكذلك للخبيث !
فهو يخضع لرغبة مستخدميه !
في هذا القرن ... المنتوج الخبيث الاشهر للانترنيت في العالم الاسلامي كان حادث 11 سبتمبر 2001!
وكانت ثورة تونس المنتوج الحميد الاشهر للانترنيت في العالم الاسلامي !
كما كان فوز اوباما في الانتخابات الرئاسية الامريكية المنتوج الحميد الاشهر للانترنيت في العالم كافة !
تفرد عجاجة تونس !
عجاجة تونس فريدة في نوعها في ثلاثة امور هامة وجديدة :
الامر الاول انها بدأت من الهامش , وليس من المركز ! وهذه خاصية فريدة بتجربة تونس ! فالانترنيت لا يعترف , لا بالمكان , ولا بالزمان ! فهو عابر للحدود المكانية والزمانية !
نعم ... بدأت عجاجة تونس من الهامش , من قرية سيدي بو زيد , ثم وصلت الي العاصمة , قبل أن تنتشر في بقية مدن وقري تونس !
الامر الثاني انها عجاجة شعبية من دون قيادات سياسية نمطية ! جيل الانترنيت من الشباب هو الذي فجر العجاجة , ونشرها في قري ومدن تونس , وجاهد لاستدامتها , ونجاحها , قبل ان يسلمها للساسة !
جيل الانترنيت من الشباب التونسي نجح في انتاج برنامج وطني عام التقت حوله كل القوى السياسية المتعارضة والمتناقضة والمتشاكسة ! لم يكن عندهم مولانا الميرغني ليناكف السيد الامام ! لم يكن عندهم الترابي ليضع العصي في دولاب نقد ! هذه الثنائية التشاكسية القاتلة في السودان , لا توجد في تونس ؟
كان القائد الحصري للانتفاضة هو جيل الانترنيت من الشباب التونسي !
الامر الثالث والاهم أن شبكة الانترنيت قد لعبت دورأ محوريأ في انتشار ونجاح العجاجة !
عصا موسي ؟
التكنولوجيا المعاصرة ( ثورة الاتصالات ) جعلت من الكرة الأرضية قرية واحدة بالفعل ! لا توجد الآن طريقة على وجه الأرض لحجب معلومة من المعلومات , أو حتى تعطيل وصولها لبعض الوقت ! هذا هو عصرالوضوح والشفافية !
نظام بن علي الاستبدادي يحتكر صناعة المعلومة وطرق توصيلها ... المرئية والمسموعة والمقرؤة ! فتجاوز جيل الانترنيت من الشباب الوسائل التقليدية في انتاج , ونقل المعلومة , الي الوسائل الحديثة المتمثلة في الانترنيت والفيس بووك والتويتر !
صار الانترنيت عصا موسي , التي تلقف ما يأفكون !
المواطن التونسي ( وكذلك العربي ؟ ) لم يعد يستقي أخباره , اليوم , من الإعلام الرسمي , أو المتحدثين الرسميين ! لأن هناك أزمة مصداقية موروثة منذ عهد إعلام أحمد سعيد ( صوت العرب ؟ ) , ومحمد سعيد الصحاف ( العراق ) .
ساحة الانترنيت والشبكات الاجتماعية أصبحت الملاذ الذي يلجأ إليه التوانسة لاستقاء معلوماتهم وتبادل الأخبار !
لم يجد الشباب التونسي من وسيلة للتواصل ونقل المعلومة فيما بينهم غير شبكة الانترنيت ! عرف الشعب التونسي بحريقة الشهيد محمد البوعزيزي عن طريق شبكة الانترنيت , وخصوصأ شبكة الفيس بووك ! وحاول نظام بن علي الاستبدادي تعطيل شبكات الانترنيت , والفيس بووك , والتيوتر , ليمنع الشباب من التواصل وتبادل المعلومة ! وفشل في ذلك بفضل مجهود مشغلي شبكات الانترنيت في امريكا!
وفي خطبة وداعه يوم الجمعة 14 يناير 2011 , اعتذر الدكتاتور لشعبه وتمتم خجلأ , وعلي أستحياء :
انا فهمتكم ... واعدكم بعدم الحجر علي الانترنيت !
لولا الانترنيت , لماتت عجاجة قرية سيدي بوزيد في قرية سيدي بوزيد ! ولما وصلت الي العاصمة تونس , والي بقية المدن والقري في تونس ! ولبقي الدكتاتور في موقعه , الي يوم الدين هذا !
أهمية التعامل مع الانترنيت ؟
حدث ذلك في تونس , لان اثنين مليون تونسي , من جملة سكان تونس ( 10 مليون ) يستعملون ويتعاطون مع الانترنيت بشكل يومي , وروتيني ! 20% من سكان تونس يتعاطون مع الانترنيت !
واحد من كل 5 توانسة يتعاطي مع الانترنيت !
أما في بلاد السودان , فاقل من واحد من الف في المائة من السودانيين يتعاطي مع الانترنيت !
زعم احدهم في الهيئة القومية للاتصالات , وجهلأ , وجود 4 مليون متعاطي مع الانترنيت في السودان , مقابل 2 مليار في العالم قاطبة و2 مليون في تونس !
المتعاطون السودانيون مع الانترنيت في داخل السودان ( 40 مليون نسمة بالقديم ) أقل من 40 الف مشارك سوداني , ممن لهم ايميلات !
بالتحديد , أقل من واحد من كل ألف سوداني , داخل السودان , يتعاطي مع الانترنيت !
هل استوعبت الفرق :
واحد من كل 5 توانسة ( داخل تونس ) ... مقابل سوداني واحد من كل الف سوداني ( داخل السودان) ... يتعاطي مع الانترنيت , وله ايميل ! وليس سوداني واحد من كل 10 سودانيين , كما تدعي , جهلا , الهيئة القومية للاتصالات ؟
في تونس , جهاز الكومبيوتر جزء اساسي وضروري من ديكور البيت , تماما كالتلفزيون , والثلاجة , والبوتاجاز , والتلفون المحمول ! في الشارع , وفي البص , تري الشابات والشبان يسيرون , وعلي اكتافهم لاب توباتهم !
سعاية لابتوب في السودان مكلفة , وفوق الطاقة المالية لمعظم الشباب ! اللابتوب يكلف حوالي 500 دولار , والخدمة الشهرية للانترنيت حوالي 50 دولار ... في بلد متوسط الدخل السنوي للفرد فيه حوالي 300 دولار ؟
يخبرك صحفي مرموق , بانه لا يستطيع , ماليأ , اغتناء لابتوب وتشغيله انترنيتيأ , ويكتفي بجهاز الكومبيتور في مكتبه في الصحيفة ! مما يعني انه يصير غير مربوط بالانترنيت , بعد مغادرته مكتبه ! وعندما تساله , كيف امكنه اقتناء عربة ؟ يرد بأن العربة اصبحت من الضروريات في الخرطوم ... عربة نعم ! لابتوب لا ... في بلاد السودان ؟
هذه هي الاولويات في بلاد السودان ؟ فتأمل !
سوف تكون ام المعجزات ان تري شابا يسير في شوارع الخرطوم وعلي كتفه لاب توب
هل سمعت , ياهذا , بأن 25 من اعضاء المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي من جملة 30 عضوا , لا يتعاطون الانترنيت , ولا يملكون علي أيميلات !
هل تصدق , يا هذا , بأن برفيسور في مادة التاريخ , في جامعة الخرطوم , لا يملك علي ايميل ؟ مع وجود جهاز كومبيوتر جديد داخل ورق السلوفان علي طاولة مكتبه !
هل سمعت , ياهذا , ان رئيس تحرير جريدة انترنيتية سودانية لا يتعاطي مباشرة مع الانترنيت ( مع انه يملك علي ايميل فنطازي ) , في بلاد العجائب ( بلاد السودان ) ... التي انفجر الخالق ضاحكأ عندما خلقها ؟
كنت اتمني ان يتم جلد هؤلاء واؤلئك , وغيرهم من العنقالة الجهلاء انترنيتيأ , علي ايادي القدو قدو , بدلا من فتاة الفيديو المسكينة ... لان جريمتهم النكراء ( عدم التعاطي مع الانترنيت ... في زمن ثورة الاتصالات المعلوماتية ) اكثر شناعة من جريمة الفتاة ( لبس بنطلون لبني ) !
أعرف السبب ليزول عجبك !
هل عرفت لماذا كانت بلاد السودان ثاني دولة فاشلة ( بعد الصومال ؟ ) في العالم , علي التوالي , ولسنوات خلت ؟
هل عرفت لماذا لم ينجح نداء جيل الانترنيت من الشباب السوداني ( قرفنا , شباب من اجل التغيير , الشعلة , النمور , وشباب الفيس بووك ) لتدشين ثورة النيم يوم الاحد 30 يناير 2011 ؟
هل عرفت لماذا لم ينجح نداء جيل الانترنيت من الشباب السوداني ( سالم احمد سالم ) لتدشين الانتفاضة الاحتجاجية السكوتية , وأيقاد الشموع ليلا امام المنازل ؟
السبب الحصري ... اميتنا الانترنيتية !
انترنيتيا , نحن من ينطبق علينا التوصيف القراني في الاية 17 والاية 18 من سورة البقرة :
ذهب الله بنورهم , وتركهم في ظلمات لا يبصرون ! صم بكم عمي فهم لا يرجعون !
( 17 و18 - البقرة )
المرأة !
تجد اختلاف أساسي بين الثقافة التونسية , والثقافة السودانية في معاملة كل مجتمع للمرأة !
في تونس , الرجل والمرأة متسويان مساواة كاملة , في الحقوق والواجبات , امام القانون والاعراف , وبحسب نصوص الدستور ! نصيب المرأة في الميراث مساو لنصيب الرجل ! وشهادتها في المحكمة تساوي شهادة الرجل ! وراتبها مساو للرجل في العمل الواحد ! وفرصها في الترقي مساوية للرجل في العمل الواحد , وحصريأ حسب الاداء ! وتملك علي حق الطلاق مثل الرجل تمامأ !
وتعدد الزوجات يعتبر جريمة جنائية يعاقب عليها القانون بالسجن !
حكاية اربعة عوين دي كانت في القرن السابع , ياهذا ! عندما كانت المؤودة لا تسال , باي ذنب قتلت ؟
فلذلك عندما احب زين الهاربين بن علي مصففة الشعر , الفقيرة الي ربها , ليلي الطرابلسي ( قبل ان تصبح حاكمة قرطاج ؟ ) , لم يستطع الزواج منها , الا بعد أن طلق زوجته الاولي , وبقبولها , ورضاها!
في تونس لا يمكن للرجل ان يقول لزوجته ( انت طالق ) , فتصير طالق ! اجراءات الطلاق تكون عبر المحكمة , التي تكفل للمرأة كل حقوقها ! واجراءات الطلاق جد مكلفة للرجل , اذا كانت المرأة غير موافقة علي الطلاق ! ويمكن للمراة ان تطلق الرجل عبر المحكمة !
في تونس , لا يمكن للزوج أن يعاشر زوجته , اذا لم يكن لديها مزاج ؟ والا وقع ذلك في خانة الاغتصاب , ويذهب الزوج للسجن سنين عددا ! والعكس صحيح ! لا يمكن للزوجة ان تغصب زوجها علي معاشرتها !
مساواة كاملة في الحقوق والواجبات !
ربما لا تصدق , ياهذا , بثقافتك السودانية , أن المراة في تونس بشر ؟
ولكنها الحقيقة ... ولو انها مرة بالنسبة لك كسوداني ؟
فهي مخلوقة من صلصال من حمأ مسنون , تماما كالرجل ؟
ومن سخرية الاقدار ان المساواة الكاملة بين الرجل والمراة كانت وراء عجاجة تونس !
مفتشة بلدية قرية سيدي بوزيد , فايدة حمدي ( 45 سنة ) , هي التي صادرت عربة خضروات الشهيد محمد البوعزيزي ! وعندما ذهب الشهيد الي مقر البلدية محتجأ , تطاولت عليه , وتحرشت به , فايدة حمدي , وصفعته علي خده , امام الجميع ! بعدها خرج الشهيد من مبني البلدية , مكلوم النفس والفؤاد , وحرق نفسه , وحرق معه نظام بن علي الاستبدادي , حسب مبدأ جناح الفراشة المعروف !
المساواة الكاملة بين الرجل والمراة , في تونس , هي التي اعطت الشجاعة الادبية لفايدة حمدي لتتطاول علي الرجال , وتصفعهم !
المرأة في تونس تتقدم الصفوف , وتقلب الترابيز ! ولا تعرف الخنوع والانكسار !
حسب المفهوم السوداني الجاهلي الحبوباتي , كل امراة تونسية ... قاهرة , وضكرية ؟
واحسن بها من ضكرنة !
اما في السودان , فالوضع مختلف جدا !
عندما تبلغ الطفلة سن السابعة , يتم قذفها في السلخانة الشيطانية ! ويتم جزرها فرعونيأ , او سنيأ , أو ما رحم ربك ! وبعدها تصاب الطفلة بمرض نفسي خبيث , يلاحقها الي القبر !
وللاسف , تعاني كل السودانيات , وبدون فرز , من هذا المرض النفسي الخبيث ! حتي , وربما بالاخص , المثقفات منهن , وحتي لو كانت بروفسيرة في جامعة !
يطلق علماء النفس علي هذا المرض النفسي الخبيث ( متلازمة الجمل ) :
The camel syndrome
هل تصدق , يا هذا , أن السوداني عندما ياتي , رغم انفه , علي ذكر زوجته , يقول لك , معتذرأ :
ولا مؤاخذة !
يقول السوداني :
الحساب ولد !
ويقول التونسي :
الحساب سيدة ! بمعني واجب الاحترام !
التونسي حضاري ومتحضر لانه يحترم المرأة ! اما السوداني الانقاذي فجلف وبدائي لانه يحتقر المرأة !
القانون الجنائي السوداني يقمع المرأة ويضطهدها , ويعاملها كالسوائم , وبأسم الشريعة الحدية !
يقبض بوليس النظام العام علي اي فتادة تلبس بنطلون لبني , ويقوم قدو قدو بجلدها بحضور جمهور من الرجرجرة والغوغاء , ليشهدوا عذابها , ويضحكون من عويلها وبكائها !
ده اسلام الانقاذ !
المرأة في السودان سقط المتاع ! وفي تونس نصف المتاع , والرجل النصف الثاني !
أم الجيش !
ولكن داخل هذا الظلام الدامس , تتوهج شمعات !
احدي هذه الشمعات اسمها مريم عبدالله ( ام الجيش ) ! قائدة ميدانية في صفوف حركة التحرير والعدالة ! وهي تفاوض , حاليأ , الابالسة , مضطهدي المرأة , في الدوحة !
حاول ابليس من ابالسة الانقاذ ( الوالي السابق لولاية غرب دارفور ) ان يزايد عليها , ويتحرش بها في موضوع تعويضات النازحين والاجئين الدارفوريين , لانها من العوين , وبالتالي من سقط المتاع ! فما كان منها الا ان تقدمت نحوه , وهو جالس علي كرسيه , وقبقبته , وجرته علي ارض غرفة الاجتماع , كما كان أدم يجر حواء في زمن غابر ! أصاب الذعر هذا الابليس , فتبول علي نفسه من الخوف !
ولولا الحجازون , لفتكت أم الجيش بهذا الابليس الانقاذي !
هذه امراة تساوي الف رجل ! لانها رفعت رأسها امام الرجل السوداني , الذي يحتقرها !
في زيارته الاخيرة للدوحة , أقام السيد الامام , كعادته , ندوة عامة لتنوير سوداني الدوحة ! تحرش احدهم من محاربي حركة التحرير والعدالة بالسيد الامام ! وكعادته وطبعه الملائكي , رد عليه السيد الامام ردأ لينأ ! رغم انه طغي !
كانت ام الجيش تراقب الموقف ! ولكنها , تادبأ واحترامأ للسيد الامام , لم تنبس ببنت شفة !
وبعد رجوع القوم الي بهو الفندق , حاولت ام الجيش الاقتراب من زميل كفاحها المحارب الميداني لمراجعته ! ولكنه بمجرد أن راي ام الجيش تتقدم نحوه , لاذ بالفرار , امام ضحكات وقهقهات القاعدين في البهو ! ولم يصبح هذا المحارب الميداني امنأ , في سربه , الا بعد ان طلب السيد الامام من ام الجيش ان تعفو عن هذا المحارب الميداني ! فعفت عنه فورا , واصبحت تعامله كأبنها تمامأ !
يا ريت لو كل عوين السودان زي ام الجيش !
هل عرفت لماذا لم ينجح نداء جيل الانترنيت من الشباب السوداني ( قرفنا , شباب من اجل التغيير , الشعلة , النمور , وشباب الفيس بووك ) لتدشين ثورة النيم يوم الاحد 30 يناير 2011 ؟
لاننا شعب تمت ( أنقذته ) , فاصبح يحتقر المرأة , ويضطهدها , ويعاملها كالسوائم !
نستاهل ... وعشان تاني ... كما قالت استيلا الاجنبية !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.